ممثل قطاع الكهرباء يحذر من الاستخدام الداخلي لمدفأة "الشموسة" ويكشف حجم الإنتاج السنوي
الجغبير: مدفأة "الشموسة" تُجمع محلياً وملف المنشأ قيد البحث
شقيق الضحية يروي مأساة "الشموسة": وفاة عائلة كاملة داخل غرفة غير مغلقة
اتفاقية لتركيب أنظمة تسخين شمسي في 33 مستشفى حكومي
الأردن والأمم المتحدة عقود من الشراكة الداعمة لفلسطين والقدس
رباع الأمن العام "صهيب الفرارجة" يحصد برونزية بطولة (UMWF) الكبرى للماسترز
الذكرى 40 لوفاة القاضي إبراهيم الطراونة
حسان يوجِّه باتِّخاذ الإجراءات لوقف بيع المدافئ المتسببة بحالات الوفاة والاختناق
واشنطن بوست: إلغاء مراسم منح الجنسية الأميركية عقاب جماعي يضر بسمعة البلاد
مجلس الأعمال العراقي: الأردن بوابة العبور الآمن للسوق العراقية
السفير الأميركي يواصل جولاته المكوكية بين الوزارات الأردنية
لجنة الطاقة النيابية تغلق اجتماع ملف المدافئ غير الآمنة
ارتفاع كميات الإنتاج الصناعي بنسبة 1.44% خلال 10 أشهر
عيون الأردنيين صوب الدوحة لمتابعة إصابة النعيمات
5 قتلى بإطلاق نار استهدف احتفالات "الحانوكا" اليهودية بأستراليا
القضاة: تقرير حوادث الاختناق سيُنشر أمام المواطنين بشفافية
نائب أردنية: دماء شهداء (الشموسة) لن تمرّ دون محاسبة
الدفاع المدني: التحقيق يكشف تكرار حوادث الاختناق بنفس نمط وسائل التدفئة واتخاذ إجراءات احترازية
البنك الدولي يتوقع إرساء عطاءات لمشروع كفاءة المياه بقيمة 250 مليون دولار
بقلم الدكتور الكاتب أحمد الحسبان - نعم لقد انتصروا، ولكن ليس على صمود غزة، التي غزّتهم بقلوبهم فأوجعتهم بصمودها ومرارة شوكها. إنما انتصروا على كسر إرادة العالم أجمع بالوقوف مع غزة. لقد هزموا الإنسانية وغيرها من مفردات الشعارات البراقة الخداعة. لم يحن دورنا لننتصر بعد، طالما تكسر إرداة التحدي فينا كل يوم.
مفهوم النصر يختصر بكلمتين حسب كتب فنون الحرب والتاريخ، هو عقيدةٌ X سلاح، معادلة ضرب جبرية بسيطة، لا تقبل منطق ال (أو)، أحدهما بلا الآخر صفرٌ وانتحار. عقيدةٌ بالحرب العادلة بلا سلاح رادع مهما قلّ ميزانه، سيكون مآلُها هذا الدمار والخراب وازهاق الأرواح البريئة، وسلاحٌ بلا عقيدة تضفي شرعية استخدامه مهما علت قوته، سيكون مآلُه هذا الجمود والتخاذل العالمي.
حربُ غزة مثالٌ فريد في تاريخ الحروب، فهناك طرف يمتلك عقيدةً لا تقهر، ولكن بلا سلاح ولا حتى بعض مكافئ، والطرف المقابل يمتلك كل أسلحة العالم الفتاكة، لدرجة وصوله درجة السيادة الجوية المحلية النسبية، ولكن لا عقيدة لديه تمكنه من الدخول بحرب برية او اجتياح او حتى استمرار جوي. لستُ متخصصا بما فيه الكفاية لأتوقع نهاية هكذا حرب. ومن هو المنتصر فيها، وكيفية النصر، أيكون نصر عقائد وإرادات، أم نصر عسكري بحرب غير عادلة فحسب؟. الكل يترقب ليحلل، لكن لا نتائج تطفو على السطح، بل دماء ترتفع من القيعان للقمم، تغرق أصحابها بالدنيا، وترقى بهم في مدارج الآخرة.
لم تعد هذه الحرب تصنف كحرب شوارع او مدن، أو حرب ميليشيات، لقد اكتملت فيها أركان الحرب الجوية الكاملة ذات السيادة شبه المطلقة لطرف دون آخر، بفارق انها ضد مدنيين عزل من السلاح. انها حرب العالم كله ضد غزة وأهلها. مما يدل انهم لا يحاربون سلاح ضد سلاح، هي حرب سلاح ضد عقيدة قوية لا تنتهي مخازنها، أرادوا قهرها وكسرها وانهائها، هي وأهلها. لقد كانت غزة بنظرهم هي آخر معاقل الصمود - وستبقى، فحشدوا لها كل هذه الحشود، وعبثاً يحاولون هذا النصر.
خلاصةُ القول؛ لقد انتصروا عسكريا في ساحة المعركة، وانتصروا على قهر انسانية العالم المزعومة، ولكنهم مهزومون امام صمود غزة، التي لا زالت تدمي قلوبهم - بثباتها على الحق. الحق الذي يقول: لن تدخلوها الا على رماد الجثث، تزكم انوفكم رائحة الدماء الزكية، التي لم تعتادوا على شم عطرها الفواح. أنتم يا صراير الليل؛ تقتاتون القذارة وتستلذون روائحها النتنة، ما إن يصلكم عطر النبلاء - تموتون خنقاً.
كتبت، والقلم يحتار فيك يا غزة الصمود، لقد تجاوزت كل نظريات الفلاسفة والقادة العظام، وسطرت بدماء أهلك أنصع المآثر، وأنبل البطولات، وأجمل الفعال - لا النظريات.
الدكتور المهندس الكاتب أحمد الحسبان