زاد الاردن الاخباري -
في سكناته وحركاته وإيماءاته الخفيفة، كان فؤاد المهندس قادرًا على إضحاك جمهوره، وكان ظهوره على المسرح كفيلًا برسم البسمة على الوجوه.
وطوال حياته التي امتدت 82 عامًا، ظل فؤاد المهندس مخلصًا للمسرح، ويقول في حديث تليفزيوني إنه يعشق التمثيل على المسرح وحوله ديكورات فاخرة، ويفضل أن يكون مسرحه نشطًا وبعيدًا عن الإسفاف.
في أواخر أيامه، أمره الطبيب بالابتعاد عن المسرح فامتثل للأمر لأنه لم يشأ الظهور على الخشبة دون المتسوى الذي يستحقه الجمهور، وكان يرفض العمل بالدراما لغلبة الأعمال التي تركز على الربح المادي.
وتحل اليوم الذكرى الـ17 لوفاة مهندس الضحكة وملك الانبساط، فهو مواليد 6 سبتمبر/أيلول 1924، نشأ وترعرع في أسرة متوسطة لأب خفيف الظل وعالم في اللغة العربية وأم بسيطة كل مهمتها رعاية أسرتها.
ذكرى وفاة فؤاد المهندس ورث فؤاد المهندس حب الفن عن والده، وعندما التحق بكلية التجارة قرر الانضمام لفرقة التمثيل، ونجح في لفت الأنظار إليه بسبب حضوره القوي وقدرته على التوحد مع الشخصيات في كل عروضه المسرحية.
في حفل زفاف شقيقته صفية المهندس على الإعلامي بابا شارو، حضر نجيب الريحاني بدعوة من العريس، وظل "المهندس" ملازمًا لظله طوال العرس، حتى نهره: "يا ابني حرام عليك.. مش عارف أتنفس منك".
والتقى المهندس نجيب الريحاني، وطلب منه لاحقًا الانضمام إلى فرقته المسرحية، ووافق الريحاني لكنه لم يساعده كثيرًا، وهو ما دفع المهندس لوصفه بـ"الفنان الأناني" في الكثير من حواراته وأحاديثه التليفزيونية.
بعدها، انتقل المهندس إلى فرقة "ساعة لقلبك"، وكانت بوابته إلى الشهرة وعالم البطولة المطلقة، فكان البطل في العديد من عروض الفرقة مثل "أنا وهو وهي"، "سيدتي الجميلة"، "السكرتير الفني" و"أنا فين وأنت فين".
ومن المسرح، أطل المهندس على شاشة السينما، وقدم نحو 70 فيلما، أبرزها: "التلميذة"، "عائلة زيزي"، "أخطر رجل في العالم"، "موعد مع الماضي"، كما قدم العديد من الأدوار التراجيدية المهمة في التلفزيون.
فؤاد المهندس وشويكار عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية، أحب المهندس جارته في حي العباسية عفت السرجاني، وظل يحبها 5 سنوات حتى أنهى دراسته بكلية التجارة وحصلت هي على ليسانس الآداب فطلب من أبيه أن يتزوج منها.
وكانت السيدة عفت من أشد المؤمنين بموهبته وطاقته التمثيلية المتفجرة، ولكن زواجهما لم يستمر أكثر من 15 عاما، ووقع الانفصال بينهما بسبب "غيرتها الشديدة"، وأثمر هذا الزواج عن ولدين هما "أحمد ومحمد".
ونشأت قصة حب بين المهندس وشويكار، وظهرا لأول مرة معًا في مسرحية "السكرتير الفني"، وخلال مسرحية "أنا وهو وهي" خرج المهندس عن النص لأول مرة: "تتجوزيني يا بسكويتة" وتزوجا عام 1963.
وفي عام 1965، وقعت خلافات بين المهندس وشويكار، وعاد على أثرها إلى زوجته الأولى السيدة عفت، وتدخل وسطاء للصلح، فعاد إلى شويكار مرة أخرى، تاركا في حياة عفّت علامة استفهام كبيرة وطعنة دامية.
ورفعت عفت قضية نفقة على المهندس، وأمام ثورة غضبه رفض الدفع، وقال حينها: "سأترك عفت زوجتي وأم أولادي لتدخلني السجن". وبعد زواج 20 عامًا، شاءت الأقدار أن ينفصل المهندس عن شويكار عام 1983.
وقال المهندس في مقابلة تلفزيونية مع صفاء أبوالسعود: "تركت منزل شويكار بعدما فاض الكيل، وشعرت أن ربنا لا يريد أن أستكمل حياتي معها، وخرجت من منزلها بحقيبة ملابسي عازما على عدم العودة مرة أخرى".