بقلم المهندس مدحت الخطيب - ذات يوم، قال جوزيف غوبلز، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، فذاع صيته إعلاميا وانتشر، اليوم وفي حرب غزة سُحب البساط من تحت أقدام جوزيف المسكين، وألقيت مقولته في غيابة الجب لا بل أصبحت قديمة بالية مستهلكة وبائدة هي وصاحبها، بعد أن تربع صاحب أفلام الكاوبوي والاكشن (النتن ياهو) عقيد الكذابين وعميدهم على حكم دولة الكيان، هذا المجرم (بوق القتل والدمار، دجال هذا القرن وقاتل الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ، راعي العهر الصهيوني المتطرف بلا منازع) ، هذا المجرم المتعطش للدم والقتل والدمار، صانع إرهابيي العالم وقائدهم والوجه الأقبح على الإطلاق لكل المستبدين والقتلة والمجرمين.
اليوم ولكي يُغطي هذا المجرم على إخفاقاته السياسية والعسكرية نَجده يتستر خلف الكذب الإعلامي ،يؤلف القصص والحكايات ويسوقها إلى العالم المخدوع، خرج علينا يتبجح ويخدع العالم بكلمات كاذبة وصور مفبركة عن قتل أطفال يهود بأيادي أبطال غزة الصامدة المقاومة صانعةالمجد وعنوان الكبرياء لأمتنا ولكل أحرار العالم.
ويصور ما حدث على أنه إجرام ويوهم العالم وقادته للأسف بذلك، ولكن الله كاشف سره ومكره وهو على ذلك لقدير...
ما يدهشنا جميعا أن تنساق هذه الدول كالقطيع لروايته الكاذبة وأن تنجر دون تحقق خلف ذلك، هذه الدول التي تدعي الديمقراطية وحرية العيش والتعبير واحترام الآخر وحقوق الإنسان...
للأسف الشديد في الأحداث الأخيرة على غزة تكشف لنا الوجه القاسي والحقيقي للكثير من هذه الدول وما يتبع لها من محطات للإعلام ونشر الأخبار، هذه الصحف والقنوات والتي لطالما خُدعنا بها لسنوات وسنوات واشغلتنا -ليل نهار- وهي تحدثنا عن المهنية والحيادية ونقل الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان ومهما كلفها الأمر...
اليوم تكشفت الحقيقة وأزيح اللجام وتمزق، إذ لم يعد غريبا عليها حتى تغيير الصور، وتبديل الملامح، واختلاق أخبار كاذبة ودعم هذا المجرم لا بل وفبركة الأخبار ومنتجة الأفلام لبثها واستخدام الذكاء الاصطناعي لذلك من أجل إقناع الآخرين بالرواية الصهيونية الكاذبة التي لا تنطوي على أحد...
في معمعة ما يحدث احتل جزء من الإعلام الغربي وهو الأوسع والأكثر انتشارا موقع المدافع عن هذه الرواية ، وقصر الإعلام العربي والإعلام الحر في كشف الحقائق وهنا يسجل لعدد من القنوات العربية والعالمية الأصيلة موقفا يحترم ومنها، وكالة رويترز للأنباء حيث قتل أحد مصوريها جنوبي لبنان دون سبب إلا أنه يحاول أن ينقل الحقيقة، وكذلك قناة الجزيرة وقناة المملكة والميادين، وTRT، وروسيا اليوم وغيرهم...
والتساؤل الذي يتوقف عنده الجميع هو إلى أي مدى يمكن للرأي العام في الغرب أن يمرر عمليات التسويغ تلك، ويقبل إغلاق ملف قتل الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ بالسرعة التي يأملها السياسيون في هذه البلدان بعد كشف زيفهم....
اليوم وبعد أن تكشفت الكذبة الرسمية لدولة الكيان هل يجدي الإنكار والنفي نفعا؟
وهل ينفذ المتهم بجلده ؟؟
وهل للقانون الدولي أي وجود بإحقاق الحق والقصاص من القاتل ومحاسبته؟؟؟؟
بعد هذا الإجرام، هل يفيد الكذب مجددا ؟؟
وهل هنالك طريق يتمكن من خلالها في إخفاء الحقائق إلى الأبد؟
أم أن القول المأثور «لا يصح إلا الصحيح» هو الغالب ومهما طال الخداع...
في الختام أقول تحدث المفكر الفرنسي باسكال بونيفاس في كتابه ذائع الصيت (المثقفون المزيفون) وهو بالمناسبة حاصل على دكتوراه في القانون الدولي العام من معهد الدراسات السياسية، تطرق بإطناب عما أسماه ظاهرة (صناعة خبراء الكذب) في أروقة الإعلام بطرق ممنهجة، وعن استحواذ هؤلاء، المدعومين بلوبيات مؤسسات الإعلام، على كافة المنابر لعرض آراء معينة مخطط لها من قبل. ورغم أن المفكر الفرنسي قد تحدث في كتابه عن الحالة الفرنسية إلا أنه يدرك أن تعميم ما يقوله على بقية الدول لا مفر منه...
لذلك وجب علينا كعرب وأصحاب حق عدم الانجرار خلف الرواية الصهيونية الكاذبة وعدم الاستماع للكثير من المحللين المخادعين والسير خلف رواياتهم، علينا فقط الوقوف نحن وأحرار العالم مع المستضعفين في غزة ونقل الحقيقة كما هي ولو بالكلمة أو الصورة الصامته وهذا أضعف الإيمان..