بعد السابع والعشرين من سبتمبر من عام الفان واحدى عشر وفي مساء يوم عاصف بالاقاويل وتناقل الأوامر عبر الهواتف النقالة وبعد حملة شرسة من تبويس الذقون ومسح اللحى وفي بلد يدعى الاردن ، اجتمع مجموعة من الرجال يمثلون ( أو هكذا ذكرهم مؤرخ السلطة ) الشعب وبعد الكثير من التداولات التي حشرت في فترة زمنية ما بين وجبة الغداء الدسمة ووجبة العشاء التي وعدوا بها بعد الجلسة إتخذ هؤلاء الرجال قرار بالسماح للشواهين بالطيران في سماء البلد وبدون حسيب أو رقيب وعدم صيدها والابقاء عليها ملحقة في الاعالي .
وهذا القرار تم تعليقة على كل الوحات الاعلانية في شوارع البلد وفي الازقة ومن خلال وسائل الاعلام الحكومية والخاصة بكافة انواعها ، ومن خلال تصميم موحد للوحة اعلانية كتبت بها كلمة تحذير باللون الاحمر وبخط عريض ، وكتبت كلمة طيران وشاهين باللون الاخضر القاني وفي اسفل هذه اللوحة وبخط صغير غير واضح كتبة كلمات بين قوسين ( قد أعذر من أنذر ) .
وفهم الناس من هذا الاعلان أنهم اصبحوا من الان صيد سهل لهذه الشواهين المحلقة في السماء وعليهم أن يختبئو في جحورهم ويكتفوا بما لديهم من مؤنة تكفيهم كفاف يومهم ويوم اطفالهم وتترك كل خيرات الارض لشواهين السماء وان لايلوموا سوى أنفسهم إذ ما خالفوا هذه التعليمات .
وتحولت البلاد الى خنادق وممرات تحت الارض يعيش فيها جماعات من الجرذان الخائفة بعد أن كانوا بشرا ولهم صفة الانسانية ويعيشون في بلد اسمه الاردن تمتلىء اراضيه بالخيرات للجميع وبرضى الجميع ..