زاد الاردن الاخباري -
ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد 19) في المملكة خلال الأسابيع الأخيرة حيث وصلت العينات الإيجابية للفيروس إلى 17 % الشهر الماضي وفقا للمركز الوطني للأوبئة وخبراء واختصاصيين في مجال الأوبئة والعدوى التنفسية.
وأشار الاختصاصيون إلى أنه على الرغم من أن الانتشار غير مقلق ولا يسبب الوفاة أو الادخالات للمستشفيات، إلا أنه يتوجب توعية المواطنين وخاصة الحالات من ذوي الاختطار العالي والنساء الحوامل وكبار السن المصابين بالأمراض المزمنة الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالإجراءات الصحية.
وأشاروا إلى أن عودة الطلبة الى المدارس ستساعد في زيادة معدلات الانتشار بين الأسر ما قد يرفع معدلات الحالات الإيجابية بين السكان.
وطالب هؤلاء وزارة الصحة بإعادة إجراء فحوصات (بي سي ار) ورفع معدلات التوعية بالمرض خاصة وأن الفيروسات التنفسية ومنها كوفيد 19 يزيد انتشارها في الشهر المقبل (فصل الخريف).
وفي السياق، قال المركز الوطني لمكافحة الأوبئة إن هناك ارتفاعا في عدد حالات كوفيد- 19 على مستوى العالم إلا أنه لا توجد احصائيات دقيقة بعد إعلان منظمة الصحة عن أن كوفيد- 19 لم يعد يشكل مشكلة صحية ذات اهتمام عالمي في ايار 2023.
وأشار إلى أن الوضع الوبائي في الأردن، يشير إلى أن هناك ارتفاعا في أعداد العينات الإيجابية لكوفيد- 19 حيث تفيد إحصائيات أحد مختبرات القطاع الخاص (والتي تمثل الحالات غير شديدة) ارتفاعا في الأعداد حيث وصلت نسبة الارتفاع في شهر آب 42 % عن شهر تموز وبنسبة ايجابية 17 % في آب مقابل 9 % في تموز، إلا أن إحصائيات الحالات الشديدة للأمراض التنفسية المدخلة للمستشفسات بينت زيادة حوالي 20 % في الأسبوع الأخير من شهر آب وكانت نسبة الايجابية 3 % فقط.
ولفت الى انه ما زالت الإحصائيات تشير إلى أن المرض قليل الشدة والادخال أو الوفاة، فيما لا تزال الدراسات قائمة على معرفة إذا كانت المناعة الناتجة عن الإصابة الطبيعية أو الناتجة عن التطعيم فعالة ضد المتحورات الجديدة أو أن المتحور قادر على تجاوزها، بحيث أثبتت التجارب السريرية أن الأدوية المخصصة لكوفيد- 19 ما زالت فعالة ضد المتحورات الجديدة وهي متوفرة في المملكة.
ووفقا لمعلومات ، فإن حالات الإصابة والانتشار في المحافظات الطرفية ومناطق الأغوار من أكثر المناطق انتشارا وفقا لتبليغات وزارة الصحة.
وأصيب نحو 25 شخصا في أحد الفنادق بمنطقة قريبة من العاصمة حيث كشفت الفحوصات إصابتهم بكوفيد 19 وأن جميع نتائج فحوصاتهم إيجابية. وتستعد وزارة الصحة الى ارسال فريق الى المنطقة لاستقصاء ورصد حالات الإصابة هناك.
من جهته قال أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة أن الحذر واجب في التعامل مع أي متحور جديد يظهر.
وأوضح أن المتحور ليس خطيرا، وأعراضه ليست شديدة (الزكام والعطاس وألم في الحلق وحرارة)، ويصيب الجهاز التنفسي العلوي.
