زاد الاردن الاخباري -
معلم وطن
فؤاد محاسنة (اللجنة الوطنية /جرش)
أصبح الحلم حقيقة قبل شهور قليلة كان كثيرا من الناس يرددوا كلمتهم المحبطة (انتو من كل عقلكو رح يسولوكو نقابة ؟! انتو بتحلمو؟!) وكنت أحاول جاهدا أن اقنع المتحدث سواء من المعلمين أو من الأهالي ليس بأن النقابة منذ بداية حراك المعلمين جاءت وأصبحت حقيقة... ولكن أن العالم تغير وهو في حالة تغير مستمر في كل لحضه وأن من لا يقر بذلك ولا يجعل ذلك أساس في حياته لا محالة يعيش في عكس العالم واضعا رأسه في الرمال ! ولا شك أن الدول العربية في مجملها فيها ما يكفي من المبررات الداعية إلى التغير وأن الأردن بشكل خاص لدية مبرراته القوية للاستعجال في السير نحو التغيير بكل قوته وبما يشمل جميع جوانب الحياة التي نعيشها أكثر من أي فترة .
كان وما زال هنالك تيار عكسي بأساليب وطرق متنوعة ( ومكشوفة للجميع )حاول وسيحاول بشتى الطرق أن يجهز على حراك المعلمين الأحرار الذي قادته اللجنة الوطنية في كل مواقع ومساحات الوطن العظيم ...ولا يسعنا ألا أن نقول لهم (بعيدة عن شواربكم ) ...ها أن موعدنا منتصف ألشهر الرابع ...... أليس بقريب؟
كل التحية والاحترام لكل معلم ساهم بطريقة أو بأخرى بدعم حراك المعلمين وتوجههم لتأسيس نقابتهم الذي اغتيلت على مدار سنوات عجاف مرت على المعلمين وكل التقدير إلى كل جهة من خارج إطار المعلمين كان لها دور أو مساهمة في دعم حراك المعلمين بالقول أو الفعل مما كان له ألأثر الكبير في الوصول إلى هذه المرحلة ...
نحن ألان على أعتاب مرحلة جديدة بدأت ألان وهي أهم مرحلة يمكن أن يواجهها المعلمين فالعمل ألان على بناء تكتل أو صيغة توافقية بين جميع توجهات المعلمين تكون نواتها اللجنة الوطنية بشقيها 42 كتمثيل لكافة مديريات المملكة و12 كتمثيل للمحافظات ... أمر في غاية الأهمية وهذا ليس تحيز مني إلى اللجنة الوطنية ولكن فقط لان اللجنة الوطنية قادوا باستحقاق حراك المعلمين وهم من حاور وجادل الحكومة بكل الأساليب والطرق وهم أدرى بكواليس هذا الأمر من جميع جوانبه .
لقد عاشوا الحدث بكامل أبعادة وقد كانوا في مواجهة مع أكثر من جبهة فالحكومة من جهة والمعلمين ممن سولت لهم أنفسهم الوقوف بوجه النقابة والمعلمين ممن سولت لهم جهات أخرى التصدي للنقابة لدرجة أن البعض وصلت به المواصيل للتهديد برفع قضية ضد إلزامية العضوية ؟! وهنالك من لا يعتبر نفسه صاحب علاقة(معطيها إذن طرشى) معتبرا أن النقابة حكي فاضي وغيرة الكثير الكثير مما يصعب ذكره ألان ...
العودة إلى الخلف لاستذكار المواقف والدروس والعبر والاستفادة منها أمر في غاية الأهمية فقد كانت المرحلة الماضية زاخرة بالتجارب والمواقف التي تقدم الفائدة والتي تعتبر أساس لأي عمل قادم ولكن في المقابل هناك الكثير من الإخفاقات والسلبيات ويجب أن لا يتعدى النضر إليها لمحة... لتفادي حدوثها بأي شكل كان ويجب الحذر من التمعن بما فات حتى لا يعيد إلى الذاكرة أي إخفاق أو إساءة يمكن أن تؤدي إلى شق الصف لدى المعلمين وهذا ما يرمي إلية الكثير في هذه المرحلة الحساسة.
وان من أكثر الأمور حساسية هو اختيار الأشخاص المناسبين للعمل النقابي في هذه المرحلة فقد أثبتت التجربة السابقة أن هنالك زملاء لديهم قدرات عالية على العمل ولديهم رغبة كبيرة على العمل النقابي وان هنالك أشخاص لا دخل لهم لا من قريب ولا من بعيد وهنالك من حمل راية العداء والمناكفة منذ اليوم الأول إلى أخر أيام حراك المعلمين ولكنة أعلن توبته بعد إقرار النقابة ضنا منة أنة عاد إلى الصف ! فقد أفرزت المرحلة السابقة المعلمين إلى فئات ومجموعات متنوعة وهنا يأتي الدور المهم في اختيار تكتل قوي ومتماسك ومتجانس للوصول إلى النقابة للبدء منذ اليوم الأول بعملية البناء ووضع الأساس الصحيح لنقابة مستقلة قوية تنهض بالعملية التعليمية إلى أعلى مستويات...
وهذا الأمر لن يكون صعبا للغاية وذلك لان الهيكلة التي أقرت بالقانون تحمل إلى حد بعيد عدالة نسبية في تمثيل المحافظات والمناطق المختلفة في وطننا الغالي فالتشكيلة والتوزيع جاهزة إلى حد كبير يبقى أن يتم توزيع المناصب السيادية في النقابة بعدالة واحترام بما يضمن تمثيل متوازن وقوي يحتوي الشخوص ممن ثبت بشكل قاطع قدرتهم على العمل الدؤب والمتابعة لقضايا المعلمين ...
وختاما يجب التأكيد ومنذ البداية على زرع مفهوم في غاية الأهمية يكون أساسا للعمل في هذه المرحة ويكون منطلقا لإستراتيجية تتبناها النقابة منذ اليوم الأول ألا وهو مفهوم (معلم وطن) وعلية فأن أي معلم في أي زمان ومكان في هذا الوطن هو ممثل لكل معلمي الأردن وأن الكل شركاء لتحقيق هدف واحد لمصلحة الوطن العزيز، وان هذا المفهوم لا يتعارض قطعا مع ما ذكر سابقا بشكل أو بأخر وأن من حق كل معلم أن يعامل كمعلم وطن وان يشارك في بناء المسيرة التعليمية ورقي العملية التعليمية بكافة جوانبها.
وعاش الأردن وطنا للأحرار