زاد الاردن الاخباري -
فيما تعد الأولى من نوعها في بريطانيا، وبعد عملية استغرقت حوالي 9 ساعات، نجح فريق طبي مكون من 30 كادر طبي وفني بمستشفى تشرشل بمدينة أكسفورد البريطانية في زراعة رحم لسيدة تبلغ من العمر 34 عاما ولدت بعيب خلقي (بدون رحم) وذلك بعد أن أقدمت شقيقتها 40 عاما بالتبرع لها بالرحم، مما يفتح المجال أمام آلاف النساء المصابات بمشاكل في الرحم لإنجاب الأطفال.
وقال الدكتور ريتشارد سميث استشاري أمراض النساء في جامعة إمبريال كوليدج لندن وأحد الجراحين الأساسيين إن العملية التي أجريت قبل 5 أشهر تقريبا كانت ناجحة بكل المقاييس، وأن عملية التلقيح الصناعي للمتلقية تسير بنجاح أيضا، مشيرا إلى أن المريضة ستحتاج إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة طوال أي حمل مستقبلي لمنع جسمها من رفض العضو المتبرع به.
وبحسب الأطباء تم إجراء أكثر من 90 عملية زرع رحم على مستوى العالم، بما في ذلك في السويد والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا والصين وجمهورية التشيك والبرازيل وألمانيا وصربيا والهند، ومعظمها شملت متبرعا حيا، وقد ولد حوالي 50 طفلاً من الأرحام المزروعة.
وقالت الدكتورة إيزابيل كيروجا، وهى جرّاحة استشارية في مركز أكسفورد لزراعة الأعضاء، إن المريضة "سعيدة بشكل لا يصدق"، وأضافت: "لقد كانت في غاية السعادة، وتأمل أن تتمكن من إنجاب طفلين وليس طفلًا واحدًا"لأن رحمها يعمل بشكل مثالي ونحن نراقب التقدم عن كثب.
وكانت الدكتورة وفاء فقيه قد أجرت عملية زراعة مماثلة للرحم في عام 2000 بمدينة جدة بالسعودية، وأجريت الزراعة لسيدة 26 عاما بتبرع من سيدة أخرى 46 عاما ولكن لم تكلل العملية بالنجاح وتم استئصال الرحم مرة أخرى من السيدة المتلقية بعد 90 يوما بسبب حدوث تجلط في الدم.
وبحسب الأطباء، من المقرر إجراء عملية زرع رحم ثانية في المملكة المتحدة لامرأة أخرى هذا الخريف، مع وجود المزيد من المرضى في مراحل الإعداد، وقد حصل الجراحون على موافقة على إجراء 10 عمليات جراحية تشمل متبرعين متوفين دماغيا بالإضافة إلى خمس عمليات باستخدام متبرعين أحياء.
وقبل العملية الجراحية، خضعت الشقيقتان لاستشارات مكثفة وتمت مراجعتهما من قبل أطباء أمراض النساء وجراحي زرع الأعضاء وأطباء التوليد وعلماء النفس وأطباء التخدير والصيادلة، ومن ثم تقييمهما أيضًا من قبل مقيم مستقل تابع لهيئة الأنسجة البشرية (HTA) للتأكد من أنهم على دراية بالمخاطر والتأكد من أنهما يدخلان في الجراحة بمحض إرادتهما.
وقد بدأ يوم الجراحة، بإزالة رحم الأخت الكبرى، واستغرق الأمر حوالي 8 ساعات وقبل ساعة واحدة من استخراج الرحم من الشقيقة الكبري، بدأ الجراحون بإجراء عملية جراحية للأخت الصغرى تمهيدا لعملية الزراعة وقد تم تمويل العملية الجراحية من قبل Womb Transplant UK بتكلفة 25000 جنيه إسترليني، والتي تضمنت دفع تكاليف العمليات الجراحية وإقامة المرضى في المستشفى لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
ووفقا للدكتور آدم بالين، أستاذ الطب الإنجابي والجراحة في مستشفيات ليدز التعليمية أن الإجراء تضمن زرع رحم المتبرعة وعنق الرحم والأنسجة المحيطة بها والأوعية الدموية المرتبطة به، وهي جراحة معقدة للغاية لكل من المتبرع والمتلقي وتتطلب استخدام الأدوية المضادة للرفض التي يتناولها المتلقي طوال مدة عملية الزرع،"
وقد ولدت السيدة المتلقية للرحم والبالغة من العمر 34 عاما والتي رفضت التصريح باسمها ـ ولدت مصابة بمتلازمة ماير- روكيتانسكي- كوستر- هاوزر (MRKH)، وهي حالة نادرة تؤثر على واحدة من كل 5 آلاف امرأة.
وقال الدكتور ميناكشي تشودري، استشاري الطب الإنجابي وأمراض النساء، في مؤسسة مستشفيات نيوكاسل أبون تاين التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية إن هذا الإنجاز الطبي يبعث الأمل من جديد ليس فقط للفتيات الصغيرات المولودات بدون رحم، ولكن أيضًا لمجموعة واسعة من الأفراد الذين يواجهون تحديات إنجابية بعد ازالة الرحم لأسباب مختلفة مثل السرطا، مما يتيح لهن إمكانية الحمل والأمومة مرة أخرى