معتصم مفلح القضاة
كشأن الكثير من المجالات المهنية، يبرع نخبة من الإعلاميين الأردنيين في محطات وقنوات حول العالم، بعضهم صاحب فكرة والبعض الآخر يجلس خلف الشاشة ملكاً كما الليث في غابه، والكثير منهم يعملون في مجالات فنية وتقنية، كلٌ منهم له رونق وإضافة تختلف في سماتها عن الآخر.
جميع هؤلاء قدموا للإعلام العربي والأجنبي على حدٍ سواء جهداً يستحق الثاء والتكريم، وليس ذلك غريباً، ولكن الغريب في الأمر أن التلفزيون الرسمي في وطن زفّ للعالم هذه الكوكبة الإعلامية الفذة في سبات عما قد يحدث لو استقطب بعضهم وفتح الأبواب أمامهم ليقدموا عبر تلك الشاشة شئ من الإبداع الذي ألفوه.
لن أستطيع ذكر الأمثلة التي تستحقها تلك المهنة الحساسة، ولكن وعلى سبيل التقريب أقدم ثلاثة نماذج من المبدعين في مجال الإعلام لعل تلفزيوننا الموقر يصحو من سباته العميق:
المثال الأول لرجل أسس في مجال الإعلام الكثير ومازال، ولا أريد أن أطرح في هذا المقام سيرته الذاتية التي تحمل بين ثناياها الكثير من التحديات لتؤكد عصامية ذلك الرجل، فالرجل اليوم يتربع على عرش إعلامي هام وفاعل عبر قناة " صانعو القرار" بعد سلسلة من النجاحات الإعلامية على مستوى العالمذاك هو الإعلامي عفيف محمود.
المثال الثاني لرجل من الطراز الأول في عالم الإعلام الرياضي، وهو ممن نشأ وترعرع في أروقة التلفزيون الأردني، حيث لا يخفى على رياضي اسم الكابتن لطفي الزعبي، الذي اشتهر بإبداعه الإعلامي شهرة تفوق الكثيرين، ناهيك عن خلقه وأمانته التي باتت مضرباً للمثل.
أما المثال الثالث فشهادتي فيه مجروحة، وهو شقيقي الذي أفخر به دوماً الدكتور محمد عصام القضاة، وما استطاع أن يقدمه خلال ثمان سنوات، من خدمة عظيمة للإعلام الديني إن صح التعبير أو لخدمة القرآن من خلال الإعلام بتعبيرٍ أدق، حيث تكللت جهوده بتكريمٍ رفيع المستوى عندما حصل برنامج " تصحيح التلاوة" الذي يعده ويقدمه على جائزة أفضل برنامج لتعليم القرآن على مستوى العالم.
هذه الأمثلة الثلاث فيض من غيض، فالمجالات الفنية والتقنية الإعلامية زاخرة بعقول الأردنيين وبصماتهم، وتلفزيوننا الموقر يخلو من سمات الإبداع، والتقديم الإعلامي يقوده عظماء من بلدي وتلفزيوننا يفرخ للقنوات الأخرى كفاءات ويقوم بمهمة تدريبها بالمجان لتجد نفسها في أماكن أخرى أكثر قدرة على الإنجاز والإبداع.
فهل الخلل في منطقة الإرسال مثلاً أم في مكانٍ آخر؟؟!! سؤال يبحث عن إجابة....
ainjanna@hotmail.com