مع كل الحراك السياسي الذي يتم داخل قبة البرلمان وخصوصا الجانب الذي يتعلق بالتعديلات الدستورية نجد أن الاسلاميين يتوهمون أنهم يقودون الشارع من خلال كلماتهم المعترضة على كل شيء ، ونحن نعلم أن الشارع كله معترض سواء بوجودهم فيه أو عدم وجودهم ولكن ذلك لايعني أنهم يمثلون جانب الاغلبية في المعارضة .
وفي التجربة المصرية والتركية دليل على أن البقاء خارج الساحة ( المطبخ السياسي )لن يؤدي إلا إلى المزيد من المناكفات والاعتراضات التي بالنهاية لاتؤدي إلى شيء ، والمجتمع بحاجة للتغيير وسبق ورفضت الجماعات الاسلامية أية مشاركة في الانتخابات للمجلس السادس عشروهذ المجلس الان يمارس التشريع ويقر التعديلات الدستورية التي سيصعب إعادة فتح الباب لتعديلات قادمة .
ويصرح زكي بني رشيد بالامس أن الاسلاميين لن يشاركوا في الانتخابات البلدية أو الانتخابات البرلمانية القادمة ، إذا هم يعيدون الكرة مرة أخرى ويغيبون حالهم ووجودهم عن الساحة السياسية الشرعية في الاردن وأظنهم سيكتفون بالخروج كل يوم جمعة ليعلنون عن رفضهم لكل شيء يخرج عن أي حكومة أو برلمان قادم .
لا للأنتخابات البلدية ولا للإنتخابات البرلمانية ولا للدخول في أي حوار مع أي حكومة أردنية ،ونسي الاسلاميين أن طباخ السم لابد وأن يأكل منه وانهم يعيشون بين ظهرانينا وليس في جنوب افريقيا أو إحدى جزر الواق الواق وعليهم أن يكونوا جزء من الحياة الديمقراطية الاردنية بسلبياتها وايجابياتها .
وسؤالنا هنا هل الاسلاميين يفضلون الوجبات الجاهز) take away ) عن المحضرة في مطبخ الديمقراطية الاردني ؟، وما هو شكل هذه الطبخة السياسية الجاهزة التي يريدون ؟ ، واذا كانت جاهزة ولم يرغبوا في توسيخ ايديهم وبالتالي عقولهم بالتفكير بصنع طبخة سياسية أردنية بإمتياز فعليهم أن يقولون لنا من أي مطبخ أو مطعم سيحضرونها ؟ ، وربما يعجبنا نحن كذلك الوجبة الجاهزة ونستفيد من الجهد الذي بذله الأخرين في التفكير ووضع الخلطات السحرية لحياة سياسية تصلح لنا نحن الأردنين ؟