زاد الاردن الاخباري -
صنعاء- ارتفع عدد قتلى المعارك الضارية في صنعاء امس الى 44 قتيلا منذ العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الماضية اثر غياب لأكثر من ثلاثة اشهر في السعودية في حين حضت الدول الخليجية صالح على التوقيع "الفوري" على مبادرتها لإنهاء الأزمة في بلاده.
وشهدت الاوضاع الامنية تدهورا غداة دعوته الى وقف للنار.
واعلن مصدر عسكري يمني منشق ان قوات الحرس الجمهوري، وحدات النخبة في الجيش اليمني، قصفت محيط ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون، ما ادى الى مقتل 11 جنديا من المنشقين وإصابة 112 اخرين.
واضاف ان القصف استهدف معسكرا للفرقة الاولى المدرعة بقيادة اللواء المنشق علي محسن الاحمر المؤيد للحركة الاحتجاجية ويقع قرب ساحة التغيير.
واشار الى سقوط حوالي ستين قذيفة في المكان. وتزامن القصف مع بدء آلاف المحتشدين في ساحة التغيير بالتظاهر في الشوارع المجاورة. من جهتها، اعلنت لجنة تنظيم الاحتجاجات ان حصيلة معارك بلغت اربعين شخصا على الاقل في صنعاء حيث تدور معارك بين المؤيدين والمعارضين للرئيس صالح.
وقال احد اعضاء اللجنة ان اربعين شخصا على الاقل قتلوا ومئات اصيبوا بجروح السبت" في مختلف احياء العاصمة وبينها ساحة التغيير. كما قتل احد المارة في اشتباك في حي الحصبة في شمال صنعاء بين مسلحين قبليين معارضين ومؤيدين لصالح، بحسب عائلته. وبذلك، يرتفع الى 173 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع المواجهات في العاصمة اليمنية الاحد الماضي، وفقا لتعداد اجرته.
وقد اعلنت مصادر طبية ان سبعة عشر شخصا قتلوا واصيب 54 آخرون في هجوم شنه الجيش اليمني ليل الجمعة السبت على ساحة التغيير حيث يعتصم متظاهرون منذ اواخر كانون الثاني (يناير).
واوضح مصدر طبي ان بين القتلى عددا من المدنيين اضافة الى عسكريين تابعين للواء المنشق علي محسن الاحمر .
ووقع الهجوم بعد ساعات من العودة المفاجئة للرئيس اليمني الى صنعاء بعد غياب لأكثر من ثلاثة اشهر في السعودية حيث كان يعالج من جروح اصيب بها في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من حزيران (يونيو).
وفي تعز (270 كلم جنوب غرب العاصمة)، قصقت قوات موالية بواسطة الدبابات ساحة الحرية وأحد الأحياء في شمال غرب المدينة بحسب شهود عيان اكدوا عدم وقوع اصابات.
وقد دعا صالح الى وقف للنار بين وحدات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله البكر احمد والفرقة الاولى المدرعة الموالية للاحمر، لكن المعارك اندلعت مجددا مساء الجمعة الفائت.
واعتبر صالح كما نقل عنه مسؤول يمني انه "لا يوجد حل اخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف إراقة الدماء والتوصل الى تسوية".
وفي السياق ذاته، اكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ضرورة التوصل الى "توافق للتنفيذ الفوري والامين للمبادرة الخليجية كما هي وتطلعه الى توقيع (صالح) الفوري عليها وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة اراضي اليمن ويحترم ارادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والاصلاح". وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني (يناير)، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
وندد الوزراء "بما يحدث في اليمن من اللجوء الى استخدام السلاح ضد المتظاهرين العزل، داعيا الى ضبط النفس والالتزام بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق في الاحداث الاخيرة التي ادت الى قتل الابرياء".
(وكالات)