لما تشكله العلوم المعرفية من اهمية فى المنظور الحاضر ومتغير معرفي ومنهجي فى الافاق المستقبلية للأدب والعلوم المعرفية الأمر الذى يجعلها تشكل فاصلة تاريخية في الحاضر المستقبل فأن التعاطي معها يستوجب إيجاد معادلة الموائمة بين الأدبيات المعرفية والعلوم الاصطناعية عبر نظام ضوابط وموازين يضع الحاصل المعرفي فى إطار محدد فى "العنوان العام ومنزله التقدير والمدى المعرفي " بما يرسم بداية المنطلق وبين نهاية النسق حتى لا يخرج الابتكار العلمي عن السياقات الأدبية وتجعله نقمة بل من كونه نعمة يمكنها تحقيق علامة تمايز للعصر الحديث.
لاسيما وان هذه العلوم المعرفية تعتبر أحد أهم العناوين الرئيسة فى المشهد السياسي العام لما تحمله علومها من ركيزة عمل تجعل من مألاتها تحمل مفاهيم دقيقة فى بيانها رسالة تغيير شاملة تطال جميع "آليات العمل ومناهج التعليم ووسائل الاعداد ونماذج التدريب ".
وهذا ما يجعل من العلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي تشكل حاله لمتغير شامل يطال العلوم الانسانية فى أدبيانتها كما يطال الطبابة البشرية بالتشخيص والعلوم الهندسية بكل أركانها التقنية و أواصر التواصل فى الجيل الخامس الاحتوائي الجديد وهذا ما يجعل من هذه العلوم تعكس بظلالها على المستوى الأمنى كما على الصعيد العسكري الأمر الذى يجعل من إطارها العام يشكل مسرح إهتمام واسع على الصعيد الدولي كما على المستوى العالمي.
الأمر الذى يجعل من مجلس الأمن الدولى يقوم على تخصيص جلسة خاصه لمتابعة شؤونها وذلك فى محاولة منه ليضع نظام ضوابط وموازين علمي وأدبي / قانوني وتقني متفق عليه ومتوافق لبيان طموح ومسارات درجة التطور والتحديث على مسارات العمل فى شبكة الذكاء الإصطناعي بما يسمح بإيجاد نظام بيان يعمل كمرجعية معرفية وقانونية ملزمة للعلوم والأدبيات الناظمة للتوسع فى مسارات الذكاء الإصطناعي على ان تحمل هذه المنظومة المراد ترسيمها أبعاد قيمية تأطر أقطاب الصناعة المعرفية داخل إطارها العام ...
على ان يأتي ذلك كله بهدف رعاية الموروث الحضارى للإنسانية و حماية الأمن الاقليمي والدولى من محظورات الإفراط باستخدامها ولما لهذه الجوانب من اهمية على الصعيد الأمنى كما من الناحية الإستراتيجية للمنظور العام فى مسارات الشؤون الاجتماعية ونواحى الثقافية من هنا تأتي اهمية تسليط الضوء على هذه المسالة كونها شكل أحد الروافد الرئيسة التى تقوم على حماية الموروث الحضاري للبشرية جمعاء.
وهو ما يندرج بالإطار الضمنى فى إتون الابعادأ الكامنة من وراء تسارع عجلة العلوم البحثية التى اخذت حدتها.
فى ظل درجة التسابق الحاصلة تشكل معركة معرفية قد تصل إلى مستوى حرب إذا بقية عوامل الإختزال العلمى مسيطرة على المناخات السائده كونها أخذت تشكل علامة تاريخية فارقة للعصر الحديث لاسيما مع دخول البشرية للالفية الثالثة وإنتشار العلوم المعرفية لدرجة واسعة باتت تشغل، وحجم ومساحة واسعة فى الحياة اليومية للبشرية بعدما برزت نماذجها فى سماء العالم الافتراضي عبر شبكة التواصل الاجتماعي مشكلة بذلك حواضن معرفية تحمل سمة المرجعية العلمية والتواصل المباشر ....
