زاد الاردن الاخباري -
حمزة عليان كوفحي
في إحدى ايام نهاية الاسبوع وبعد ان وصل العقرب الاكبر الى رأس الساعة التاسعة مساءً انتفض هاتفي مهتزاً وبدأ صوت الموسيقى يضرب جدران منزلي المتواضع , فأمسكت به ونظرت إليه وإذ بي أرى رقم هاتف اعز أصدقائي , من دون تردد وضعته على اذني والقيت عليه التحية والسلام فقال لي اتفقنا نحن المجموعة ان نخرج في هذه الليلة الى رحلة شواء فهل ترغب بمرافقتنا وبدأ يسرد لي برنامج تلك الرحلة ( استمع اليه وكلي شوق لمرافقتهم ) وابلغني بان مجموعة الاصدقاء تنتظرنا في موقع الرحلة وانه سيقوم بالذهاب لشراء الحاجيات والمستلزمات الخاصة بذلك الحدث وبعد ان انتهت المكالمة راودني تفكير باني في صباح هذا اليوم كنت برفقته ولم يخبرني بانه قام بالتخطيط الى رحلة مع الاصدقاء , حاولت ان اتناسى ذلك الامر و بدأت أُعد نفسي للخروج بعد ان تم منحي نصف ساعة من الوقت كي اكون مستعداً وبعد مرور تسعة وعشرون دقيقة خرجت من منزلي لانتظار صديقي كما تم الاتفاق حيث مضى من الوقت اربعون دقيقة ولم يأتي وبعد حوالي ثلاثة واربعون دقيقة من خروجي وصل صديقي وعندما صعدت الى سيارته بدأت بمهاجمته وتوجيه عدد من الاسئلة اليه وكلها بمضمون( لماذا تأخر ولماذا لم يلتزم بالموعد) بدأ يجيب على الاسئلة بأجابات غير مقنعة وبعد ان اشتد النقاش فيما بيننا اوقف سيارته بعد ان سار بها مسافة قصيرة وقال لي غاضباً لن اكمل الطريق وسأعود الى منزلي فقلت له هي ارجع ولن اكمل انا ايضاً فقام على الفور بتغيير مسار الطريق الى ان وصل الى منزلي حينها فتحت الباب وخرجت غاضباً وبقي واقفاً امام منزلي بعد ان شعر بالذنب وبعدها بخمسة دقائق هاتفني صديقي الاخر بعد ان علم بما حدث وطلب مني ان اخرج واركب مجددا مع صديقي الاول , رفضت بشدة هذا الطلب وامليت عليه عدد من الشروط ومنها , سأأتي اليكم بعد ان استقل سيارة اجرة وفعلاً خرجت من منزلي مجدداً وذهبت الى موقع الرحلة بسيارة اجرة وعند وصولي الى الموقع والذي يبعد عن منزلي حوالي ثلاثة كيلو مترات , كان الجو مشحوناً .
وبدأت الامسية المنتظرة وانطلقت فعاليتها واتضح لي انها مملة وباهتة وليست كما تصورت بدأت المجموعة بتحضير اللحوم من اجل شوائها وبعد ان انتهوا من ذلك , قاموا بتحضير المائدة وعندما اقبلنا ذكرنا اسم الله وشرعنا بتناول الطعام فتبين لنا ان اللحوم غير ناضجة ومذاقها ليس جيدأً ( بعضنا لم يكمل والبعض الاخر من شدة الجوع تناسوا المذاق واكملوا طعامهم ) وبعد ان انهينا الطعام قمنا مباشرة بالعودة الى منازلنا ولم نكمل تلك الرحلة .
هذه تفاصيل اخر رحلة خرجتها برفقة أصدقائي والتي كانت سيئة بمعنى الكلمة لأنها لم تكن منظمة وشابها بعض الخلافات منذ البداية .
تعتبر هذه الرحلة تصوير لواقع حكومتنا الموقرة فجميع اعمالها وبرامجها وخططها قائمة على عدم التخطيط ودائماً تصل متأخرة على الرغم من ان المسافة قريبة وقراراتها المفاجئة التي تحاول ان تصدرها لمصلحة المواطن تعمل على عقد جلساتها بشكل سريع وتعتمد على العشوائية وعدم التقدير المناسب للموقف فحال ادائها كحال صديقي عندما قطعنا جزء من المسافة قام بالتوقف والعودة الى بداية الطريق والرجوع الى الخلف فلا يوجد تقدم ابداً بالإضافة إلى أنها لاتلتزم بوعودها المقررة لتنفيذ وتطبيق قراراتها .
فتعمل دائما على زرع الاوهام في اذهان المواطنين وبأنها ستقوم باجراء نقلات نوعية بأوضاعهم المعيشية ونقلهم إلى أوضاع أفضل . ونكتشف بالنهاية انها فعلا اوهام وانه مجرد كلام ووعود لا أساس لها من الصحة
وموقفي في القصة عندما امليت عليهم شروطي هو قريب الى حد ما من مواقف المعارضة الاردنية فسواء قامت المعارضة بحراكاتها المعهودة او لم تقم فالنتيجة واحدة لا ن الحكومة لا تصغي ابدا ولا تكترث لمطالبهم فأنا في القصة لم أغير شيئا فسواء رضيت منذ البداية ان استمر او كما حدث عندما التحقت بهم فالنتيجة واحدة جلسة مملة ولحوم غير ناضجة لان الرحلة غير منظمة وغير مخطط لها .
فأصبح الأردنيون عبارة عن سياح والحكومة عبارة عن شركة للسياحة والسفر تعمل على طرح الرحلات غير المنظمة للمواطنين فعندما تطرح الحكومة رحلاتها ننتشي ونشعر بالسعادة ولكن عندما نخرج برفقتهم نجد الملل وعدم المصداقية , ونحن بانتظار رحلات شواء اخرى مع حكومتنا فهل يا ترى سيتم شواء اللحوم لنا ؟ ام انها ستعمل على شواء وحرق أمالنا ومشاعرنا كما تعودنا دائما لكن نتمنى عندما يتم شوائها ان تكون ناضجة ومذاقها جيد .