مستوطنون يقتحمون «الاقصى» ويحرقون مسجدا في الجليل

زاد الاردن الاخباري -

اندلعت مواجهات عنيفة صباح امس بين مواطنين فلسطينيين غاضبين من قرية طوبا زنغرية في الجليل الأعلى (الشمال الفلسطيني/ في الحولة) - وبين قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي وذلك في أعقاب إحراق مسجد النور في طوبا فجر امس من قبل مجموعة من المستوطنين تسللوا خلسة الى القرية فحرقوا المسجد وقاموا بكتابة عبارات عنصرية وانتقامية منها «دفع الثمن» و «الانتقام» تلك الشعارات التي دأب المستوطنون على كتابتها انتقاما من الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأعلنت شرطة الاحتلال حالة الطوارئ في أعقاب هذه الجريمة في منطقة الشمال حيث اصطدمت بمجموعات من الشبان الغاضبين الذين أغلقوا مدخل البلدة، وحاولوا الوصول إلى مركز الشرطة في الجاعونة (مستوطنة روش بينا اليوم) بيد ان الشرطة والجيش طوقوا المنطقة ومنعوا ذلك. ورشق شبان ملثمون قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة ونددوا بحرق المسجد فيما توافدت على هذه البلدة الشخصيات الوطنية والإسلامية واعضاء من الهيئات والمؤسسات الإسلامية من كل فلسطين، فيما أعلن سكان القرية عن إضراب شامل في جميع المؤسسات والمدارس احتجاجًا على هذه الجريمة.

وقال إمام المسجد الشيخ فؤاد شحادة الزنغرية: في الثانية والنصف فجرا، شعر الأخوة أن الدخان ينتشر في القرية، ولما حضرنا رأينا المسجد محروقا عن بكرة أبيه والنيران مشتعلة بداخله، حيث حرقت المصاحف والكتب والسجاد والمنبر والمكتبة وجميع محتوياته. وأضاف: أن االشعارات العبرية والعنصرية التي كتبت على المسجد تشير إلى من يقف وراء ههذه الجريمة النكراء. وحمل محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر 1948 «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية شخصياً لتحريضه المستمر على مصادرة الاراضي وتهجير الفلسطينيين من اراضيهم».

واستنكرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل بشدة إحراق مسجد النور في قرية طوبا الزنغرية، وأكدت أنها ترى بأن هذا الحادث هو انعكاس لنهج المؤسسة الإسرائيلية التي تغذي العنصرية في الشارع الإسرائيلي، بل تقوم هي نفسها بشرعنتها وتطبيقها وحث الناس عليها.

من جهته قال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، إنه لا يمكن فصل حرق مسجد طوبا عن حرق مسجد إبطن قبل سنوات، وعن وضع القنبلة في مسجد الحج عبد الله في حي الحليصة في حيفا، وعن محاولة حرق مسجد حسن بيك في يافا وإلقاء رأس خنزير عليه، وحرق مسجد البحر في مدينة طبريا.

بدوره دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه الجريمة وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الجريمة.

واستنكرت حماس هذه الجريمة التي تدل على حالة العنصرية المتصاعدة والخطيرة داخل الكيان الصهيوني والتي تهدد الوجود الفلسطيني، والمحمية من شرطة الاحتلال وجيشه الإرهابي.

إلى ذلك، قالت «مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات» في بيان عاجل لها امس أن قوات الاحتلال قامت بتطويق حلقات مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك واعتقلت أربعة طلاب، وذلك بادعاء أنهم قاموا بالتكبير والتهليل في المسجد الأقصى المبارك كتعبير عن رفضهم لاقتحام جماعات يهودية للمسجد الأقصى المبارك. واوضحت «أن نحو 200 من المستوطنين وأفراد الجماعات اليهودية قاموا باقتحام المسجد الأقصى المبارك ما بين الساعة 7:30 للساعة 10:30، حيث اقتحموه بجماعات يتراوح عددها بين الأربعين والخميسين بحراسة شرطية مشددة وقاموا بجولة في أنحاء الأقصى المبارك رافقها محاولة لأداء شعائر دينية يهودية.

في سياق متصل أعلن عدد من الاكادميين المنتمين لليمين الاسرائيلي نيتهم اقتحام المسجد الأقصى بعد ظهر اليوم، وذلك عبر إعلان نشروه على مواقع الانترنت الخاصة بهم.

إلى ذلك، شرعت جرافات الاحتلال امس بتجريف أراض زراعية في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم واراضي قريتي بيت حنينا وشعفاط سمال القدس المحتلة ضمن مشروع بناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة ومحيطها. وافاد رئيس المجلس القروي لقرية الولجة صالح خليفة، بأن قوة كبيرة من جنود الاحتلال ترافقهم جرافات بحجم كبير اقتحموا القرية منذ الساعة الخامسة مساء، وقاموا باغلاقها بشكل محكم وسط اجراءات وتدابير امنية مكثفة. واشار خليفة الى ان الجرافات شرعت بتجريف اراض زراعية في منطقة الهدفي شمال غرب القرية، ادت حتى الان الى اعدام حوالي 100 شجرة زيتون واخرى من التين واللوزيات، لافتا ان هذا الاجراء التعسفي ياتي بهدف استكمال بناء جدار الضم العنصري.

واضاف الى ان اعمال التجريف متواصلة في اراضي القرية منذ اكثر من شهر تحديدا في منطقة عين جويزة لصالح استكمال بناء جدار الضم العنصري، محذرا في الوقت نفسه من هذه السياسة الرامية الى تهجير السكان والاستيلاء على الاراضي لاغراض استيطانية.

هذا وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس اغلاق المسجد الإبراهيمي غدا الأربعاء أمام المصلين المسلمين، لفتحه كاملا أمام المستوطنين، بحجة احتفالاتهم بما يسمونه عيد «التوبة». ومنعت سلطات الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، ثمانٍ وخمسين مرة خلال شهر أيلول الماضي، بدعوى أنه يشكّل «إزعاجًا للمستوطنين».

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن بيت لحم والخليل ونابلس ورام الله وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة.

كما أصيب فتى فلسطيني بجراح برصاص الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة. وقال الناطق الاعلامي باسم الاسعاف والطوارئ بقطاع غزة أدهم أبو سلمية ان الفتى (16) عاماً أصيب برصاصة في فخده الايسر برصاص الاحتلال عندما كان يجمع الخردة في منطقة جحر الديك جنوب شرقي مدينة غزة.