وهى الصناعة المعرفية التى بدورها تحمل دلالة سلسلة للتواصل المباشر عن طريق نظم المعايشة الجديدة التى جاءت مع الجيل الخامس الذى كون غبار هذه المعركة المعرفية المشتعلة بعد ما بدأت أجواءها العامة بالتسخين فى درجة التواصل غير المباشر التى كانت سائدة عن طريق المشاهدة فى الجيل الرابع من النظم التطويرية لهذه العلوم .
ولسهولة التعاطي مع برامج هذه العلوم بيسر والدخول لألياتها التشغيلية بباسطة جعل منها تحدث إنتشار أفقي واسع وهو ما جعلها تشكل برنامج إحاطة شاملة ووسيلة اختراق فاعلة وأداة تحكم وسيطرة قادره ان تبسط بظلالها على كل المجتمعات منهية بذلك حالات من ما كان يعرف الاغلاق الفكرى والانغلاق المجتمعي بواسع قدرتها على إسقاط سحب معلوماتية غير مبينة بالاتجاه او معنونة بالتوجه لكنها تستند لإجتهاد النظري الذى "كل ما يقبل منه وقر ما يبسط منه نزل فى الأدبيات كما فى القيم" .
وهذا ما يجعل من مالآت علومها تستوجب الاحاطة وبيان التقدير حتى يتم إحتساب درجة تاثيرها على الموروث القيمي للمجتمع كما على ثقافته ...وهى أرضية العمل التى تشكل فى مجملها جملة محظورات لابد من إستدراكها وفق برنامج عمل جامع يشكل فيه الجميع من على ارضية أممية ملزمة تقوم على وضع المحددات وتأكيد على اهمية المشاركة المعرفية والتاكيد على أهمية عدم الاحتكار المعرفي او الاختزال العلمي ..
بحيث يقام على وضع "منظومة معرفية اخلاقية" تضبط إيقاع التعامل وأدبيات التعاطى مع هذه الثوره المعرفيه التى تعتبر فاصلة تاريخية وعنوان واضح لعصر جديد قادم على ان يأتى ذلك عبر برنامج عمل يضع إطار ناظم لروافد عمل مجالات الذكاء الاصطناعي كما العلوم الممتمة الأخرى فى مجالات النانو تكنولوجي على إعتبارها تطال معظم الجوانب الحياتية.
ونظرا لهذه المتغيرات العميقة التى جاءت مع هذه العلوم المعرفية التى لا وجود لميزان ضوابط يأطر نهجهها كونها تستند للحرياتها بشكل مطلق فى أبواب الإبداع والإختراع والإبتكار غير المحدود يجعل من هذه العلوم القائمة على المعايشة وليس المشاهدة كما كان عليه الامر بالسابق بحاجة الى ميزان ضوابط يضبط آداءها العام ومساحة حركة معلومة تأطر الجوانب البحثية كما تبين مسارات المعرفة فى داخلها .
لاسيما وقد أصبحت قيم الحريات تشكل مرجعية قيمية للهذه العلوم قد تكون فى مواجهة مباشره مع القيم السماوية التى جاءت بها الاديان كما انها تشكل تهديدا مباشرا للموروثات الحضارية التى اصبحت مهددة بطريقة مباشرة من قبل الحريات وقيمها غير المعرفة او المحدودة مع امتلاكها عامل السطوة الاعلى فى ميزان بيت القرار كما على صعيد حواضن الإستجابه الشعبية . .
