فايز شبيكات الدعجه - الدول التي تتكاثف عنها اخبار دخول وخروج الاسلحة والمخدرات تكون قد دخلت مرحلة حية من الهشاشة، فهرول اليها المهربون من كل حدب وصوب، ذلك لان لهم فيها رزق وفير بلا مخاطرة او عناء كبير.
عند استشعار الخطر عليها مغادرة حالة الغفلة والاسترخاء الامني على ما ذهب اليه جمهور علماء الامن، وذلك تلاشيا لفوات الاوان وسماع المدويات.
الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة من التردي يوقف العمل باستراتيجيات المكافحة السارية بصورة حاسمة ، ويصبح الاستمرار باستخدامها مرفوض علميا على ما ذهب اليه جمهور فقهاء الامن ايضا، ويستعاض عنها بخطط بديلة مضادة لخطط المهربين، انطلاقا من الواقع الذي اصبحت فيه، لوقف اقتحامات هذا النوع القاتل من المجرمين لأمنها الداخلي ، ويصبح لزاما عليها التجاوب مع المتغير السريع، واعادة النظر بأولويات مؤسساتها الامنية لصالح مكافحة الجريمة، واعداد استراتيجية دعم سريع تكون صديقة للحقيقة والواقع، وبمواصفات جنائية خالصة تبدأ بأختيار قيادة مجددة قابله للتخلص من الروتين، ثم ازالة اغلب الواجبات الخدمية الثقيله التي تستنزف جل امكانياتها المادية والبشرية، وتشل قدرتها على مكافحة تهريب الاسلحة والمخدرات، وقبل هذا وذاك اعادة توزيع الامكانيات لتعزيز الدوريات المانعة للجريمة والطاردة للمجرمين، والتخلص من الاعمال المكتبية التي يعمل بها جل موظفي الامن ولساعات ما بعد الظهر، ولا يبقى بعد ذلك الا القليل من المناوبين في الميدان .
تظهر علامات الهشاشة الكبرى عندما يختلط حابل مكافحة الاسلحة والمتفجرات والمخدرات بنابل مكافحة التحطيب وقطع الاشجار والرياضه، والمبالغة بتقديم خدمات ترخيص المركبات ، وغيرها من المهام ذات الاهمية الصغرى.
وغالبا ما ترافق الاصابة بهذه العلل الامنية اعراض جانبيه مرادفة، يجري خلالها الحديث عن انجازات هامشية تسلط الاضواء على تنفيذ مهام امنية ناعمة مرتبطة بالخدمات، وتشير الى التوسع فيها على حساب الامن الجنائي الذي تتمثل ذروة خطورته في تنامي دخول وخروج المخدرات والاسلحة، والعجز عن القيام بأي دور محوري واضح في اعادتها لمستوياتها الاعتيادية النادرة.
الحشد الاعلامي للانجازات الثانوية في مرحلة ساخنة مكتضة بالاسلحة والمخدرات يبقى مثل دس الرأس بالتراب، وتجاهل للحقيقة المرة وهو بصريح العبارة تجنبا مكشوفا للواجبات الوعره.
العالم يشهد الآن نقلة اعلامية نوعية، وأي تصريح لا يجتذب المواطن الا اذا جاء بجديد، اما الكلام المعاد في اي جانب من جوانب الوظيفة فيصبح ثقيلا على النفوس مهما حاول صاحبه ان يلبسه لباسا لامعا ليوهم الناس ان فيه ما ينفع..... لكن ليس الاتيان بجديد بالامر اليسير.