أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال خبير عسكري: استخبارت الاحتلال تحاول تعويض الفشل العملياتي إصابة 5 أشخاص بحادث تدهور على طريق سطح معان حريق محل لقطع المركبات شرقي العاصمة عمان "الصحة العالمية" تؤكد أهمية دور الأردن في دعم الفلسطينيين في غزة والمستشفيات الميدانية الاحتلال: إطلاق نار على شخص حاول طعن جندي بقاعدة عسكرية معاصر الزيتون تعلن جاهزيتها الأمن يحذر سالكي طريق العدسية باتجاه عمان لواء إسرائيلي متقاعد: قد نضطر للتوغل بريا في لبنان أسعار الذهب بالأردن تستقر عند أعلى مستوى 500 موافقة لأنظمة طاقة متجددة وفقاً للآليات الجديدة. رجل أعمال صهيوني : الأردن بعد لبنان. الأمانة تنذر 35 عاملاً وموظفاً بالفصل - أسماء نحو 100 غارة إسرائيلية على مناطق بجنوب لبنان الأردن .. 4 حبات كبتاجون تودي بشاب إلى السجن 4 سنوات غارديان: هل يتحول نتنياهو الى مطلوب دوليا؟ أرقام رسمية: 16 % من الأردنيين يعيشون دون خط الفقر المفوضية: 111 ألف لاجئ بالأردن يحتاجون لإعادة التوطين الاثنين .. طقس خريفي معتدل خيوط قادت لعمليات اختراق الموساد لحزب الله
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الواقع البائس لمدارسنا