الأمر الذى يجعل من الضروره بمكان اطلاق مبادرة تسهم بحماية الاديان وقيمها بما يمكن الايان من حماية قيمها جراء إجتراء سقوق الحريات عليها كونها باتت تعمل دون ضوابط رادعة فى سماء عالم بلا سقوف ولا محددات ضابطة لكون اجواءها الافتراضية بلا إطار ضابط لطموحها المشروع الامر الذى بات يستوجب تشيكل هيئة دولية تعمل ضمن منظومة عمل يشارك مجموعة الاديان السماوية على تنوع عقائدها حتى نستطيع تشكيل نظام ضوابط وموازين يعرف ب "الاستاتيكو المعرفي" ما بين الصناعة المعرفية والأدب المعرفي ...
وحتى يتنسى للجميع الاستفادة من هذه العلوم المعرفية وصناعاتها فى المجالات المدنية كما فى المجالات الصحية والتعليمية والبنية والتحية وكذلك فى مسارات البنية الفوقية من دون احتكار معرفي فانه من الواجب على المجتمعات المتفوقة بهذه العلوم ان لاتقوم على احتكار نماذج العلوم المعرفية هذه وتجعل من وصول الجميع للعلوم التصميم وليس الاستخدام أمر مشروع فى إطار المواطنة الانسانية وهى المواطنة التى تسمح للجميع بالتشارك العلمي والمعرفي من على ارضية تقوم على المسؤولية الانسانية.
ليراعى فيها مسالة تقديم نماذج تصميم وتصنيع للعلوم المعرفية عن طريق مشاركة المجتمعات الاخرى فى خزان المعرفة الانساني كما فى عمليات التحليل عبر نظم الإحاطة التقديرية ووسائل اختيار اليات العمل المناسبة لتحقيق الاهداف المراد تحقيقها ومشاركة الجميع فى علوم تصميم الوسائل لتحقيق برنامج العمل المرحلية والنماذج الاستراتيجية بما فى ذلك نماذج متابعة كل الاجراءات عبر نظم المتابعة الجديدة ونماذج بيان آليات اعادة الصياغة وعبر مسارات التقيم الخاصة بما يسمح للجميع بتحقيق الغايات ضمن الانظمة الجديدة فى عمليات التنمية بكل ابعادها على الأقل فى برامج الاستدامة الخاصة فى الطاقه النظيفه وفى النواحي الادارية المدنية.
حتى لا تكون مستويات التفاوت كبيرة بين من يمتلك هذه العلوم والمجتمعات التى تفتقر لذلك لتكون وتقبع فى درجة المستهلكة كونها لا تمتلك الاهلية المعرفية فى التصميم والانتاجية وهو ما بحاجة إلى قوانين دولية تقوم على حفظ المساحات المعرفية وبيان أنظمة التوازن المعرفي والأدبي فيها .
ان مسالة إنتقال منزلة شبكة التواصل غير المباشر من إطار المشاهدة الى اطار المعايشه تعد من المسائل التاريخية
التى بحاجه لاستدارك نوعي على كافة الأصعد الثقافيه منها والتنمويه فى ظل حالة التسارع التكنولوجي للصناعة المعرفية فى مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات المتممة .
الأمر الذى يستلزم وضع معايير جديدة فى التعليم كما بالصحة فى المقام الأول على أقل تقدير على ان تأتى هذه المشاريع وفقط جمل عربية / إقليميه برعاية دولية نتيجه حجم المتغيرات التى ينتظر ان تطرأ على المناهج الدراسية كما على الحواضن المعرفية للجامعات والمدارس فى القطاع التعليمي كما في القطاع الصحي على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية .
والتى ينتظر هي الاخرى ان تنتقل بشكل منهجي من أنظمه معرفية كانت تقوم على (منازل) مركزية معرفة الهوية الى اخرى مغايره المضمون تقوم على (بيوت) عمل ناقلة متنقلة تقدم الخدمة بوسائل أفضل وأسرع وأدق وضمن كلف تشغيلية اقل وهذا ما يجعل من الصناعة المعرفية الجديدة بوسائلها وأدواتها تشكل فاصلة تاريخية فى المشهد الإنسانى وميزان الحركة البشريه .
