كتب ماجد القرعان - معاناة سكان محافظة الطفيلة شأنهم شأن غالبية سكان الأطراف في المملكة لا تتوقف عند افتقارها للمشاريع التنموية ليخرج أهلها من حالة اليأس والنظرة السوداوية لمستقبل ابنائهم وهي التي أكد جلالة الملك في توجيهاته للحكومات المتعاقبة بضرورة شمولها بخطط التنمية المستدامة لتنفيذ المشروعات وفقا لخصائصها ومواردها وميزاتها الإستثمارية بل يعانون ايضا من تجاهل استدامة وتطور مشاريع قائمة كما هو الحال بالنسبة لأول جامعة تقنية في المملكة ( الطفيلة التقنية ) التي انشئت بناء على أمر ملكي اصدره جلالة الملك عبد الله الثاني في عام 2005 لتكون باكورة لتنمية شاملة في الجوانب المختلفة ...
استوقفني بالأمس قائمة توزيع القبولات على الجامعات الحكومية وكانت حصة هذه الجامعة الأدنى بين الجامعات الرسمية اذ خصص لها ( 1300 ) مقعدا في كافة التخصصات تشكل ما نسبته 3.30 % من مجموع القبولات التي بلغت 39397 مقعدا .
منذ نشأتها وحتى الآن ما زالت هذه الجامعة تفتقر لموارد ثابته غير دخلها من القبولات لكن هيهات ان تستطيع ذلك في ظل مديونية قائمة عليها تصل الى 22 مليون دينار وحصة يسيرة من القبولات وفقا لتقديرات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كما هو الأمر هذا العام وما سبق من سنوات ودعم حكومي لم يتجاوز 3 ملايين دينار في افضل السنوات والذي بالكاد يكفي لتغطية نفقاتها التشغيلية ومن ضمنها راوتب العاملين فيها فيما جامعات رسمية بمحافظات اخرى حظيت ولا زالت تحظى بالرعاية الحكومية ومن ضمنه حجم مخصصات الدعم السنوي وشطب مديونياتها والذي هو بفضل الحضور الفاعل لأبناء تلك المحافظات من وزراء ونواب وأعيان وعدم استناد الجهات الرسمية على اسس ومعايير شفافة وواضحة في توزيع المكتسبات الوطنية ... لكن محافظة الطفيلة قد تكون حالة نادرة لأنه لا بواكي لها حتى من بين ابنائها في مواقع صنع القرار .
في أمر القبولات أبلغني الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي الزميل مهند الخطيب ان مجلس التعليم العالي يقرر عدد محدد للقبول في كل جامعة وفقا للطاقات الاستيعابية كما تنسب هيئة الاعتماد وان لا علاقة للوزارة والقبول الموحد بضعف الإقبال للدراسة فيها .
ويضيف ان هذا أمر يعتمد على خيارات الطلبة أنفسهم ورغباتهم ولايمكن للوزارة التدخل أو التاثير بذلك مشيرا الى ان الوزارة تُخصص سنويا الاف المنح الكاملة مع رواتب شهرية لكل طالب خريج مدرسة في الشمال والوسط يتم قبولهم في جامعتي الطفيلة أو الحسين بن طلال بهدف تشجيع الطلبة وخدمة الجامعة لكن الإقبال ما زال ضعيفا .
رد الزميل الخطيب في شأن القبولات موضوعي ومنطقي في ضوء النهج المعمول به منذ سنوات ولكن لا يجب تحميل الجامعات في الأطراف مسؤولية هذا العزوف واعتقد جازما ان الأمر يستوجب ايعاز الحكومة بدراسة هذه المشكلة لايجاد الحلول المناسبة كأن تنفرد بتخصصات يحتاجها سوق العمل وشطب مديونياتها وزيادة الدعم الحكومي السنوي .
معاناة أهل المحافظة الهاشمية من واقع المشاريع القائمة والتي سأتناولها لاحقا لا يتوقف عند أحوال الجامعة التنقية بل ايضا مشاريع أخرى كحمامات عفرا المعدنية التي تشتهر مياهها الحارة بخصائص علاجية قل مثيلها على مستوى العالم ومشاريع طاقة الرياح لمستثمرين يتجاهلون مسؤولياتهم المجتمعية وكذلك واقع الإستثمار الخجول في محمية ضانا والمناطق المحيطة بها وحلم اهلها في استثمار مكنوزها من الموارد الطبيعية كالنحاس والذهب واليورانيوم وكذلك في واقع حال مدينتها الصناعية التي تم الإحتفال بوضع حجر اساسها ثلاث مرات وكانت المرة الأولى في عهد حكومة الدكتور معروف البخيت حيث واقع محزن .