يا حسرتكوا ان كاني عودة اللة
في التراث الشعبي الرمثاوي وهو غني بالادب والشعروالاغاني والموسيقى والرقص الشعبي (الدبكة ) والفنون وقصص البطولة , قصة تداولها الناس وفيها دلالات على فقدان المصداقية والثقة بمن يطلق الاكاذيب والوعود , تقول القصة : كان الاهالي يرسلون اغنامهم مع عودة اللة الي المراعي المجاورة فجر كل صباح ليعود مساء كل يوم ويعيدها لاصحابها بخير حال واستمر الامر هكذا لامد طويل
نظرا لثقتهم بعودة اللة وبامانتة وحنكتة واصولة الطيبة وباخلاصة الشديد وتعلق الاغنام وطاعتها لة , استمر الامر على هذا الحال واطمان الجميع لعودة اللة ولعنايتة بمصدر قوتهم ورزقهم .
في يوم شعر فية عودة اللة بالملل الشديد واختار ان يُذهب مللة بمداعبة اهل القرية فصعد على قمة تل مشرفة على القرية واخذ بالصياح والعويل مدعيا ان الذئاب تهاجمة وتهاجم اغنامهم داعيا اهل القرية لانقاذة وانقاذ اغنامهم , فهب اهل القرية لنجدة عودة اللة وانقاذ اغنامهم مصطحبين ما تيسر من ادوات ومعدات ليستخدموها في الذود عن اغنامهم وعند وصولهم لم يجدوا الذئاب , وعند سؤالة عن الذئاب اجابهم اطمانوا فلا يوجد ذئاب وانها كانت مجرد دعابة لتذهب مللة والغنم بخير . استآوا من دعابتة السمجة وانصرفوا وهم يتمتمون ويرددون عبارات الغيض .
في اليوم التالي اصطحب عودة اللة الاغنام وانصرف الى المراعي يؤدي واجبة كالمعتاد , لكنة في المساء اصيب بالملل ولم يجد بدا من معاودة الكرة فصعد الى التلة واخذ في الصراخ والعويل مكررا اعاءات الامس ولم يتردد اهل القرية فهبوا لنجدتة اذ ان الامر لايحتمل التردد فهو يتعلق بمصدر رزقهم , وحين وصولهم سالوة عن الذئاب : اجابهم كالامس بانها ايضا كانت دعابة وبان مللة هو السبب في ادعاءة . انصرف الجميع وهم في قمة غيظهم يكيلون الشتائم لعودة اللة .
مضت بضعة ايام وكان عودة اللة في المراعي يقوم بواجبة عندما داهمة قطيع من الذئاب الجائعة واخذ بالتهام اغنامة اصيب عودة اللة بالهلع وصعد لاعلى التلة واخذ بالصراخ ومناداة اهل القرية لانقاذة لكنهم لم يستجيبوا فلم تعد تنطلي عليهم دعاباتة السخيفة المرهقة والمرعبة , الامر الذي مكن الذآب من الاجهاز على قطيعة كاملا .
اصيب عودة اللة بالذهول وهو يري اشلاء قطيعة متناثرة والدماء تنتشر في السهل وهو يعلم بان هذة المجزرة قد ا جهزت على مصدر الرزق الوحيد لاهل القرية , واي كارثة حلت بهم , وعند حلول المساء مضى عودة اللة الى القرية يجر اذيال الخيبة , مذهولا فاقدا لادراكة , وحين وصولة للقرية قابلة عدد من الاهالي فسالهم وهو مذهول : اتد رون اين عودة اللة ؟ اجابوة وهم يقهقهون بانة هو عودة اللة ! لكنه كرر السؤال مرات ومرات وهو يتلقى نفس الاجابة . واقسموا لة بانة هو عودة اللة . اجاب اذا انا انا هو عودة اللة ؟ قالوا نعم . صرخ بهم فزعا : ياحسرتكوا ان كاني عودة اللة يا حسرتكوا ان كاني عودة اللة يا حسرتكوا ان كاني عودة اللة ضاعت الغنمات .
يا حسرة الاردنيين ان كان من يطلق الوعود بالحريات والقضاء على الفساد وبالديمقراطية والاصلاح والحياة الافضل هم عودة اللة ! !؟ ضاع الاردن .