زاد الاردن الاخباري -
تلقفت وسائل اعلام دولية في مقدمتها "سي ان ان" رواية يتيمة اوردتها مراسلة اسرائيلية حول قيام حماس بـ"قطع رؤوس الاطفال"، وراحت تنسج عليها حملة تحريض واسعة ومتواصلة رغم انه تم نفيها حتى من الجيش الاسرائيلي.
قالت المراسلة نيكول زيديك التي تعمل لصالح قناة "i24" الاسرائيلية خلال مشاركتها في جولة نظمها الجيش للصحفيين في كفار عازا، وهي احدى المستوطنات التي تعرضت لهجوم مقاتلي حماس، ان جنودا اكدوا لها انهم شاهدوا "اجساد اطفال قطعت رؤوسهم".
وخلف الهجوم المباغت الذي شنته حماس السبت، وقام مقاتلوها خلاله بالعبور من قطاع غزة برا وبحرا وجوا، اكثر من 1200 قتيل في صفوف المستوطنين وجنود الجيش الاسرائيلي.
وفي منشور على منصة "اكس" شوهد ملايين المرات، كتبت زيديك "تحدثت مع بعض الجنود هنا، قالوا ان ما شاهدوه خلال تفقدهم (المستوطنات) هو جثث اطفال قطعت رؤوسهم وعائلات قتل افراها بالرصاص اثناء كانوا نياما في اسرتهم".
واضافت "نستطيع ان نرى هؤلاء الجنود الان وهم يعزون بعضهم البعض".
كما تم تصويرها وهي تتحدث مع نائب قائد الوحدة 71 ديفيد بن زيون، والذي وصف مقاتلي حركة حماس بانهم "عدوانيون" و"سيئون جدا".
وقال "انهم يقطعون الرؤوس.. رؤوس الاطفال والنساء".
وفي بث مباشر قالت زيديك ان "40 طفلا اخرجوا على نقالات"، ومن هنا جاء الرقم 40 الذي تم تداوله على نطاق واسع.
"سي ان ان" تقود الجوقة
تلقفت "سي ان ان" التي اعلنت منذ الاول للحرب انحيازها التام لاسرائيل ما ذكرته زيديك، وراحت تستفتي عشرات المسؤولين الاسرائيليين والاميركيين طالبة منهم التعليق على "الجريمة الفظيعة والارهابية" التي ارتكبتها حماس.
تجاهلت القناة الشهيرة احد اهم مبادئها التي تتباهى بها حول التدقيق في مصداقية الاخبار التي تنشرها، وذلك في سلوك غير مسبوق، اللهم سوى في حالة انحيازها لاوكرانيا في الحرب الدائرة مع روسيا.
بل وحتى ان مراسليها وصحفييها ومذيعيها شوهدوا في العديد من اللقطات الحية وهم ينتحبون ويبكون لدى سماعهم بامر قطع رؤوس الاطفال!، ومن هنا تدجرحت كرة الثلج خصوصا بعدما تلقفت المحطات الاميركية الاخرى القصة باعتبارها حقيقة مسلما بها.
وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز مساء الثلاثاء، قال وزير الاقتصاد الاسرائيلي نير بركات مرددا نفس المزاعم "راينا الان.. سمعنا ان 40 ولدا صغيرا بعضهم دفنوا احياء، وبعضهم قطعت رؤوسهم، وبعضهم قتلوا برصاصات في الراس".
وقالت قناة "سي بي اس" الاربعاء، ان يوسي لانداو، رئيس العمليات في منظمة زاكا للبحث والانقاذ التطوعية، اكد لها انه "راى بنفسه" بالغين واطفالا مقطوعي الرؤوس.
الجيش الاسرائيلي ينفي
وحين طلبت وسائل اعلام من بينها قناة "سكاي نيوز" البريطانية من الجيش الاسرائيلي التعليق على ما ذكرته زيديك حول قطع رؤوس 40 طفلا، جاء الرد التالي "لا نستطيع تاكيد اعداد (القتلى). ما حدث في كيبوتس كفارعزة مجزرة تم خلاله قتل نساء واولاد واطفال ومسنون بوحشية على طريقة داعش".
واستدرك قائلا ان التقارير حول عمليات قطع الرؤوس "لم تتاكد".
وفي سياق متصل، اكد المصور الصحافي الإسرائيلي أورين زيف، والذي شارك في الجولة التي نظمها الجيش، انه لم يشاهد اي دليل على الادعاءات حول قطع الرؤوس.
واضاف في منشور على منصة "اكس"، انه سمح للصحافيين بالتحدث مع الجنود خلال الجولة دون رقابة، ولم يؤكد اي منهما هذه المزاعم.
واكد ايضا ان الجنود الذي تحدث معهم شخصيا في مستوطنة كفار عازاة لم يذكروا شيئا عن قطع رؤوس الاطفال.
وتوقع زيف ان تقوم اسرائيل باستخدام هذه المزاعم لتبرير تصعيد قصفها على غزة، وكذلك الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين هناك.