زاد الاردن الاخباري -
أطلق البنك المركزي الأردني، اليوم الأربعاء، رؤيته للتكنولوجيا المالية والابتكار، تماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي، بحضور ممثلي النظام البيئي للتكنولوجيا المالية في الأردن من بنوك ومؤسسات مالية وجمعيات واتحادات وشركات تكنولوجيا مالية ورواد الأعمال وحواضن ومسرعات الأعمال ومجموعة من المؤسسات والجامعات الرسمية في المملكة.
وقال محافظ البنك المركزي الدكتور عادل الشركس في كلمته خلال افتتاح فعاليات "يوم التكنولوجيا المالية"، إن إطلاق هذه الرؤية يأتي إدراكا للدور المحوري الذي تؤديه التكنولوجيا المالية والابتكارات في تشكيل اقتصاديات الدول، وإن الأردن بات مستعدا للاستفادة من هذه الفرص لتحسين حياة مواطنيه وتوسيع آفاقه الاقتصادية.
وأضاف الشركس، "إيمانا بأهمية صياغة رؤية استشرافية شاملة للتكنولوجيا المالية والابتكار تشكل خارطة طريق لتوجيه الشركاء كافة في قطاع التكنولوجيا المالية في الأردن نحو تسخير التقنيات المتطورة، وتعزيز النظام البيئي للشركات الناشئة، وضمان تقديم الخدمات المالية المبتكرة التي تلبي الاحتياجات المتطورة لمجتمعنا، وتدفع بالتنمية المستدامة، وتعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي ووجهة استثمارية للتقنيات المالية والابتكارات".
وفي سياق الأهداف العامة لرؤية التحديث الاقتصادي، سلط الشركس الضوء على أهمية التكنولوجيا المالية في دعم المرونة للمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وتنميتها، التي تعد إحدى المحركات الرئيسية لخلق فرص العمل ودفع عجلة التنويع الاقتصادي، كونها تمثل ما نسبته 98 بالمئة، من الشركات العاملة و60 بالمئة من حجم العاملة في المملكة، إلى جانب دورها في تعزيز القدرة على الصمود والاستقرار وتعزيز الاشتمال المالي عن طريق تعزيز الوصول الى الخدمات المالية من قبل جميع شرائح المجتمع الأردني، وبما يشمل ذوي الدخل المحدود لتمكينهم من المشاركة الفعالة في الاقتصاد.
وبين أن الأردن يتمتع بنظام راسخ وحيوي للتكنولوجيا المالية من خلال امتلاكه لنظام مالي قوي ومتين ومستقر وبنية تحتية رقمية متقدمة وآمنة ونظام تعليمي متطور مولد للمواهب والمهارات، إذ ان الأردن يعد من بين الرواد العالميين في إنتاج مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما في ذلك التكنولوجيا المالية، مشيرا إلى أن 23 بالمئة، من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هم أردنيون، كما يعتبر الأردن من بين أكبر 6 مزودين إقليميين لحلول التقنيات المالية.
وعلى صعيد التشاركية بين القطاعين العام والخاص، أكد الشركس أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز صناعة التكنولوجيا المالية، وأنه شريك أساسي في هذه الصناعة، مبينا أهمية التفاعل والتعاون من جميع أصحاب المصلحة المهتمين بالتطوير والاستثمار في صناعة التكنولوجيا المالية، وتحسين الخدمات المالية الرقمية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية اللازمة لنظام بيئي مزدهر للتكنولوجيا المالية، وتوفير الدعم الدائم لرواد الأعمال والمواهب وتعزيز المعرفة والمهارات.
يشار إلى أن هذه الرؤية تم صياغتها من واقع مخرجات دراسة السوق لفهم الوضع الحالي لمنظومة الابتكار والتكنولوجيا المالية في الأردن، والتي تم تنفيذها بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي خلال هذا العام، حيث جاءت مخرجات دراسة السوق لتبين أن النظام البيئي للتكنولوجيا المالية في الأردن قوي في العديد من الجوانب، حيث يمتلك الأردن العديد من الكوادر المؤهلة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقطاع المالي وريادة الأعمال.