هذه الارقام لأكبر دليل على عشوائية التصويت في المجلس النيابي الموقر وكسر لأبسط قواعد الديمقراطية كما درسناها في المدارس والجامعات ، وهنا لن استند الى ما هو موجود داخل سجلات المجلس وكيفية السير بعملية التصويت لأن الارقام السابقة الذكر تدعو لإعادة النظر بمن هم ممعوطي الذنب ؟ .
49 قالوا نعم لسن ال25 و49 قالوا لا لسن ال25 وغاب 20 نائب ، لو أن ابنك الصغير طلب منك شراء لعبه معينه وكنتم في البيت خمسة اشخاص مع الام وشعرت أن هناك موقف لكل شخص لطلبت التصويت على مشروع شراء اللعبة وعندما تخرج النتيجة 2 نعم لشراء اللعبة و2 لا لشراء اللعبة ويكون الجميع بانتظار صوت الام التي غادرت المنزل كي تحضر اغراض البيت لتوقف التصويت لحين حضورها كون صوتها هو الحسم في موضوع شراء اللعبة ، وربما الام غادرت عن قصد كي لاتحرج نفسها وهي من يعلم حدود الميزانية للمنزل وقدرت هذه الميزانية على صرف مبلغ لشراء مثل هذه اللعبة .
وبعد هذا الشرح المطول من الحياة الديمقراطية العائلية كيف سأقنع أبني الصغير بأن 49 لا تتساوى مع 49 وان هناك خطأ تاريخي في العلاقة مع الارقام وعلينا أن نعيد فهمها كما يتم العمل بها داخل مجلس نوابنا الموقر، وأن الغائبين من النواب لايشكلون أية أهمية في معادلة التصويت وبالتالي علينا أن نقر ونعترف بأن الام عندنا فقط وداخل المنزل لها وزن كبير في اتخاذ قرار ديمقراطي يتعلق بمصير شراء لعبة ، وممعوطين الذنب والسكارى والعملاء للغرب وفرنسا هم مجرد اوراق يلعب بها نوابنا الكرام لحظة الذهاب لصناديق الاقتراع ، وكل حديثهم عن ممعوطي الذنب في خيمهم الانتخابية ومشاريعهم نحو التطور الديمقراطي مجرد إستهلاك للمرحلة .
اذا ابني الصغير سيبقى يبحث عن سر معادلة عدم تساوي عدد49 مع عدد49 في تاريخ الحياة الديمقراطية الاردنية ... وجوابي له عند السؤال هو : أنا كمان مش فاهم