لكل معرفة ظلال وعناوين كما لكل علوم ظواهر وبواطن منها ما هو معلوم ويمكن تقديمه للعموم وآخر ما هو مختزل والتي تُعرف بعلوم أهل الخصوص وهي علوم تعرف بأسرار العلوم الكونية التي يعرفها الخاصة وليست متاحة للعامة حيث كانت تندرج في مكتبة الحكمة في بغداد تحت مسمى (كله سر ) وهي علوم الخيمياء القادرة على تحويل المعدن من مكانة إلى منزلة وعلم السيمياء وهو علم الخيالات والتصرف بالقوة الخيالية والذي يقوم على الدعاء في أوقات معلومة، وعلم الليمياء والذي يقوم على دمج العوالم العُليا بالسفلى، وعلم الهيمياء الذي يقوم على تسخير الروحانيات وعلم الكواكب ومنازل النجوم وعلم الريمياء وهو علم معرفة الجواهر الأرضية ...
وأما مدار حديثنا فإنه يقوم على علم الخمياء وهو العلم القادر على تحويل المعدن الخسيس إلى معدن نفيس وتحويل البيئة المحيطة من منطلق ذاتي ليكون منظوره سحر الرؤية وبيان تكوين البصر وهو العلم الذي كان قد تميز به الوزير "قارون" في زمن فرعون وسيدنا موسى عليه السلام ..
ولأن علم الخيمياء يعتبر مصدر معرفي لقوانين هرمس السبعة فإنه يعتبر من العلوم الخاصة التي تقوم على، أولاً العقلانية المتصلة مع العقل الكوني وثانياً على قانون المطابقة أو متوالية المنفعة وثالثاً على قانون الاهتزاز والحركة الدائمة الباعثة للطاقة الإتصال ورابعاً على قانون الازدواجية المبني على التضاد الموجب لغايات الاستمرارية والاستدامة وخامساٌ على قانون التناغم بين الأخذ والعطاء، بين الشهيق والزفير، وسادساً على قانون السبب والنتيجة بين التجريد والتشخيص وسابعاً على قانون الجنس المبني على التضاد بين الطاقة الطبيعية الذكورية والأنثوية لاكتمال بناء الذات عبر تكامل الأجناس ...
وهي القوانين التي تقوم عليها أسرار المعرفة في العلوم الإنسانية والتي جزءاً منها القوانين الذهنية التي تعتبر أن كل ما تراه في المحيط وهو جزء من المحتويات الذهني الذاتي الذي يمكن التحكم به من باب الطاقة الذاتية الكامنة إذا تم الإستدلال على معادلة تحويل المسارات إلى مصائر وهي علوم كانت حاضرة منذ مهد الحضارة الإنسانية والتي بلغ أوجهها في مكتبة بغداد وبرز معانيها فى العهد الأندلسي الذي كون حالة معرفية مبنية على منطوق الصوت وخاصية المكان فى حاضنة الزمن ...
وهي ذات العلوم التي يقوم عليها العلم الحديث في الصناعية المعرفية "الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي والكيمتريل المناخية وفضاءات هارب الاهتزازية " لكن ذلك يأتي ضمن منهجية مختلفة في مسارات العلوم الخاصة وهي العلوم التي تقوم على الأبعاد الأربعة في التجريد وتعمل من واقع محددات تشخيصية قادرة على الإنتقال بالبشرية من طور المشاهدة إلى أطوار من المعايشة الرقمية ....
فهل أعادة البشرية لعلوم الخيمياء مكانتها في العلوم الإنسانية ضمن محتوى تجريدي يقوم على الحركات الموجية التجسيدية !؟ وهو السؤال الذي كان في خزائن مكتبة الحكمة في باب كله سر !! كما سيبقى سؤال ينتظر أن تجيب عنه الأمواج غير المرئية الصناعة المعرفية كلما إزداد عمق تأثيرها في المحتوى الإنساني الحديث ....وهذا ما يقوم على تناوله كتابي الجديد الذي يحمل. عنوان الصناعة المعرفية والأدب المعرفي.