زاد الاردن الاخباري -
كتب أ. د. وليد المعاني - هل يعقل ان يجري جدل على فوائد المطاعيم في هذا العصر؟ الا يذكر الناس كيف كان شلل الاطفال يفتك وكانت الحصبة تقتل وكان السل يقتل؟.
الا يذكرون كيف قام هذا البلد بحملات التطعيم الوطنية ليحمي ابناءنا من هذه الامراض؟ فلم نعد نسمع ببعضها حتى خلنا انها انقرضت.
ثم يأتي من يبدأ ببث السموم في عقول الناس، وتفتح المنابر الاعلامية له ولهم، وتشتعل مواقع التراشق الاجتماعي بالمؤيدين للخراب.
المنظمات العالمية اجازت واصدرت قرارتها ووصفت المطاعيم بتعابير لا يفهم معناها الا من يعرف في الصيدلة وعلم الادوية والامراض المعدية. تعابير تعني " انه لاداعي لفحص هذه المطاعيم مجددا، فقد تم ذلك سابقا".
بعد ذلك ينقضون على الشركات الصانعة وهي كبرى الشركات التي تصنع اكثر من نصف مطاعيم العالم، (وقد أشترينا منها سابقا نفس المطاعيم واعطيناها لأبنائنا دون مشاكل)، ويقولون ان صناعة الهند غير جيدة وهي التي ارسلت اقمارا للفضاء وحلقت في اقتصاد العالم وسيطرت على التكنولوجيا فيه.
ثم ندخل في اسم المطعوم هل هو من ثلاثة حروف ام اثنان؟ فهم لايريدون مطعوم الحرفين ولكنهم يريدون مطعوم الثلاثة حروف، وهم لايعرفون ان مطعوم الثلاثة حروف هو مطعوم ثلاثي ضد ثلاثة امراض، ومطعوم الحرفين هو مطعوم ثنائي ضد مرضين. لم نرد التطعيم ضد المرض الثالث (مرض النكاف)، فهو لا يمثل مشكلة آنية ولكننا نريد التطعيم ضد الحصبة والحصبة الالمانية .
لنتوقف عن هذا النقاش العقيم والكلام الفج، ولتتوقف عن التشكيك في مؤسساتنا وبرامجنا، ولنقم بحماية اطفالنا من الامراض القاتلة، فمنعهم من حقهم الانساني جريمة يعاقب عليها القانون ممثلا بقانون الصحة العامة.
* الكاتب وزير أسبق للصحة وللتربية والتعليم وللتعليم العالي، وأستاذ جراحة الدماغ والأعصاب في الجامعة الأردنية