زاد الاردن الاخباري -
يكشف الكاتب الأميركي، دان بيوتنر، خلاصة تجربته للبحث عن طرق تساعد الإنسان على التمتع بصحة جيدّة والعيش لمدّة أطول، حيث يروي بيوتنر تجربته في سلسلة وثائقية من أربعة أجزاء بثّتها منصة (نتفليكس) بعنوان (عِشْ للمئة: أسرار المناطق الزرقاء). ويعمّر سكان المناطق الزرقاء أطول من باقي العالم عموماً، ويتخطى الكثير منهم المئة.
وتغوص السلسلة في البحث عن سبب طول العمر والصحة لدى سكان المناطق الزرقاء، وهي: أوكيناوا-اليابان، ساردينيا-إيطاليا، إيكاريا-اليونان، نيكويا-كوستا ريكا، و لوما ليندا-كاليفورنيا.
ويأخذنا بيوتنر في جولة داخل منازل المعمِّرين، ويخبرنا عن تجاربهم في الحياة، ونمط الغذاء الذي كانوا يتبعونه، وطريقة حياتهم، بما فيها المشاعر والصدمات وتأثيرها على صحتهم.
ويركز بيوتنر على أربعة أعمدة رئيسية في بحثه ودرسه: طريقة أكلهم، وطبيعة حركتهم، وحياتهم الاجتماعية، وهدفهم ونظرتهم للحياة.
ويحدثنا: "إن جوهر أهالي المناطق الزرقاء لطول العمر ليست كما نعتقد في العموم، من حيث نوع الغذاء، أو التمارين الرياضية، وإنما لأنهم لا يسعون وراء الصحة، بعكس أسلوب الحياة الأميركي، فنحن هناك (في الولايات المتحدة) نظن أن الصحة مسعىً نسعى إليه. وفي المقابل تبع الصحة لديهم من نمط حياتهم العام".
ويكمل: "يترتب على ذلك إعداد البيئة المحيطة بك بالطريقة الصحيحة، ففي المناطق الزرقاء الطبيعة هي بيئتهم المحيطة". مضيفاً أن هذه الأفكار والعوامل لا تتقيد بعمر محدد.
ويشرح عن نتيجة اتباع طريقة حياة أهالي المناطق الزرقاء: "البداية من أي مرحلة في حياتك ستضيف عمراً إلى عمرك. فإذا كنت في الستين فستضيف ستة أعوام، وإذا كنت شاباً في العشرين فستضيف 13 عاماً إضافية."
ويتعمق بيوتنر في كتابه (المناطق الزرقاء: أسرار لعمر مديد) كيف أن سكان تلك المناطق يساهمون بشكل غير متعمد في إنشاء محيط صحي حولهم.
ونقرأ قوله: "نقوم بـ220 اختيار في طعامنا يومياً، وفقط 10% (22 اختيار) نختارهم بوعي، والباقي (200) نقوم بهم بغير وعي. ولا تجعلنا طريقة سكان المناطق الزرقاء حاضرين ذهنياً للعشرين خياراً الذين نقوم بهم، وإنما يساعدنا على اعداد حياة اجتماعية ونظام أكل أفضل".
وفي مقابلة أجرتها نورا أودونيل مذيعة قناة (CBS) مع بيوتنر، شارك نصائح لوصفات طعام نباتية للعيش لوقت أطول، وأعطت المقابلة الخبراء في هذا المجال معلومات إضافية وجديدة".
ويتحدث بيوتنر: "ولازال هناك مستخلصات جديدة يمكن استخلاصها، وذلك يشمل ما وصفه بـ(المنطقة الزرقاء 2.0) في سنغافورة".
ويكمل: "تُظهر سنغافورة أنه لا يجب علينا كحضارة وأمة أن نكون غير صحيين لهذه الدرجة، فهناك دول متطورة أخرى غيرنا ذات ثراء وتنوع ثقافي حقّقت نتائج صحية أفضل منا بكثير".
وبحسب بيوتنر فإنه لم ينته من التعلم بعد، فهو يدرس حالياً ثلاثة مناطق جديدة، وسيعمل على نشر دراسته عنها قريباً.
ويختم بقوله: "أنا مهتم بدراسة متوسط العمر الصحي. كانت المناطق الزرقاء عن العيش لوقت أطول، وحالياً لدينا معايير تقيس عدد السنوات التي يقضيها الشخص بصحة كاملة، وأؤمن أن المناطق الجديدة ستعلمنا، ليس فقط الوصول لمئة عام، بل كيف نعيش رحلة الحياة بصحة ومرح تاميّن، وأن نشعر بالرضا طوال الطريق".