زاد الاردن الاخباري -
قال جلالة الملك عبدالله الثاني "إننا نعمل" من أجل أن يكون الأردن انموذجا متقدما للديمقراطية في الوطن العربي يقوم على أساس تقوية الطبقة الوسطى، عماد المجتمع، ويزيد من مشاركتها السياسية والاقتصادية وتعزيز دورها في العملية الديمقراطية.
وأضاف جلالته، في مقابلة مع المحطة الإذاعية الأشهر والأوسع انتشارا في الولايات المتحدة الأميركية، راديو (ان بي ار) وأجراها الصحفي ستيف إنسكيب، وبثتها اليوم الخميس، إن الطريق الصحيح للديمقراطية يكفله النظام الملكي "وبإمكان هذا النظام إثبات نجاعة البرنامج الديمقراطي ليكون نموذجا بالنسبة للدول الأخرى".
وردا على سؤال حول حال الزعماء العرب في زمن الثورات، قال جلالة الملك "إننا نحاول دفع الإصلاحات إلى الأمام، وكانت هناك محاولات لدفعها للخلف. ما فعله الربيع العربي والصحوة العربية أبرز هذه القضية إلى الواجهة".
وأشار جلالته إلى أن الأردن تجاوز هذه المرحلة بتشكيل لجنة حوار وطني وضعت صيغة حظيت بتوافق وطني، للخروج بالتشريعات الملائمة لهذه المرحلة، مشيرا إلى الانتخابات البلدية التي ستجري على مستوى المملكة نهاية هذا العام والانتخابات البرلمانية في العام المقبل.
ونوه جلالة الملك في المقابلة، التي تزامنت مع مشاركة جلالته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن أهم التحديات التي نواجهها هي القدرة على الوصول إلى حياة حزبية واضحة المعالم تمثل توجهات اليسار والوسط واليمين، وتتوافق مع توقعات المواطنين الذين يسعون إلى مشاركة سياسية فاعلة، ومع "رؤيتي" بالنسبة للأردن في أهمية بروز أحزاب تمثل هذه الأطياف السياسية وبالسرعة الممكنة.
وأكد جلالته إيمانه بأهمية الوصول إلى حكومات منتخبة في نهاية المطاف كون هناك نزوع عند كثير من المسؤولين للاختباء وراء الملك، بينما يجب عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الناس، وهذا تضمنه حكومة منتخبة، كونها ستدفعهم للعمل بجد لأنهم يكونوا تحت المساءلة الشعبية.
وأكد جلالة الملك أن ما يجري في الدول العربية هو نتيجة فقدان الأمل، وقد بدأ الربيع العربي وسط التحديات والصعوبات الاقتصادية وفي مقدمتها البطالة والفقر، لاسيما وأن لدينا في الشرق الأوسط جيل شاب "هو الأكبر حجما في تاريخنا" يبحث عن فرص في سوق العمل، وما حدث في تونس بداية كان بسبب الاقتصاد وليس السياسة.
وقال جلالته "إن ما يبعث على القلق هو البطالة والفقر. صحيح أننا نجحنا في السنوات العشر الأخيرة في تأسيس طبقة متوسطة معقولة، ولكن أية تقلبات في أسعار النفط وأية تحديات اقتصادية تبرز، من شأنها أن تجعل هذه الطبقة هشة جدا".
وفي الشأن الفلسطيني، قال جلالة الملك: إن الطلب الفلسطيني بالاعتراف بدولتهم، والذي يثير قلق بعض الدول، جاء نتيجة اليأس والإحباط بسبب توقف المفاوضات التي لم تفض إلى نتيجة، والرد على هذا القلق يتطلب بذل الجهود لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، وإذا لم يحدث ذلك فإن الجميع ملام على حدوث هذه الأزمة.
وقدم جلالته الشكر للاتحاد الأوروبي على موقفه المميز في محاولة التوصل إلى آلية ترضي الجميع وقرار تقبله الأطراف كافة، وبما يفضي إلى طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية بطريقة تشتمل على تنفيذ إجراء عملي يوفر الوقت الكافي الذي يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإطلاق الحوار من جديد حول قضايا الوضع النهائي.
وردا على سؤال حول علاقات الأردن مع إسرائيل وإمكانية تخفيض مستوى هذه العلاقات، قال جلالة الملك إن خروج الفلسطينيين من الأمم المتحدة "صفر اليدين" سيكون له آثار سلبية على المنطقة، مذكرا جلالته بما حصل في مصر والهجوم على السفارة الإسرائيلية.
وأضاف جلالته "هناك سلام بيننا وبين إسرائيل ونتعرض لضغوطات شعبية هائلة والناس يتساءلون لماذا هذه العلاقات قائمة مع أنها لا تنفع أحدا؟" وقال جلالته ستثار الكثير من الأسئلة، ليس فقط في بلدي، بل في الشرق الأوسط كله: هل ستظل إسرائيل تتصرف بعقلية القلعة؟ أم ستحظى بالقبول في الجوار الذي تعيش فيه، وهي في نظري الطريق الوحيدة للمضي قدما بانسجام وتوافق.
وأكد جلالته أنه بغض النظر عما يحدث في الشرق الأوسط من ربيع عربي والتحديات الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة، فإن القضية الأهم التي تأسر مشاعر الناس دوما هي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وحول ما يجري في سوريا، قال جلالة الملك لا أعتقد أن هناك تغيرات كبيرة ستحصل قريبا في سوريا، ولا أحد يستطيع الآن التنبؤ بما سيحصل في الشرق الأوسط "فالأمور تتسارع بشكل كبير والمنطقة تتغير بسرعة".