الواقع البائس لمدارسنا

26-09-2011 12:23 AM

تناقلت بعض المواقع الإلكترونية خبر رضوخ وزارة التربية للمطالب المحقة والأساسية لطلبة مدرسة الشريف حسين بن ناصر في ماركا الشمالية، بعد أن هددوا باعتصام حتى تلبية مطالبهم، إثر قيام مدير المدرسة بتمزيق عريضة قدموها له وطردهم من مكتبه.
وزارة التربية وخوفاً من الهجوم الإعلامي، وامتداد الاعتصامات إلى مدارس أخرى تعاني مثل مدرسة الشريف حسين وأكثر، قامت وبسرعة قياسية بتحقيق المطالب، فأحضرت المقاعد المطلوبة، واتفقت مع متعهد لصيانة الوحدات الصحية، وأوعزت إلى مدير المدرسة بتعويض الطلبة عن ما قاتهم من حصص، وكل ذلك في أقل من ساعتين.
قبل سنتين كنت شاهداً على قيام إحدى المديريات الفقيرة بتجهيز مدرستين من كل شيء مما تحتاجانه ومما لا تحتاجانه؛ من أجل افتتاح المدرستين تحت الرعاية الملكية السامية، وتم كل ذلك خلال 48 ساعة وبإشراف ميداني مباشر من مدير التربية والتعليم. ومما سمعت أن كل مديرية تحتفظ باحتياطي من الأثاث لتستخدمه في حالات الطوارئ، وحالات الطوارئ تعني زيارات المسؤولين الكبار فقط، أي لإعطاء صورة مزيفة عن الواقع التربوي!
المؤشر الخطير في هذا الأمر، أن وزارة التربية ومديرياتها تستطيع أن توفر كل احتياجات المدارس من أثاث وصيانة وكتب وغرف صفية لو كانت هناك إرادة ونية صادقة وقلوب مخلصة، وإنتماء حقيقي للبلد. ولكن ومن خلال خبرتي الطويلة أجزم بغياب الإرادة لأي تغيير حقيقي يصب في مصلحة العملية التربوية، ويخضع توزيع الأعطيات من أثاث وصيانة وحتى معلمين إلى أمزجة البعض وتصوراتهم وقدراتهم العقلية، حيث نجد مدارس منعمة بكل شيء، ومدارس تكاد أن تكون محرومة من كل شيء، ومدارس أنصبة المعلمين فيها خفيفة لطيفة، ومدارس فيها أنصبة المعلمين ثقيلة بل وزيادة عن النصاب المقرر، حيث تخضع هذه التوزيعة للعلاقات الشخصية وقوة شخصية مدير المدرسة في الغالب وصوته العالي، ومن السهل تطويع الأنظمة والتعليمات لتبرير كل تجاوز ولفلفة الأمور بطريقة خبيثة يصعب اكتشافها، وكم ضاعت حقوق بسبب القفز والتلاعب بالأنظمة والتعليمات بل والقوانين.
الواقع الميداني لمعظم المدارس بائس وخاصة مدارس الذكور، حيث تعاني من اكتظاظ الطلبة بحيث تجاوز في بعض المدارس 60 طالباً في الشعبة، ونقص المعلمين والأذنة، وعدم ملائمة المرافق الصحية والمشارب للاستخدام البشري، وحاجة الغرف الصفية للصيانة من دهان وأبواب ونوافذ وإنارة وكهرباء وألواح ومقاعد وأرضيات، وضيق الساحات، وغياب شبه تام للملاعب، ونقص في أجهزة الحاسوب، وعدم وجود مكتبات أو مختبرات، وضعف الإدارات المدرسية وترهلها وعدم قدرتها على القيام بواجباتها مما انعكس سلباً على أداء المعلمين، وتسرب الطلبة وصعوبة ضبطهم.
بدأت العملية التربوية هذا العام ككل عام متعثرة، وما زالت في بعض المدارس، بسبب غياب تلمس الحاجات الفعلية للمدارس في أثناء العطلة الصيفية، واعتماد المديريات على التقدير الحدسي المنطلق من المكاتب، البعيد عن التخطيط العلمي المبني على دراسات واستبانات وتوقعات تراعي النمو الطبيعي لأعداد الطلبة. ومن المؤسف أن بعض المديريات قامت في خطوة عشوائية بتخفيض عدد الشعب، ونقل بعض المعلمين باعتبارهم حمولة زائدة، مما أدى إلى مشاكل كبيرة يتم التعامل معها بسذاجة وإصرار على الخطأ.
لا أدري كيف تفكر وزارة التربية وأجهزتها العتيدة، التي يجب أن تكون رائدة في أعمالها ورؤيتها، وهل تنتظر أن تقوم كل مدرسة باعتصام أو اضراب حتى توفر التربية المتطلبات الأساسية للعملية التربوية في حدودها الدنيا؟ وهل تضيع حقوق الطلبة والمعلمين إذا سكتوا وأذعنوا؟ وهل من المفترض أن يصرخ المظلوم حتى يستجاب له؟ وليذهب الساكت إلى الجحيم؟ وهل إذا كنت من بطانة المسؤول تحققت مطالبي، وإلا حوربت وأبعدت وأهملت؟!
يبدو أن الربيع العربي لم يورق بعد في وزارة التربية والتعليم، ولم يسمع به البعض، ظناً منهم أنه بعيد عنهم، أو أنه ربيع لا يعنيهم. ولم تصل إلى آذانهم دعوات الإصلاح التي شقت عنان سماء الأردن من جنوبه إلى شماله، يحسبون أنها دعوات لا تخصهم، وأنهم محصنون فوق كل شبهة. ولا يدرون أن الإصلاح التربوي هو أساس كل إصلاح، وبغيره لا يمكن أن تنجو السفينة.
المطلوب أن تسارع وزارة التربية بكافة كوادرها وأجهزتها لعمل مسح ميداني كامل لجميع المدارس، وحل جميع مشاكلها فوراً وعلى أرض الواقع دون أي تأجيل أو إبطاء، ولتبتعد ولو مؤقتاً عن تشكيل اللجان التي تعني تجميد المشكلة ووضعها على الرف، وتخلي المسؤول عن واجباته، وتحميلها إلى غيره. والحل ليس صعباً، بل هو أسهل مما يتصور ضيقو الأفق، وقاصرو النظر، وفاقدو البصيرة، وليكن شعار الإصلاح والتغيير:(الوزارة والمديريات في خدمة المدارس) ولتكف عن تسخير المدارس لخدمة المديريات كما هو عليه الحال الآن!
ونداء إلى الصحافة والإعلام وخاصة الإعلام الإلكتروني أن تدير دفتها تجاه المدارس لتكشف ما فيها من خلل وضعف ونواقص وتجاوزات، وترهل إداري، ولا تنسى المديريات التي هي مصدر كل داء، وأساس كل علة. ليس من أجل التشهير، بل من أجل محاسبة المقصرين، وقياماً بواجب جيل تهدر حقوقه، وتشوه تربيته وأخلاقه. جيل فقد كل ثقة بالمؤسسة التربوية، لأنه يجدها دواء مراً لا بد من تجرعه، أو نفقاً مظلماً لا بد من دخوله، أو سجناً لا تربية أو تعليماً أو خلقاً فيه!!
mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع