سمر مشخوج - إعتدنا عند البحث عن الراحة والسكون والهروب من مشاغل الحياة ومنعطفاتها ان نقلب الاذاعات ليستقر بنا المطاف عند إذاعة القرآن الكريم .. فنهدأ ونستمع لها بكل محبة لاننا نشعر من خلالها بالامان لكلام الله جل في علاه ..ولكن ومع مرور الزمن وتغير نمط الحياة وسيطرة التجارة على كل محفل اعلامي واثيري .. فاقتحمت هذه الاذاعة دون استئذان ولوثت مسامعنا مما اضطرنا للفرار منها .. لانها كانت لنا الملجا للهروب من الحياة وتفاصيلها المتعبة فاصبحنا نجد بعض هذه التفاصيل تلاحقنا حتى عند سماعنا للقرآن ..فبدلا من ان نستمع له تحولنا لنتعرف على اسماء المطاعم والمحلات وحتى مايتعلق بالسيارات وصوت الفرامل الذي ادخل باغلب الدعايات ولا علاقة له بالمادة المعلنه ..
فأنا افتح على اذاعة القرآن لاستمع لقرآن وليس لأبحث عن شاندويشة شاورما او خزائن مطبخ وغيرها من السلع والمزعج في الاعلان طريقة الاداء المنفرة مما يجبرك على اغلاق الاذاعة بعصبية .. حتى بعد منتصف الليل حيث نكون مطمئنين بعدم وجود اعلانات نتفاجا بادراج برامج يقال عنها دينية ولكنها بايقاع موسيقي زادت الطينة بلة وكأننا نستمع لاذاعة اف ام وليس لاذاعة قران.. وعندما انتقد البعض ذلك كانت الحجة ان هناك لجنة تقوم على انتقاء الاعلانات قبل اعلانها ومن يستمع للمنتقى يتاكد ان اللجنه تحتاج تغييرا ... فبأي حق واي قرار خرج ليوافق على اعلان منذ الصباح بصوت نشاز يعلن عن شاورما ولحوم وطبيخ وغيره والاسوأ من ذلك الاستعانه بلهجات غير محلية زات الامر سوءا ..
انا كمواطن وغيري كذلك ممن يغارون على اذاعتهم هذه ويطالبون بعدم تشويهها بالاعلانات .. نطالب باعادة الهيبة لاذاعة القرآن الكريم وان تعود كما كانت اذاعة نستمع من خلالها لكلام الله وبعض البرامج الدينية الملتزمة بدون ايقاع . لانها اذاعة وطن ومن حقنا كمواطنين ان لا ننفر منها بحجة المردود العائد لها من الاعلانات ..
على القائمين على الاذاعة التي هي منا ولنا ان يعيدوا دراسة موضوع الاعلانات ويجدوا بديلا لها وانا وغيري ندعو المحسنين في وطننا ان يدعموا اذاعتنا الحبيبة كي يحفظوها لنا بعيدا عن تلوث الاعلانات التي نفرتنا من الاذاعة للاسف .
بالنهاية نرجوكم اعيدوا لاذاعتنا روحانيتها فهي ملاذنا للهروب من ضنك الحياة . فلا تجعلوا الحياة بمتاعبها تلاحقنا حتى ونحن نستمع لها فتكدر صفونا وتجبرنا ان نهرب حتى من الاستماع لها..
لاننا نبحث عن سماع القرآن وليس البحث عن شاورما وغيرها.