زاد الاردن الاخباري -
عمان-اللقاء مع الباحث نورس الرجال حول "العائلات الشامية في الأردن"، حيث تحدث في هذا اللقاء الذي نظمه منتدى الرواد الكبار أول من امس، وادارة المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
حضر اللقاء لفيف من جمهور المنتدى، إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت: نلتقي في هذا اليوم مع الباحث نورس الرجال للحديث عن العائلات الشامية في الأردن، إذ نرحل في هذا اللقاء إلى بدايات التكوين في المجتمع الأردني في مائة عام أو يزيد هذه الديار الحاضرة ابداً حانية على من سكنها، موآخية ما بين أبنائها ضارعة ليلاً إلى خالقها، ليحفظها ويرزقها ويزيل عنها كيد أعدائها.
وأشارت البشير إلى التنوع الذي يتمتع به الأردن لهو صدىً طيباً لرحابة صدر أهلها وجود كرمهم، إذ أن تعارف الشعوب واختلافهم على أرضها لينصهروا عموداً سامقاً جعل فيها بلداً مميزاً فقد قصدها من قبل الشراكس، والشوام والشيشان والدروز وغيرهم، إضافة إلى أشقائنا من الدول العربية المجاورة كل ذلك قد منحها طابعاً خاصاً بدون أن تتنازل عن هويتها بل ظلت أصالتها راسخة.
من جانبه تناول نورس الرجال في هذا اللقاء مجموعة من المحاور منها على سبيل المثال "الأردنيون من أصول شامية، والعوامل والاسباب التي أدت إلى قدومهم للأردن، والعوامل الاقتصادية، والوضع الأمني، وسهولة ا لانتقال، والسفر، وفي الوقت الذي كانت فيه بلاد الشام كلها دولة واحدة، فلا يحتاج المواطن، إلى وثائق للسفر، وكانت بداية قدوم هذه العائلات في العام 1840، والبداية كانت إلى مدينة السلط، ثم عمان، في العام 1850، وبعدها اربد وجرش والكرك في العام 1880، ثم الزرقاء ومأدبا في العام 1910، والمفرق من الثلاثينات، القرن الماضي.
رأى نورس الرجال ان المؤرخون في تاريخ الأردن قدموا من أصول شامية إلى الأردن منذ منتصف القرن التاسع عشر، وقد ذكرت الباحثة الدكتورة هند أبو الشعر عن قدموا السوريين إلى الحصن، وإربد، وما ورد في كتاب المرحوم زياد أبو غنيمة "إربدي يتذكر"، والذي قدم فيه نبذة تاريخية عن مدينة إربد وجوارها.
وقال حان الوقت لكتابة ذلك في كتاب يشمل أسباب وعوامل، قدوم الأردنيين من أصول شامية إلى الأردن، والذين ساهموا في بناء الدولة الأردنية منذ تأسيسها في عام 1921، بكل إخلاص وانتماء للأردن، الذي انطلقت الفتوحات لفتح لبلاد الشام، عبر نهر اليرموك، متحدثا عن الأسباب والعوامل في قدوم الشوام إلى الأردن.
وتابع منذ حوالي منتصف القرن التاسع عشر ومع انطلاق الثورة الصناعية في أوروبا، بدأ التآمر لإسقاط الدولة العثمانية تمهيدا لاستعمار بلاد الشام، وبذلك بدأت تضعف الدولة وانعكس ذلك على دمشق عاصمة ولاية بلاد الشام، مما اضطر الطبقة التجارية بدمشق لتوسيع نشاطها في جنوب سوريه والاردن، حيث كانت تصدر لها عبر قوافل الجمال البضائع، من إنتاج دمشق من أقمشه، ومواد لزوم القبائل البدوي، ومنتجات غذائية، بالإضافة إلى التجار السوريين، كان هناك موظفين من دمشق وسوريه قد أقاموا في شرق الأردن من قبل الدولة العثمانية.
وأضاف المحاضر بدأ قدوم السوريين ومعهم اخرين من وسط وشمال سوريا منذ حوالي عام 1840، إلى مدينة السلط، وفي عام 1855، بدأت بعض العائلات تأتي إلى عمان وكانت أول هذه العائلات عائلة السعودي، التي قام كبيرها ببناء بيت عربي للسكن قرب سيل عمان بجوار نبع الحوريات، في وسط عمان حاليا، وتم جر المياه إليه من نبع الحوريات، وقاموا التجار السوريين بتأسيس السوق التجاري وسط عمان في الثلاثينات، وتم تنظيم شارع طلال، وأيضا شارع فيصل والسعادة والرضا ثم سوق السكر.
وقال الرجال: سكن معظم هذه العائلات في شارع الشابسوغ، ثم جبل القلعة، سفوح جبل الجوفة، حيث كان مقر سمو الامير ودار الامارة، ورئاسة الوزراء، قبل الانتقال إلى قصر رغدان فيما بعد، في العام 1880، قدم مجموعة من السوريين إلى إربد وجرش والكرك، حيث ساهموا في تأسيس السوق التجاري في هذه المدن.
وعن أسباب قدوم السوريين إلى الأردن قال المحاضر: كان في ذلك الوقت التنقل يتم بحرية بين البلدين دون وثائق سفر فالحدود كانت مفتوحة معا، وقد ساهم عدد من الأردنيين من أصول شامية في تأسيس الدولة الاردنية لأنهم بالآصل ساهموا في الثورة العربية الكبرى، تحت قيادة وتوجيه الملك المؤسس عبدالله الأول، وتطوع عدد كبير منهم في قوة سلاح الحدود، منذ عام 1923، وتمكنت خلال سنوات قليله من حفظ حدود المملكة، مع قوات البادية الملكية.