داخل الدائرة - حلقة1
فتحي المومني
الحديث أصبح ذو شجون إذا ما شاهدنا التجاوزات التي تتخذ بحق المواطن الأردني إن كان يحمل صفة المواطنة ، وتلك الحرية التي قيل أن سقفها السماء ، ففي هذه اللحظات لم يعد من سقف , وبالتالي لا يمكن كما قلت سابقا أن يكون الإصلاح سوى مصطلح ابتدعوه أصحاب القرار ، أملا في عودة القمع الذي مورس لسنوات طويلة على الإنسان في بلدنا الأردن , وباقي البلدان المقسمة في الوطن العربي المشتعل .
ثمة تخبط في ممارسة الصلاحيات للنوائب الكرام , في تطبيق القرار الذي يحظر على الصحفي أو الإعلامي التعرض لاغتيال الشخصية الفاسدة المُـفسِدة المحصنة من أصحاب القرار في بلدنا ، فممارسة الفساد في قمع الصحافة والشرفاء من صوت الحق في هذا البلد الطيب المعطاء الذي احتوى الفاسدين سابقا ولاحقا ، حتى عاثوا فسادا ، وسلبوا الأرض والكرامة والحرية من نفوس الناس ، كان لا بد من الدفاع عن الحرية والكرامة في أن مورس السلوك الحضاري في الاعتصامات , لرفض الممارسات الغوغائية التي ينتهجها خونة الأرض والإنسان , والطبالة المأجورين من مال الشعب السائب ، إنهم يعيثون فسادا ، ويعودون بنا إلى قوننة الفساد من جديد ، بعد أن أعلن أصحاب القرار بداية الإصلاح الجذري على كل الصعد .
الشعب بمختلف مكوناته وتباينه يُجمع أن الإصلاح كذب وعُهر ، وأن القرار يُمارس من الأعلى , أو من تيار خفي يحاول أن يحمي من يفسده بالهبات , وغيرها من ممارسات أشبه ما تكون بعصابة , تجر البلاد نحو مواجهة , لا يمكن أن تنتهي إلا بنصرة الشعب على الفاسدين ، هل ستوصلوننا إلى هذه المرحلة ؟! فلتتحملوا المسؤولية إن كنتم بهذا المستوى ، وسيعلن الشعب بقوة السيطرة على أوكار الفاسدين ومحاكمتهم , لان الشعب مصدر السلطات والعدالة ، وليس مصدرا للفساد والقذارة , فالطبع تحت الروح لا يروح حتى تروح وتنتهي المأساة .
لنفكر بذلك , الصحافة هي الصورة المشرقة لأي بلد في هذا العالم ، والإعلام الحُر هو الذي يحافظ على استمرار التواصل بين عناصر الدولة ومكونات الشعب ، والسير باتجاه نحو الجديد من العلوم والمعرفة ، ومأسسة الدولة , وتطبيق القانون على كل المكونات , من رأس الهرم حتى مصدر السلطات الرئيس , صاحب الحق والقرار (الشعب ) , فالإصلاح هو ضالتنا التي نبحث عنها ، والسبب أننا عشنا طويلا تحت سوط الجلاد الذي ما فتئ إلا أن يكون عدوا للأمة وعدوا للأرض وأحرارها ، يمارس كل أنواع الفساد لا يتورع عن ذلك ، لأن معادلة البناء والهدم قد ارتبطت بزاوية النفعية لا الرعاية والعدالة.
يجب إيقاف هذه المهازل ، والقرارات التي تجرّ لطريق مظلم ليس من صالح أحد الاستمرار به ، وأن الطريق نحو الإصلاح , أنْ يُقصي الملك البطانة التي حوله , من مقربين جدا , ومقربين نفعيين أيضا , والسبب أنهم ألفوا فساد الدولة , وهم أكثر الناس انقلابا عليه حين تثور الطلقة الأولى , فوقتها لا يخدمون أنفسهم ولا يستطيعون أن يقدموا المساعدة من حماية ونصح وما أشبهُ بذلك .
والآن سأكتفي في هذه الحلقة أن أبعث رسالة للملك , أن الأردن يُقاد من نفعيين , يُسيّر من خلال المال والمؤامرة , وأحسبهم الخونة المأجورين من تيارات خارجية , هدفهم الإطاحة بكم , وبنسيج وطني حر , لم يكن يوما يكره أحدا , ولم يألف الجلوس في زوايا العمالة والبيع وغضب الرب- هم فاسدون ومفسدون , أسماءهم كتبت من على لافتات , نريد محاكمتهم , وعودة الحقوق إلى الشعب الأبي الذي لن ينحني إلا لله ، ولن يعود كما كان في السابق صامتا ، تجره أذيال الخيبة في إعادة حق سلب منه عنوة دون احترام لكرامته ووجوده , وفي الحلقات القادمة سأتحدث عما يجري داخل الدائرة من هموم تعتري الوطن والمواطن .