زاد الاردن الاخباري -
سئمت العديد من البلدان من هيمنة أمريكا على النظام المالي العالمي، خاصة قوة الدولار، والتداعيات الاقتصادية من صعوده وهبوطه.
الأسبوع المقبل، عندا يجتمع تكتل بريكس في جوهانسبرج، سوف تستعرض دول الأسواق الناشئة شكواها بسبب تأثر اقتصاداتهم بالدولار.
ويضم تكتل بريكس، دول، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
والسؤال.. هل يمكن فعلا التخلي عن الدولار كعملة عالمية؟
يعتبر الدولار إلى حد بعيد العملة الأكثر استخداما في الأعمال التجارية العالمية وقد تجاهل التحديات السابقة نظرا لقوته أمام العملات الأخرى.
في اجتماع لوزراء خارجية بريكس في يونيو/حزيران، قالت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب إفريقيا إن بنك التنمية الجديد في تكتل بريكس سيبحث عن بدائل "للعملات المتداولة دوليا حاليا"، وفقا لما نقلته أسوشيتد برس.
على الرغم من الحديث المتكرر عن طرح دول البريكس عملتها الخاصة بها، لم تظهر أي مقترحات ملموسة في الفترة التي تسبق القمة التي تبدأ يوم الثلاثاء.
لكن كانت هناك محاولات أخرى بشأن تنحية الدولار، حيث ناقشت الاقتصادات الناشئة توسيع التجارة بعملاتها لتقليل اعتمادها على العملة الأمريكية.
يعود تاريخ مجموعة البريكس إلى عام 2009، في عام 2015، أطلقت دول بريكس بنك التنمية الجديد، وهو بديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين تهيمن عليهما الولايات المتحدة وأوروبا.
ينتقد خبراء الاقتصاد في العالم النامي بشكل خاص استعداد أمريكا لاستخدام النفوذ العالمي للدولار لفرض عقوبات مالية على الخصوم، كما فعلت مع روسيا بعد حرب أوكرانيا العام الماضي.
كما يشكون من أن التقلبات في الدولار يمكن أن تزعزع استقرار اقتصاداتهم.
ارتفاع الدولار، على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الفوضى في الخارج عن طريق جذب الاستثمار من البلدان الأخرى. كما أنه يزيد من تكلفة سداد القروض المقومة بالدولار وشراء المنتجات المستوردة والتي غالبا ما يتم تسعيرها بالدولار.
تذمر الرئيس الكيني وليام روتو هذا العام بشأن اعتماد أفريقيا على الدولار والتداعيات الاقتصادية من صعوده وهبوطه. وحث الزعماء الأفارقة على الانضمام إلى نظام دفع حديث لعموم أفريقيا يستخدم العملات المحلية في محاولة لتشجيع المزيد من التجارة.
أيضا، دعم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عملة مشتركة للتجارة داخل كتلة أمريكا الجنوبية ميركوسور وللتجارة بين دول البريكس.
قال دانيال برادلو، باحث أول في جامعة بريتوريا ومحامي متخصص في التمويل الدولي: "في نهاية اليوم ، إذا كنت تريد الحفاظ على احتياطيك آمنا، فعليك وضعه في الدولار.. ستحتاج إلى الاقتراض بالدولار.. إذا كان هناك بديل، فسيستخدمه الناس".
لغة الأرقام تكشف حقيقة وقوة الدولار، فقد تم تحرير فواتير 96% من التجارة في الأمريكتين من 1999 إلى 2019 بالدولار، و74% من التجارة في آسيا و79% في أي مكان آخر خارج أوروبا التي بها اليورو، وفقا لحسابات باحثين من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ومع ذلك، فقد خفت سيطرة الدولار على التجارة العالمية إلى حد ما في السنوات الأخيرة حيث تحولت البنوك والشركات والمستثمرون إلى اليورو واليوان الصيني.
لكن بعد 24 عاما من طرح اليورو، لا تزال العملة الثانية في العالم لا تنافس الدولار في الجاذبية الدولية، فالدولار يستخدم في 3 أضعاف عدد معاملات الصرف الأجنبي مثل اليورو.
أما اليوان مقيد برفض بكين السماح بتداول العملة بحرية في الأسواق العالمية.
قال ميهايلا بابا، الزميل الأول في كلية فليتشر للشؤون العالمية بجامعة تافتس: "لم ينجح أي من بدائل الدولار في الوصول إلى مستوى الهيمنة".
رغم كل الهجوم على العملة الأمريكية، لا يزال للدولار أنصاره، ففي الأرجنتين، دعا خافيير ميلي، الذي خرج من الانتخابات التمهيدية يوم الإثنين كمرشح أول للرئاسة في الانتخابات العامة في أكتوبر/تشرين الأول، إلى الدولار ليحل محل البيزو في البلاد.
هل تنجح دول بريكس في الاتفاق على عملة عالمية جديدة يمكنها الصمود في مواجهة الدولار؟