زاد الاردن الاخباري -
لم تستطع أمل أن تخفي ابتسامتها عند سردها تجربتها تربية 5 قطط في البيت قائلة: "حقوقها في البيت مثل حقوقنا أنا وإخوتي وأكثر".
تحافظ عائلة أمل على تربية القطط منذ صغرها، تعلّق قائلة: "منذ طفولتي وبيتنا مليء بالقطط، لذا اعتدت على قضاء الوقت معها، وكلما فقدنا قطة، نجلب واحدة بدلاً منها، لأننا اعتدنا وجودها معنا في البيت، أي الموضوع أصبح روتينياً".
يضيف الاستشاري النفسي والتربوي "يستلهم الإنسان الطاقة الإيجابية ن الكون والطاقة المغناطيسية، والصور اللاشعورية الإيجابية، التي تتم من خلال التفاعل الاجتماعي الإنساني وليس من القطط والحيوانات الأليفة".
القطط في البيت تمنح الألفة
تؤكد أمل غوانمة في حديثها لـ 24 أن "وجود القطط في البيت مُؤنس، ويخلق نوعاً من الألفة"، وتضيف "من يقوم بتربية القطط مرة واحدة لا يستطع إلا أن يمتلك كل فترة قطة".
لم تختلف تجربة حبيب أبوزريفة (18 عاماً) عن تجربة أمل، إذ اقتحم الحديث معبراً عن محبته للقطط بالقول: "أغلب أفراد عائلتي لديهم حاجز نفسي من القطط، لكن عندما جلبت قطتي قبل عدة سنوات، صرت أستيقظ صباحاً أرى والدتي وإخوتي يلعبون معها".
شعور القطط بالحالة النفسية
ويضيف أبوزريفة في حديث لـ 24: "القطط تمنح حالة من الدفء لأرجاء البيت، وتشعر بالحالة النفسية التي يعيشها أفراد البيت"، كما يقول: "تربية القطط لا تأخذ مني وقتاً، بل الاهتمام بنظافتها الشخصية ومداعبتها كل يوم صباحاً أو مساء".
وتُثني إيمان على حديث حبيب وأمل مضيفة "لدي هاجس من فقدان قطتي، وتأتيني نوبة حزن ما إن شعرت أنني ذات يوم سأفقدها"، وتكمل "عند اللعب أخاف عليها من قطط الحي، وحتى من تسلق شجرة عالية".
وتشرح إيمان لـ 24 "الهواجس النفسية التي تخلقها القطة كما لو أنها طفلتها"، وتوضح "إنها أكثر الحيوانات المظلومة مجتمعياً، إذ إن الكثيرين يعتقدون أن القطط تنقل الأمراض للإنسان".
تعبر إيمان عن الحالة الإيجابية التي تمنحها إياها قطتها: "نحن كعائلة اعتدنا وجود القطط في كل مكان حولنا كأحد أفراد العائلة، القطط تؤنس وحدتي وتشاركني حزني، وبإمكانها تغيير مزاجي".
هاجس ضياع القطط
على غرار إيمان، كانت هيلين الأكثر تعلقاً بقطتها، إذ عبرت لـ 24 قائلة: "ابنتي التي لم أنجبها"، وتكمل "ذات يوم تعرضت لوعكة صحية كدت أن أفقدها بها، حينها مررت بحالة انهيار نفسي خوفاً من فقدانها".
تستأنف هيلين حديثها "أعتبرها طفلتي ويجب علي الاعتناء بها، والاهتمام بنظافتها، رغم عدم تقبل والدي ووالدتي لها، إلا أنهما متعايشان معها".
في اتصال مع 24 يرى الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة أن "الطبيعة البشرية والتكوين الحياتي الكوني، خلق كل صنف بشري لاتجاه معين، لكل كائن حي وظيفة يضيفها للكون".
ويعتبر مطارنة أن "التعلق بالحيوان ينبئ بحالة من الفراغ العاطفي يعيشها الإنسان"، وبرأيه "الحيوان سُخر لخدمة الإنسان، ولم يكن في مكانة الإنسان حتى يعيش معه ويسكن بجواره ويعتبره أحد أبنائه".
يوضح مطارنة أن "التعلق بالحيوانات يُخلَق من الإحساس بالوحدة، إذ يجد الإنسان ذاته منغمساً مع القطط، تفريغاً لذاته وكوامنه، والأكثر خطورة أن القطط تصبح جزءاً من حياة الإنسان وحزنه وفرحه".
ويعتبر مطارنة أن "الحيوانات ليست أرواحاً بل حيوات، الروح اقتصرت على الإنسان"، بينما يدعي الكثيرون أن الحيوانات تمنح الطاقة الإيجابية للبيوت.
هل تمنح القطط طاقة إيجابية؟
وينبه مطارنة إلى أن "التعامل مع الحيوانات الأليفة يجب أن يقع ضمن إطار حمايتها كمخلوقات توفر خدمة للإنسان ويستخدمها مثلاً في الحماية أو الصيد".
يرى مطارنة أن "التأثر بالقطط والانهيار عند ضياعها أو أذيتها ينتج من النقص والحاجة لوجودها، إذ إن الشخص لا يوجد لديه إشباع أو تفاعل عاطفي مع الآخرين، فيحاول إيجاده من خلال القطط".
ويؤكد أنه "في بعض الحالات التي تحتم وجود قطط في البيوت، فعلى الأهل أن يخلقوا لها متنفساً في فناء خارج البيت، على أن يتم الاعتناء بها"