تعرّض قطاع التعليم المهنيّ في الأردن منذ نشأته للعديد من التغيرات وخصوصا بما يتعلق بالتخصصات حيث تم دمج أو الغاء أو إضافة تخصصات ، حتى وصل إلى ما هو عليه الآن ويعود ذلك لعدد من التحديات المالية والفنية التي يعاني منها القطاع، مما أدى الى فقدان الثقة ما بين الطلبة واولياء امورهم في هذا المسار و أصبح المسار الأكاديمي اكثر امانا للمستقبل.
وفي عام 2023 وضمن خطة التطوير المهنيّ التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم وتماشيا مع احتياجات الدولة ومواكبة لتطورات وتم تحديث مجموعة من القرارات التي سيتم تنفيذها منذ بداية العام الدراسي 2024/ 2025، تبنت وزارة التربية والتعليم برنامج التعليم المهني (BTEC) وهو برنامج مهني بريطاني يؤهل لدخول الجامعات ويعتمد أسلوباً متميزاً في التدريس والتقويم، ويدمج من ناحية التدريس بين المعارف النظرية والتطبيق العملي الحياتي، ويجمع النظام أكثر من 2000 مؤهل مهني في 16 قطاعًا، ومعتمد من قبل 70 دولة حول العالم ، يتم تقسيمه إلى ثلاثة مستويات رئيسية يستفيد الأردن من المستوى L2 الذي يعادل مستوى L3 على الإطار الوطني للمؤهلات الأردني JNOF والمستوى L3 الذي يعادل المستوى L4، وان طالب التعليم المهنيّ سوف يحصل عند إنهائه الصف الثاني عشر على شهادتين، الأولى شهادة تثبت إنهائه مرحلة الثانوية العامة الوطنية، والثانية شهادة معتمدة من شركة بيرسون، وبالمستوى الثالث حسب نظام المؤهلات الأوروبي. ، وهي شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم وشركة بيرسون لكافة الطلبة الذين يستكملون متطلبات النجاح لشهادات بيرسون الدولية إلى جانب دراسة مواد الثقافة المشتركة، المعتمدة من قبل الجامعات على مستوى العالم، بما في ذلك في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكندا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعليه سوف تصبح سنوات التعليم المهنيّ ثلاث سنوات بدلا من سنتين، الصف العاشر 480 ساعة دراسية وتدريبية، والحادي عشر 360 ساعة تدريبية ، والثاني عشر 360 ساعة تدريبية ، فيما سترتفع عدد الفروع المهنيّة في العامين الدراسيين المقبلين لتصبح 10 فروع بواقع ستة فروع للعام الدراسي المقبل، وهي الهندسة ، تكنولوجيا المعلومات ، الفندقي ، الزراعي ، التجميل ، إدارة الأعمال ، وأربع فروع أخرى إضافية في العام الدراسي الذي يليه وهي البناء و الإنشاءات ، النقل و السياحة ، الفن و التصميم ، الوسائط الابداعية ، وأن ساعات التدريب العملي سترتفع وفق الخطة الجديدة لتصبح 480 ساعة للعام الدراسي، بواقع 20 حصة للتدريب العملي مقارنة بـ 12 حصة في الخطة القديمة وأن هناك 14 حصة نظرية سيدرسها الطالب وفق الخطة الجديدة ستخصص للمباحث المشتركة وهي التربية الإسلامية ، اللغة العربية اللغة الانجليزية اللغة الانجليزية الوظيفية المهارات الرقمية التربية الفنية والتربية الرياضية ، بالإضافة إلى 20 حصة عملية تخصصية .
ومن خلال هذا البرنامج يستطيع الطالب بعد الانتهاء من الصف الثاني عشر الالتحاق بسوق العمل مباشرة بعد الحصول على مزاولة مهنه من هيئة تنمية و تطوير المهارات المهنية و التقنية ، أو الالتحاق بالمستوى التالي في الجامعات والكليات التقنية التي تعتمد (BTEC)او انهاء متطلبات (التوجيهي الوطني ) والالتحاق بالجامعات والكليات المختلفة وفق أسس القبول الموحد .
وعند الحديث عن برنامج (BTEC) ومدى قدرته على تحسين جودة التعليم المهني في الأردن ، يجب أن نجد إجابات واقعية للأسئلة التي تدور في أذهان أولياء الأمور والطلبة ما هي فعالية البرنامج في الأردن ، وهل سيجد الطلبة فرص عمل حقيقية بعد الانتهاء من فترة الدراسة ، أم ستتحول بوصلة البطالة من المسار الاكاديمي الى المسار المهني ، وهل هناك تشبيك واضح مع مؤسسات التعليم العالي الجامعات والكليات لضمان استمرار تعليم الطلبة كما في الدول الاخرى المطبق فيها البرنامج ، وما عدد الكليات و الجامعات الاردنية التي تطبق في برامجها التعليمية هذا البرنامج وما هي أسس القبول فيها ؟ واخيرا هل المدارس الحكومية والخاصة في الأردن مؤهلة بشكل كامل لتطبيق متطلبات البرنامج من هيئة تدريسية و مشاغل ومواد خام أو هو مجرد برنامج مستورد غير قابل للتنفيذ ، انها اسئلة برسم الاجابة بحاجة الى جهات مختصة وحملات إعلامية متخصصة للاجابة عليها ، كما اننا بحاجة الى ارشاد مهني ووظيفي يساعد الطلبة على اختيار مساراتهم .