زاد الاردن الاخباري -
- تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ، اليوم الأربعاء، طرق إشراك المرضى في خططهم العلاجية والرعاية الصحية الذاتية، تزامنا مع اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يصادف في 17 أيلول تحت شعار "إشراك المرضى من أجل سلامتهم".
إن إشراك المرضى في رعايتهم وعلاجهم يعني دعمهم لإدارة صحتهم ورفاهيتهم على أساس يومي. مثلما يعني دعمهم للمشاركة، بقدر ما هم يريدون أو قادرون على ذلك، في القرارات المتعلقة برعايتهم.
قد يتراوح إشراك الأفراد في صحتهم ورعايتهم من مشاركة القرارات المتعلقة بالإجراءات الاختيارية لمرة واحدة إلى مرات عديدة ومستمرة، كما قد يختلف مقدار السيطرة التي يرغب فيها الفرد/أو يستطيع القيام بها وفقًا لخبرته وتفضيلاته والظروف الحالية المحيطة به. على سبيل المثال، فقد يواجه الشخص الذي يعاني من صعوبات تعلم عميقة ومتعددة صعوبة أكبر في التعبير عن احتياجاته وتفضيلاته
طرق إشراك المرضى في الرعاية الصحية:
إن إشراك الأشخاص في صحتهم ورعايتهم لا يقتصر على الاعتراف بالفرد كخبير في رعايته الخاصة فحسب، بل إنه يمنحه أيضًا مزيداً من الخيارات والتحكم في الرعاية والدعم الذي يتلقاه. ولتحقيق ذلك، يجب إجراء محادثة جدية أكثر شمولاً بين الكادر الصحي والأفراد من خلال تحديد الاحتياجات والاتفاق معًا على الأهداف التي تهم كلاً منهم، وبذلك يتم تلبية احتياجات الشخص والصحة والرفاهية بشكل أفضل ويتم دعم الأشخاص لإدارة صحتهم.
فيما يلي بعض الطرق التي يستطيع مقدم الخدمة إشراك المريض في رعاية ذاته
1) بناء الثقة
إن أفضل الممارسات الرئيسية التي أكد عليها الممارسون هي بناء الثقة مع المريض. يمكن أن تساعد العلاقة الإيجابية بين الممارس والمريض في بناء الثقة لتنفيذ الخطة العلاجية والتوصيات، وقد يكون المرضى أكثر جاهزية للمضي قدمًا في خطة العلاج نتيجة لذلك. إن ممارسة التواصل المفتوح، بما في ذلك تقديم موعد تمهيدي مجاني، واستخدام نهج قائم على الأدلة (على سبيل المثال، تقديم توصيات بناءً على نتائج الاختبارات المخبرية) هي عوامل تساعد على بناء الثقة والحفاظ عليها.
2) اتباع نهج الرعاية المبنية على احتياج المريض وتخطيط الدعم (Personalized care and support):
تعتبر هذه الرعاية طريقة منهجية لضمان أن يعيش الأفراد مع واحدة أو أكثرمن المشكلات الصحية المزمنة ببيئة داعمة من خلال المحادثات الاستباقية، مع طبيبهم أو المتخصصين في الصحة والرعاية. يجب أن تركز المحادثات على ما يعتبر أكثر أهمية بالنسبة للفرد وأولوياته لإدارة صحته ورفاهيته. ينبغي أن تتم عملية تبادل المعلومات وتحديد احتياجات الدعم الطبية وغير الطبية، ومناقشة الخيارات، والتخطيط للطوارئ، وإعداد الأهداف، وتوثيق ورصد التقدم من خلال المراجعات المنتظمة.
3) استخدام نهج مرحلي(Staged Approach):
إن استخدام خطة العلاج التي يتم تقسيمها إلى مراحل مع المراجعات المتكررة هي استراتيجية رئيسية لزيادة احتمالية التزام المريض بالخطة. كما أن تحديد الأولويات أو الحد من عدد الأدوية والمكملات المدرجة في خطة العلاج يمكن أن يساعد المريض على الشعور بقدر أقل من الإرهاق.
يجب على مقدمي الخدمات أيضًا مساعدة مرضاهم على فهم ماهية كل دواء أو مكمل وآلية عمله وآثاره الجانبية. كما أن مراعاة الحالة المادية أثناء اختيار نوع الادوية أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق الالتزام بالخطة العلاجية .
4) تفهم قدرة المريض على تطبيق الخيارات المتاحة:
إذا لم يكن المريض مستعدًا لإجراء تغييرات كبيرة في حياته، فإن العمل معه لتحديد الخطوة الأولى يمكن أن يجعل خطة العلاج أكثر سهولة. تُبين الأبحاث أن تضمين مجموعة متنوعة من خيارات العلاج يمكن أن يساعد في التغلب على مشاعر المرضى بأنهم مرهقون أو غير جاهزين.
5) أبقِ الاقتراحات بسيطة:
حاول أن تكون خطط العلاج بسيطة وسهلة، لأن خطط العلاج الأصغر (تلك التي تحتوي على عدد أقل من المكملات الغذائية أو الأدوية) أسهل للتطبيق.
6) استخدام التكنولوجيا:
التكنولوجيا لديها القدرة على تحسين الطرق التي يتم بها تقديم التدخلات. على الرغم من وجود الأجهزة المحمولة والإنترنت منذ عقود، إلا أن الأبحاث التي تستفيد من هذه التقنيات في تحسين التزام المرضى باستخدام الأدوية بدأت خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية. وفرت الوظائف المتعددة لهذه التقنيات العديد من الخصائص والمزايا الجديدة التي يمكن للمرضى من خلالها تنظيم وجمع وإدارة ومشاركة البيانات الشخصية والطبية والمتعلقة بالالتزام بالأدوية. على سبيل المثال، يمكن أن يتم استخدام خاصية التذكيرات على الهاتف المحمول لأخذ الجرعات العلاجية في الوقت المحدد