وهذا ما بحاجة الى تغيير منهجى يضع نقطة على سابق البيان ويكتب جملة من أول السطر تحوي على منهجية عمل حداثية معرفيه المحتوى والمضمون واليات عمل تقوم على الذكاء الاصطناعي بكل مشتملاته ووسائل واصلة بين القرار والحواضن المستهدفة تقوم على اعمدة عصرية وإدراج حداثية تأخذ من المحتوى المحيط قرأءتها وتدخلة الى المحتوى الذاتى بآناه حتى نخافظ على قوام التجانس المقبول بين اصالة المحتوى وحداثه الإطار الجامع حتى نحدث حاله التجانس لبناء مؤمن باصالتة كما هو مستلهم حداثتة من ناتج جمل الصناعة والمعرفية.
وهو ما يعد بارضية العمل التى يمكن من خلالها رسم كيفية بناء جيل لا يقف عند جملة التعاطى ويبقى فى طور مفردات الاستهلاك بل يضع برنامج عمل شامل يطال كيفيه التعاطي من الحاضنة الجامعية والمدرسية كما مع الحواضن الصحية التقليدية بما فى ذلك تلك الأدويه الكميائية مع دخول النانو تكنولوجي كطرف بديل على يتوائم ذلك مع تغيير منهجي يطال المناهج التعلمية القطاعات الاساسية التى سيطالها هذا المتغير المعرفي الجديد.
ذلك لان "صفر الامية" هنا بات مغاير فى مقام البحث عن ذى قبل حيث أصبح لا يقوم على القراءة والكتابة بل يقوم على كيفيه التعامل مع الوسائل المعرفية وتطبيقاتها واما علومه فهى تقوم على كيفية الإختراع وتقديم وجبات من الإبداع والإبتكار بما يضيف للعلوم المعرفية جملة وصفية تحمل مدلول يمكن تسجيله نقطه وإعتباره سهم فى بحر العلوم المعرفية التى تبدوا انها غائرة كونها ستدخلنا الى عالم من المجهول جعله علامه فارقة ايلون ماسك لاكبر شركة تواصل عالمي .
وهو ما يأتى فى ظل نقطة التحول التاريخي التى فرضتها الصناعة المعرفية والتى يتوقع بعض المحللين انها ستكون بإنشاء مرجعيات ناظمة بعد إنتهاء حالة المخاض المعاشة على غرار ما تم ترسيمه بعد نهايات الحرب الكبرى عام 1945 عندما تم انشاء البنك الدولى وصندوق النقد ومجلس الأمن لبناء نظام ضوابط موازين يحفظ مرجعيات العمل ويضع مسارات تقوم توجههات المجتمعات المتخلفة عن ركب الصناعة اامعرفية وعلومها .
وهو ما يتوقع الكثير من المراقبين حدوثه فى وقت قريب نتيجة حجم التسارع العلمي الذى تشهده ميادين التغيير فى وسائل النقل ونماذج استخدام انماط الطاقة النظيفه كما فى برنامج تحضير الادوية بكل أنماطها وهو ما يعد بيان واضح للمتغير القادم الذى يتوقع ان يطرأ على المعادلة الكيميائية للادوية لتصبح ذات نماذج تقوم على النانو تكنولوجي وهو ما يتوقع ان يسقط على الصناعات العسكرية والامنية الخاصة منها والعامو وهو ما قاد محاولات البعص تشكيل اولى هذه المرجعيات للصناعة المعرفية فى الشق الأمني والتى تعرف بالعيون الخمس .
وهو ما يعتبر بكل المقاييس تغيير شامل بحاجة لاستدراك وسرعة متابعة مقرونة باعادة تموضع فى العلوم المعرفية كما بادبباتها العامه وهى إحدى الاستخلاصات التى حملها كتابي الصناعة المعرفية والادب المعرفي .
د.حازم قشوع