طوقان : العالم العربي غاب او غيب عن الطاقة النووية ولا بديل اردنيا وعربيا عنها

زاد الاردن الاخباري -

استحضر رئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان تجربتي مصر والعراق واخفاقهما في مجال استخدام الطاقة النووية، بينما تسنى لدول مثل الصين والهند وكوريا دخول عالم الذرة في استخداماتها المتعددة، في حين غاب عن المشهد العالم العربي او غُيِّب.

وقال طوقان ان الطاقة النووية باتت خيارا استراتيجيا لتلبية احتياجات الأردن من الكهرباء في المستقبل في ظل الموارد المحدودة من مصادر الطاقة وعدم استقرار اسعارها والازمات والحروب التي عصفت بالمنطقة العربية.

وأضاف طوقان في محاضرة القاها في جمعية الشوؤن الدولية مساء أمس بعنوان (الطاقة النووية طاقة المستقبل في الاردن )، أنه وانطلاقاً من الرؤية الحكيمة للقيادة الهاشمية لبناء اقتصاد قوي ومتين يواكب العصر على غير صعيد، خصوصا في عدم الاعتماد على مصدر واحد للطاقة وعدم تكرار ماحصل في الماضي حيث تعرض الاردن غير مرة لصدمات نفطية، كان لا بد من التوجه إلى البرنامج النووي السلمي لتأمين وتنويع مصادر الاحتياجات المستقبلية المتزايدة للمملكة من الطاقة .

وأضاف أن العالم يعيش بما يطلق عليه حاليا الانبعاث النووي، وهناك 43 دولة تخطط للدخول في مجال الطاقة النووية، والاردن والعالم العربي يجب ان يكونا ضمن هذا الركب، معتبرا ان "هذه فرصتنا التي تخلفنا عنها ما يقارب خمسين عاما، فالعالم العربي غاب وغيب عن دخول العصر النووي" .

وقال طوقان اذا قارنا دولا عربية في فترة الخمسينات والستينات مثل مصر والعراق ومالديها من برامج علمية كان من الممكن لها ان تدخل المجال النووي في الوقت التي كانت بعض الدول مثل الهند والصين وكوريا بعيدة كل البعد عن هذا المجال وأصبحت الآن من الدول النووية ، والآن هناك فرصة للعالم العربي ضمن المعطيات الدولية الحالية ان تعود مرة اخرى وتدخل هذا الركب وتسير ضمن القواعد الدولية وضمن المنظومة العالمية التي بدأت تدرك ان العالم يجب ان يبحث عن مصادر جديدة للطاقة.

واشار طوقان الى ان العالم خلال العقد الماضي بدأ يعيش أزمة طاقة بكل معنى الكلمة ارتبطت بأسعار النفط والغاز نتيجة الازمات والحروب والصراعات التي تخوضها الدول الكبرى في سعيها للسيطرة على مصادر الطاقة .

ولفت طوقان الى ان مستقبل دول عربية عديدة تغير رأسا على عقب نتيجة وجود النفط سواء كان سلبا أو ايجابا، في الوقت الذي كان يجب ان ينعكس هذا ايجابا على نهوض ودخول هذه الدول القرن 21 بقوة، وان تكون مصدرا وركيزة اساسيا للتحديث .

واوضح أن العالم يعيش هذه الايام حقبة كل مؤشراتها تشير الى نهاية العصر النفطي، اذ ان عصر النفط الرخيص والسهل انتهى، لان العالم استهلك ويستهلك النفط بسرعة كبيرة فاقت قدرة واحتياطات النفط.

وقال "نجد دولاً عديدة سواء في العالم الصناعي أو في العالم النامي مثل الهند والصين وكوريا وهي الدول الصاعدة الآن قد بدأت بالبحث عن مصادر جديدة وبديلة للطاقة للخروج من الاعتماد الكلي على مصدر النفط والغاز ، وبالتأكيد فأن الطاقة النووية هي أحد الاركان الاساسية التي سيعتمد عليها العالم في المستقبل" .

وأضاف طوقان ان الدراسات العلمية تشير الى ان القرن 21 سيكون قرن الانشطار النووي وهو القرن التي ستعبر فيه البشرية الى القرن 22 الذي يعتقد انه سيكون قرن الاندماج النووي ، وحتى الطاقة الشمسية هي طاقة نووية اندماجية وهي اساسا تفاعلات نووية اندماجية والعمل على الطاقة الشمسية، وادخالها بصورة كبيرة سيعتمد بشكل كبير على التقدم الذي سينبثق عن الابحاث العلمية في مجال الطاقة النووية .

وحول البرنامج النووي الاردني قال طوقان، ان الأردن يحظى بمخزون اقتصادي وفير من خام اليورانيوم والموجود علي مستوى سطح الارض مما سيقلل من تكلفة انتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية، لافتا الى أن الهيئة بدأت وضع خطط تنفيذية تضمن العمل على استغلال واستثمار خامات اليورانيوم الأردني مع ثماني شركات عالمية من ثماني دول، حيث تم انشاء الشركة الاردنية لمصادر الطاقة وهو ائتلاف مع شركة اريفا الفرنسية، وستشهد الفترة القريبة جدا توقيع عدة اتفاقيات مع شركات عالمية منها اتفاقية مع الولايات المتحدة الاميركية تم توقيعها بالاحرف الاولى .

وبين طوقان أنه تم البدء بالدراسات المتعلقة بإنشاء مفاعلات الطاقة النووية بما يتفق مع المعايير الدولية للأمن والأمان وضمن الشروط والحقوق الواردة في الاتفاقية الدولية للحد من الانتشار النووي التي وقعها الاردن العام 1978 والبروتوكول المكمل للاتفاقية العام 1998 ، وتم البدء كذلك بإعداد برامج تمهيدية لبناء وتطوير القدرات والكفاءات للكوادر البشرية الأردنية في العلوم والتكنولوجيا النووية .

وردا على سؤال في ما يتعلق بحقوق الاردن في مجالات البحث والتطوير وتخصيب اليورانيوم في ضوء تعدد اتفاقيات التعاون في هذا المجال، ومنها اتفاقية التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، أكد طوقان عزم الأردن الاعتماد على أكثر من مصدر في الأسواق العالمية لخدمات الوقود النووي دون المس بحقوقه في التطوير والتخصيب و البحث والإنتاج واستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، استناداً إلى المادة الرابعة من معاهدة الحد من الانتشار والتي تنص على حفظ حقوق جميع الأطراف الموقعة عليها دون تمييز وبحرية وشفافية كاملة وتحت اشراف وكالة الطاقة النووية الدولية .


بترا