راوي القصة هو شاب ثلاثيني من أبناء قريتنا الريفية والجميلة بأهلها ،حيث يقول : رحم الله أمي فقد كانت تُصَوّر لنا الأمور من منظورها الرائع ، ومن باب العاطفة والميول تجاه أهلها وإخوانها ، فقد كان لها من الإخوة أربع ، وكانوا في أيام العيد (الفطر والأضحى) يجمعون المال مع الأخ الأكبر ويقوم هو بتقسيم العيديات على الأخوات وهو من يضع العيدية في يد أخته من باب التوجيب والاحترام ... وقد كانت أمي تفرح كثيراً بقدومهم ، وتصحو باكراً لتجهيز خبز العيد ترحيباً وفرحاً بقدومهم ، وعند تسليم العيدية من الأخ الأكبر تقول أمي لهم : بكفي شوفتكوا ... لكن بمجرد خروجهم من البيت تقوم أمي بعرض المبلغ أمام أبي متباهية به ...
من هنا تبدأ حكاية أمي مع العيدية ، فقد قام أبي بشراء ثلاجة وغسالة وفرن غاز من معرض البلدة على نظام التقسيط ، وعند تنزيل هذه المواد احتاج أبي دينارين أجور نقل للبك أب (ما كانش معه فراطه) فأخذهن من عيدية أمي وبعد أكم يوم رجعهن إلها ... وبعد شهر كان أبي خارج البيت وجاء جابي المسقفات ودفعت أمي خمسة دنانير من العيدية ...وحال وصول أبي قام بإرجاع المبلغ ...وهكذا كلما كان البيت يحتاج إلى مبلغ متواضع تدفع أمي من العيدية ويقوم أبي بسدادها مع بوسة لحية ... لكن أول خلاف بسيط بين أبي وأمي (هوشه) ... تقول أمي : الله اكبر عليك أمبارح اشتريت غسالة وفرن وثلاجة من عيدية أهلي ، وناسي لما دفعت عنك المسقفات من العيدية و الا كان اسع مسجون ، هذا غير اللي بصرفه وبجيبه للدار من العيدية وأنت غايب ...
يقول الشاب : بعد ما تزوجت حسيت بوضع أبي و أعرفت كيف كانت عيدية أمي تكفي للسنة كاملة .. وأني أسع زوجتي قالت لي : العيد الجاي رح نسقف الطابق الثاني من عيدية أهلي ، والعيد اللي بعده (الأضحى) رح نطلع على تركيا نشم هوا ... طبعاً من عيدية أهلي....