زاد الاردن الاخباري -
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الموظف الأردني ... طالب بحقك فأنت منقوص الحقوق
( الجيوش تزحف على بطونها ) هكذا قال نابليون ، وهكذا أدرك الزعماء العرب من المحيط إلى الخليج ، وهم المُلهَمون بخِلقتهم وفِطرتهم ، مراميَ هذا القول ومعانيَه وأن هذا القول ينطبق على الموظف المدني أكثرَ من العسكري خصوصا إذا ما كانت مطرقة العسكري فوق رأسه ، وإذا بحكوماتنا مدنية المظهر عسكرية المخبر ؛ فلا تعيين لموظف إلا بموافقة أمنية ولا قرار لمدير إلا بعد استئذان وإذا بالمحافظ ومدير التربية ومدير الأوقاف وسائر أصحاب العطوفة والسماحة بل وأصحاب المعالي والدولة كتبة عند ضابط الأمن ويا له من ضابط قد حاز العلوم وتمرس في سائر الفنون ! فهو الخبير بشؤون الإدارة والفقيه الذي بزَّ الشافعي والفني الحاذق المطلع على حاجة كل مدرسة فمعلم الفيزياء هذا يصلح لمدرسة كذا ومعلم الكيمياء هذا يصلح لمدرسة كذا . وهذا يُرشح لمدير وذاك لمشرف .
وإزاء هذا التغول من الأجهزة الأمنية بات الموظف المدني خائفا يترقبُ ، يتسوّل رضا السادة أصحاب القرار ، وزاد في بؤس هذا الموظف ومسكنته ، ذلك السيد الأصفر القابع في الأبراج ، الخبير والمتفقه في استعباد الشعوب وإذلالها ، صاحب السعادة السفير الأمريكي ( وبالمناسبة إعراب السفير الأمريكي لغة هو : صاحب السعادة السفير لفظا صاحب الجلالة الأوحد في عالم أدعياء العروبة قولا وفعلا ) ، إذ بات مكتبه قبلة أصحاب الفخامة والسمو والجلالة الأقيال ــ القيل بفتح القاف وسكون الياء الملك دون الملك الأعظم بلغة أهل اليمن القديمة ــ يقف فيهم خطيبا ، أليس هو الملك الأعظم سيدَ الأقيال ؟ : يا معشرَ الأقيال ، ألستم عربا ؟ ألم تسمعوا بمثلكم العربي القائل : جوّعْ كلبَكَ يتبعْك , فقهتِ الأقيالُ قول الملك الأعظم بل وتفوَّقت ، قالت : لا يا سيدَنا ، إن جوَّعْناهم حتى الموت ثاروا وإن أشبعناهم فكروا فليكونوا بين البينين .
وهكذا بات الموظف في بلادنا مشلولَ التفكير عاجزَ الرأي لا همَّ له إلا الراتب ، لاهثا متطلعا بل متسولا المكرمات مسبحا باسم صاحبها ناسياً ذكرَ ربه فلبث ــ إلى الآن ــ في الذل والخنوع بضع عقود ، ذكرُه لها في رمضان ( فيه مكرمة ما فيه مكرمة ) أكثر من ذكره الله ونعمه ، ما أن ينتصف الشهر حتى يصبح مدينا لفلان وفلان غير آبهٍ بسياسةٍ ولا ملتفتا لوطن فللسياسة رجالها بل هو أسوأ حالا من الكثير من الدراويش الذين أماتوا علينا ديننا فقالوا : من السياسة أن لا تتدخل في السياسة .
وهكذا أصبح الموظف متلقيا ، ينظر إلى قرارات دولة الرئيس بن دولة الرئيس بن دولة الرئيس على أنها قرآنٌ منزلٌ فإذا قال دولة الرئيس لا تشارك أيها الموظف في الحملات الانتخابية فلا يشارك فإن بدا للرئيس رأي آخر نسخ قرآنه الجديد قرآنه السابق والموظف بائس مستسلم وكيف لا يكون كذلك يا أخي ومطرقة الأمن فوق رأسه منذ عشرات السنيين؟
إخوتي هل خطر ببال موظف أن يسأل نفسَه لِمَ يُطلـَبُ مني أن أصوِّتَ في الانتخاباتِ ولا يُسمَحُ لي أن أترشح ؟ وما سيؤثر على الدولة لو سُمِحَ له بعدَ دوامه أن يدعوَ لنفسَه ؟ وقد سمح له دولة سمير الرفاعي بن دولة زيد الرفاعي بن دولة سمير الرفاعي السنة الماضية المشاركة في الحملات الانتخابية والدعوة للمرشحين .
أخي الموظف الأردني لِمَ ترضى لنفسكَ أن تكون منقوصَ الحقوق ؟ تنتخبُ غيرَكَ ولا يحقُّ لك أن تُنتَخَب ، هذا لعمري في القياس عجيب !
الداعي بحلف الفضول يوسف عرندس الصمادي
هاتف : 0777590410
البريد الالكتروني :arands6@gmail.com
الثلاثاء 29 / شوال / 1432هـ
27 / أيلول / 2011 م