زاد الاردن الاخباري -
نشميات جئن من شتى محافظات المملكة بخطى واثقة وبأيد مخضبة بزيت الزيتون، ليصنعن بطحين القمح البلدي والزعتر البري؛ وجبة فيها من الأصالة والقيمة الغذائية، ترمم ما هدمته الأغذية المعلبة التي أعتاد على تناولها البعض لضيق وقتهم وبعدهم عن مساحات الأراضي الزراعية الخضراء.
مشاركات من كافة المحافظات، عبرن عن سعادتهن بعرض منتوجاتهن الغذائية الريفية ذات الجودة الغذائية العالية بمهرجان الزهور الذي بدأت فعالياته في حدائق الحسين أمس الخميس، وتستمر حتى مساء يوم غد السبت والذي يشكل المكان المناسب لتسويق المنتوجات مباشرة لراود المهرجان ويفتح نوافذ تسويقية جديدة .
وجالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، في أروقة المهرجان، والتقت المشاركات اللواتي أكدن أهمية هذه المهرجانات التي تتيح لهن تسويق منتوجاتهن دون مقابل، حيث أمنت وزارة الزراعة للمشاركات والمشاركين المكان المناسب لعرض المنتوجات وبيعها دون فرض رسوم.
وضحة زريقات خماسينية من محافظة جرش، اتخذت زاوية في المهرجان تعرض فيها منتوجات متعددة من المخبوزات التي يتم تحضيرها طازجة قبل عرضها بدقائق، حيث يتم إنتاج المخبوزات من دقيق يزرع في منطقتها كذلك من الزعتر البري الذي تزرعه وتقطفه بيديها، مثلما تعد "الكشك" دون استخدام أي منتج من خارج أسوار بيتها.
وقالت "الخير والبركة في اليد التي تزرع وتصنع ثم تأكل"، في إشارة إلى أهم خطوة في مواجهة البطالة والمصاعب الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وتحويل المحنة إلى منحة.
وضحة التي تعمل مع أبنائها في صناعة المنتوجات الريفية، تكفي نفسها وأسرتها، ثم تقوم بتسوق ما يفيض عن حاجتهم ما يوفر عائداً مادياً لهم.
وتوازيها الأربعينية فاطمة الشرفات من محافظة المفرق التي تجلس تقوم كل يوم مع شروق الشمس بإعداد خبز الشراك لتتحف كل متذوق لخبزها. تقول فاطمة عن ربحها "شريك المي ما يخسر" في تلميح إلى أنه في ظل أزمة الأمن الغذائي التي يشهدها العالم، بات الرجوع إلى حرفة الجدات من درس القمح وتحويله إلى طحين ثم خبزه على الأدوات التقليدية، الملجأ الذي يمكنها من إعالة نفسها وعائلتها وهي التي لم تكمل تعليمها الابتدائي لكنها تجاوزت بحرفتها حدود البادية، لتصل إلى عمان من خلال المهرجانات والبازارات لعرض منتوجاتها.
وعلى جانب آخر، اتخذت شابات من محافظة إربد يحملن شهادات جامعية، مشاريع المطابخ المنزلية مهنة لإنتاج مختلف الطبخات الشعبية والغربية، وتسويقها على العاملات اللواتي لا يجدن وقتاً لإعداد وجبات الطعام، إذ أصبح إعداد تلك المنتوجات الغذائية ملجأهن من شبح البطالة بعد أن كانت تشكل هواية لهن.
ويشهد المهرجان إقبالاً متزايداً من سكان العاصمة عمان للتزود بالمنتجات الريفية التي وصفوها بذات الجودة العالية والسعر المناسب.
وأكدت ديما عقرباوي ممرضة وأم لأربعة أطفال، أن مهرجانات وبازارات المنتوجات الريفية تشكل المقصد لها لتموين بيتها وحاجة أطفالها، لما تتضمنه من قيمة غذائية عالية وصحية، وخاصة المربى المصنوع يدوياً واللبنة والجبنة والسمنة والجميد، إضافة إلى "الطبخات" المعدة بطريقة شهية على حد وصفها كورق العنب الحامض الذي جاءت به سيدات جبال عجلون ويتم طبخه طازجاً في المهرجان والفطائر المخبوزة بالزعتر والزيت البلدي.
عمر السردي أربعيني يقطن العاصمة عمان، قصد مهرجان الزهور بحثاً عن منتوجات البادية من مواد الجميد والسمن البلدي وخبر الشراك، مؤكداً أن هذه المنتوجات التي تربى عليها في البادية يفتقدها ويقصد البازارات والمهرجانات التي توفرها .
ويشتمل مهرجان الزهور على خيمة كاملة لعرض الزهور ونباتات الزينة بأسعار منافسة، حيث أكد باسل يحيى من شركة نمر لتسويق الزهور، أن المهرجان وفر لهم إمكانية عرض الزهور أمام رواد المهرجان.
بدوره، قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الوزارة عملت ضمن الخطة الوطنية للزراعة المستدامة ومحور التنمية الريفية وتمكين المرأة وبالتناغم مع محور التسويق، إلى إطلاق سلسلة من المعارض والمهرجانات التي تدعم سبل التسويق للمنتجات الريفية.
وأشار إلى أن جهود وزارة الزراعة في دعم قطاع أزهار القطف وأشتال الزينة وتقديم التمويل من خلال قروض بدون فائدة وبرامج التأهيل والتدريب للشباب في القطاع التي وصلت إلى 1200 متدرب ومتدربة، ووفر القطاع قرابة 5700 وظيفة، ووصلت تغطية الإنتاج 90% من الاحتياج المحلي للزهور وأشتال الزينة والذي يبلغ 50 مليون زهرة ينتج الأردن منها 45 مليون زهرة ما أدى لتوفير 25 مليون دينار من المستورد، إضافة إلى تشغيل عدد من الشباب والشابات في هذا القطاع وانعكاس القيمة المضافة محلياً .
ونوه الحنيفات بالشراكة والتعاون مع الجمعيات والأسر المنتجة إقامة المعارض، حيث تم إلحاق المعرض بأجنحة واسعة للصناعات الغذائية والحرف والمطابخ الإنتاجية، لافتاً إلى أن العام المقبل سيشهد انطلاق المعرض الدائم في عمان وإربد ما يوفر مساحة تسويقية دائمة للمنتوجات الزراعية وبيئة منظمة وصحية ومناسبة لكافة المواسم الزراعية.