نوران من تحت عرش الرحمن ( 2 )

نور خاتمة البقرة , لمطلب الايمان والايمان بما جائت به وتضمنته سورة البقرة المباركة ,فاول السورة يبين الله تعالى فيها ,اصنف الناس من مؤمن نال فلاح النور الايماني الى كافر ,نال العمى والطرش ,وبظلام القلوب,ثم الى صنف النفاق ,كما انها تبين اخبار خلق ادم ,وامتحان الشجرة ,وتبين عداوة الشيطان ووسوسته ,والهبوط من الذنوب ,وتعليم ادم الاستغفار والتوبة ,كما انها اتت باخبار بني اسرائيل ,والاقوام الاخرى وما حل بها من غذاب ,حين سمعت وعصت ,والشاهد اطلال خرابها ,فهي مقدمة لاركان الايمان للايمان ,بالسمع والطاعة ,والعمل بها حسب القدرة والاستطاعة ........
فكانت بداية خاتمة السورة الاقرار بالايمان ,امن الرسول بما انزل اليه والمؤمنون الى اخر الاية ,اقرار بما جاء من مطلب الايمان في بداية سورة البقرة ,الم ذلك الكتاب لا ريب فيه الى نهاية الاية , فعلم الله تعالى الادعية التي في الخاتمة ,كما علم ادم الاستغفار ليغفر له ذنب معصية الاكل من الشجرة المنهي عنها ....
فكانت هداية الادعية من الله تعالى في خاتمة السورة علمها للانسان ,لقبول الايمان ,ادعية من نور لها معاني ,دعاء التسامح عن النسيان والاخطاء ,دعاء طلب المغفرة ,دعاء الرجاء والاستعاذة لما حل بالاقوام السالفة ,ودعاء طلب الرحمة ,ومخاطبته تعالى بضمير الحاضر (انت مولانا ) وموالاة الله لا تكون الا للمؤمنين ,باخراجهم من الظلمات الا النور وطلب النصرة على اقوام الكفر ....................
فاتحة الكتاب فيها قبول الله تعالى , بهداية الانسان ,حين استعان به ,بقوله تعالى ولعبدي ما سئل ,لهذا علم الله تعالى كل الادعية التي جائت في خاتمة البقرة ,ادعية من نور لانها من عند الله ,يقبلها الله تعالى لانها من عنده رحمة بالعباد ,فهي ادعية مستجابة ,كما الاستغفار الذي علمه الله تعالى لادم عليه السلام ...........
لنقراء الفاتحة وخاتمة سورة البقرة ونقول صدق رسول الله ,لقضاء الحاجات ,وتيسير الاعمال ,ما يلزم الايمان الصادق ,واخلاص الاعمال لوجه الله تعالى ,ولنرحم ونعفو ,ونحسن ,فهذه انوار للقلوب للايمان وسعادة للانسان ,لنخرج الحقد والحسد والبغض والانانية فكلها امراض للقلوب وصد عن رحمة الله ,لشقاء الانسان .......
د. زيد سعد ابو جسار

---