ودعا إلى ضرورة تثقيف طلبة المدارس من الفيروسات سيما أننا مقبلون على فصل الشتاء، ودعوتهم إلى اتخاذ بعض الإجراءات (تغطية الفم والأنف عند السعال وتهوية الغرف الصفية) لمنع انتشار العدوى بينهم.
وبين الطراونة أن حالة الطوارئ التي سببتها كورونا قد انتهت، وإنما يظهر تحورات ناتجة عن تغيير جيني للفيروسات المسببة للمرض، ما قد يسبب زيادة انتقال العدوى أو شدة الإصابة.
وفي معرض حديثه عن تقليل انتشار العدوى في المدارس، شدد على أهمية اتباع إجراءات الوقاية، لاسيما تهوية الغرف الصفية بشكل جيد، والحرص على عدم نشر الرذاذ الناتج عن السعال والعطاس وعزل الأشخاص المصابين عن كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة أو كامنة، مؤكدا ضرورة حصول أصحاب الأمراض الكامنة أو المزمنة أو نقص المناعة على الجرعة المدعمة لمطعوم ضد كورونا.
وأشار إلى أهمية الحصول على مطعوم الانفلونزا السنوي بشهر تشرين الأول/ أكتوبر، للحماية من مضاعفات الإنفلونزا ولا سيما للفئات ذات الاختطار العالي.
بدوره قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن مسلسل ظهور المتحورات والسلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد مستمر وتحديدا من المتحور اوميكرون، وهذا يعود لطبيعة الفيروس المتغير بشكل مستمر.
وتابع: بعد تتبع ظهور المتحورات والسلالات الجديدة التي من المفترض أن تظهر في جميع دول العالم، نلاحظ أن بعض الدول التي تعلن عن ظهور متحورات جديدة بينما تمتنع بعض الدول عن إعلان ظهور المتحورات وتخفي الإحصاءات والأرقام المتعلقة بالوضع الوبائي وبخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد ولا تعلنها بشكل رسمي لأسباب غير معروفة من الممكن أن تكون اقتصادية.
وفي ظل محدودية البيانات بعد أن توقفت العديد من الدول في العالم عن الإبلاغ عن بيانات كوفيد 19 ومنها الأردن، قدرت منظمة الصحة العالمية أن مئات الآلاف من الناس حول العالم مصابون سواء في المنازل أو المستشفيات جراء إصابتهم بمرض فيروس كورونا المستجد أو من أحد المتحورات الجديدة. وتفصح فقط 43 دولة عن المعلومات والإحصاءات الوبائية من أصل 197 دولة منضوية لمنظمة الصحة العالمية، منها 20 دولة فقط ترسل للمنظمة معلومات بشأن الحالات التي تستدعي دخول المستشفيات وفقا للمعاني.
وأشار إلى أنه مع انتشار الإنفلونزا الموسمية والفيروس المخلوي التنفسي، تظهر أهمية إجراء الاختبارات المخبرية ولذلك تلقي المطاعيم، واجب إنساني وعلمي وطبي.
واعتبر أن على الدول أن تعلن عن واقعها الوبائي من خلال الإعلان عن الأرقام من حيث الإصابة بفيروس كورونا المستجد أو دخول المستشفيات جراء إصابتهم أو الدخول الى أقسام العناية المركزة وحتى أعداد الوفيات بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وهذا يأتي من خلال حق المواطن في الحصول على المعلومات والأرقام بشكل شفاف وصريح حتى تبدأ الدولة بإجراءات محددة فنية لحماية الوضع الوبائي، مثل القيام بإجراءات فحوصات pcr في جميع المناطق وخاصة في المناطق التي من المتوقع أن تظهر إصابات أو عدم الالتزام من المواطنين بطرق الوقاية الشخصية.
ودعا المعاني الجهات المختصة في الأردن أن تعلن عن أرقام الإصابات ودخول المستشفيات بشكل واضح وصريح حتى تبدأ هذه الجهات بواجبها المنوط بها حسب قانون الصحة العامة.