زاد الاردن الاخباري -
تراجع مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي عن مواقع سبق أن سيطروا عليها في بني وليد التي يريدون شن هجوم أخير عليها بعد سيطرتهم على مرفأ سرت إحدى آخر المدن التي كانت تحت سيطرة القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
وعلى الصعيد السياسي تتواصل المباحثات في المجلس الوطني الانتقالي لتجاوز الخلافات الداخلية وتشكيل حكومة يتوقع إعلانها هذا الأسبوع.
وفي سرت مسقط رأس القذافي دارت معارك قرب ميناء المدينة التي تعد 70 ألف نسمة وتقع على بعد 360 كلم شرق طرابلس ويحاصرها مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي من الشرق والغرب.
وأعلن مصطفى بن درداف أحد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي أمس "جرت مواجهات خلال الليل ونحن الآن نسيطر على الميناء".
وقال أحد المقاتلين "عندما سنقترب من وسط المدينة ستدور حرب شوارع ونحن نستعد لذلك".
وتصميم المقاتلين كبير لأن قادة المجلس الوطني الليبي اكدوا ان معتصم (36 عاما) احد ابناء القذافي يقود العمليات العسكرية في سرت.
وعلى جبهة بني وليد على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، قال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الثوار تراجعوا عن مواقعهم بسبب كثافة النيران التي تطلقها القوات الموالية لمعمر القذافي من داخل المدينة باتجاه مواقع مقاتلينا".
وأضاف أن "هناك مناوشات في الوقت الحالي والقوة التي تقاوم في الداخل تبدو وكانها قوة محترفة تجيد استخدام الأسلحة الثقيلة".
وبعد مرور اكثر من اسبوعين على انطلاق حملة عسكرية للسيطرة على بني وليد احد آخر معاقل العقيد الليبي الفار معمر القذافي، لم يحرز الثوار الا تقدما بسيطا حيث سيطروا على احياء تقع في بداية المدينة.
من جهته، قال القائد محمد الصديق "نواجه مقاومة شرسة ولهذا السبب نستخدم المدفعية الثقيلة من دون أن نرسل قوات في الوقت الراهن".
وفي الاسابيع الماضية خسرت قوات المجلس الوطني الانتقالي اكثر من ثلاثين مقاتلا في هجمات سابقة على هذه المنطقة بسبب سوء التنظيم.واكد القائد "لكن الان بات كل شيء تحت السيطرة".
وسرت وبني وليد الهدفان الرئيسيان لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي منذ سقوط طرابلس في 23 آب (أغسطس) لكنهم يواجهون فيهما مقاومة شرسة. وباتت المدينتان الأكثر استهدافا بغارات حلف شمال الاطلسي.
وبحسب الامم المتحدة فر 24 ألف شخص من بني وليد وحوالي ألفي شخص من مدينة سرت المحرومة من المياه والكهرباء والمواد الغذائية بحسب شهادات سكان.
وأعرب المنسق الإنساني في الامم المتحدة لليبيا بانوس مومتزيس عن "قلقه الكبير" لمصير النازحين.
ويضر نقص المواد الغذائية والنزوح القسري بصحة المدنيين وخصوصا الاطفال. وينقل يوميا الى عيادة تقع على بعد 40 كلم شرق المدينة عشرات الاطفال الذين يعانون من آلام ناجمة عن عدم توفر مياه الشفة.
إلى ذلك أفادت مصادر ليبية أن قائد قوات الحكومة الليبية الانتقالية على جبهة سرت، وافق على توفير ممر آمن لخروج عائلات من قبيلة القذاذفه التي ينتمي إليها الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي من المدينة.
جاء الإعلان فيما تدور مفاوضات بين قوات الحكومة الليبية وشيوخ من قبيلة القذافي داخل المدينة بشأن استسلام القوات الموالية للقذافي.
وفي بريطانيا أعلن مكتب المدعي العام في اسكتلندا المكلف التحقيق في اعتداء لوكربي الذي أوقع 270 قتيلا في 1988، أنه طلب من المجلس الوطني الانتقالي الاطلاع على وثائق والاستماع إلى شهود قد تكشف تورط "أشخاص آخرين" في حادث تفجير طائرة البانام في 21 كانون الاول(ديسمبر) 1988 فوق مدينة لوكربي. وحتى الآن الليبي عبدالباسط المقرحي المدان الوحيد في هذه القضية.
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل اكد ان السلطات الليبية الجديدة ستتعاون مع بريطانيا "في هذا التحقيق وتحقيقات أخرى جارية".
وكان وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد العليقي أعلن الاثنين أن ملف المقرحي أغلق. وكان أفرج عن المقرحي في 2009 بسبب إصابته بمرض السرطان في مراحله النهائية لكنه لا يزال على قيد الحياة ويعيش في طرابلس.
(وكالات)