كمتابع لما يجري- مثل كثيرين- أستطيع تلخيص أبرز سيناريوهات الحرب في المنطقة وفقا لمتابعات اقليمية وعالمية على النحو التالي:
*السيناريو الاول -الحرب على غزّة:
-وهو الواقع حاليا، والذي تهدف من خلاله اسرائيل وبدعم واسناد أمريكي وغربي للقضاء على المقاومة وتحريرالرهائن والأسرى، وهي من أجل ذلك الهدف تدمّر البشر والحجر، في حرب ابادة أخذت تفويضا دوليا لاعلانها، ولم لن تلتفت لكل النداءات الانسانية، خصوصا بعد أن تعرّض كيانها لاهانات عسكرية واستخباراتية غير متوقعة، ولم تستثن في حربها طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا مستشفى ولا مسجدا ولا كنيسة، ولا صحفيا ولا طبيبا، وهي تمعن منذ أيام في الحرب البرية وباتت تعمل من أجل (فصل شمال غزة عن جنوبه) واجبار نحو مليون غزّي على (النزوح لجنوب غزة )..وضغطت وستضغط أكثر-ان أتمت عملياتها من أجل تهجير عدد كبير منهم الى سيناء.
-هذا هو السيناريو الحاصل الآن، والذي تخطّط لحسمه اسرائيل، وتنتظرامريكا وحلفاؤها (سرعة انهائه) من أجل تخفيض (الفاتورة الانسانية) تخفيفا للضغط الجماهيري العالمي على أمريكا والغرب، بينما يسعى نتنياهو لـ (اطالة أمد الحرب) لأن توقفها (السريع) يعني انتهاء عهده السياسي بل ومحاكمته على التقصير وسوء ادارة الحرب.
- سيناريوهات اسرائيل وامريكا، تهدف لانهاء قوة حماس والمقاومة وخلق (غزة جديدة) بنصف سكانها الحاليين أو أقل، وبدون (غزّة تحتية / الانفاق).. وبعد ذلك تتم اعادة اعمار غزة، وفقا لما تتمناه اسرائيل و برؤوس أموال اقليمية ودولية.
-لكن هذا السيناريو غير مضمون حتى الآن، لاستمرار المقاومة، ولامساكها «بورقة الرهائن والأسرى» التي قد يشكل أي خلل بها منعطفا يؤدي لسيناريوهات غير متوقعة ومنها: قد يطيح هذا الملف برئيس الوزراء نتنياهو قبل أن تضع الحرب أوزارها على غزّة، كما أن تعرّض أي أمريكي لسوء في هذه الحرب، قد يحسم المعركة الانتخابية لصالح الجمهوريين على حساب الديمقراطيين الذين على ما يبدو قد وضعوا رهانهم ومصيرهم الانتخابي في يد ما سيحققه نتنياهو في هذه الحرب.
*السيناريو الثاني- حرب اقليمية:
-اذا لم يتحقق الهدف المطلوب (سريعا /امريكيا) أو (بطيئا /اسرائيليا) فقد تتحول الحرب إلى (اقليمية) من خلال دخول «حزب الله» حربا (لا يريدها) لكن اسرائيل قد تجبره عليها في حال تأكدها من عدم احراز انتصار في غزة، فستعمل على توسع دائرة الصراع رغم وجود أساطيل امريكية للحؤول دون ذلك «قولا»، في حين أنها تقرع طبوله «عمليا» بوجود حاملة طائرات هي الاحدث عالميا - جيرالد آيزنهاور- في البحر الأبيض المتوسط، وقد وجهت ضربات منذ أيام لما قالت إنه مواقع ايرانية في الاراضي السورية، وبانتظار وصول حاملة الطائرات الاخرى «ايزنهاور» للمنطقة دون التأكد حتى الآن ما اذا كانت وجهتها الى البحر المتوسط ام الى «بحر عمان»، وهذا سيحمل احتمالية أكبر للانتقال للسيناريو الثالث، خصوصا مع اعلان «الحوثيين» يوم أمس اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل.. بمعنى أن «السيناريو الثاني» يتحدث عن حرب اقليمية بين اسرائيل - مدعومة من امريكا- ضد «أذرع ايران» في المنطقة (حزب الله/والحوثيين) وبدعم ايراني مؤكّد.
*السيناريو الثالث- حرب عالمية:
- وهذا السيناريو يتحدث ويحذّر منه كثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين الغربيين وحتى رؤساء دول، وهذا سيكون في حال توسع دائرة الحرب لدخول مباشر لايران في الحرب بمواجهة اسرائيل لا بل امريكا، والاعتقاد -غيرالمؤكّد - بأن دولا مثل روسيا على الأقل لن تقف متفرجة وكذلك الصين، وعلى الجانب الآخر كلّ من فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا، وكل دولة ستبحث عن مصالحها من «كعكة «منطقة هي الاكثر سخونة، والأهم على صعيد أمن الطاقة (النفط والغاز) وسلاسل التوريد بوجود أهم مضائق مائية في العالم (السويس-المندب- تيران -ومضيق هرمز).
*خلاصة القول :
- جميع السيناريوهات تقع تحت عنوان أكبر وهو (شرق أوسط جديد) طرحه «المحافظون الجدد» في سبعينيات القرن الماضي، وأعاد الحديث عنه نتنياهو في الأمم المتحدة منذ أسابيع حاملا خارطة بيده ويبشّر بمشاريع اقليمية ضمن ما يعرف «بالسلام الاقتصادي».
-وبغضّ النظرعن أي السيناريوهات تنتظر المنطقة والعالم، علينا أن نكون في الاردن مستعدين..لأنه من الواضح جدا بأن «المنطقة تتجه نحو الأسوأ» كما قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي مؤخرا أمام النواب.
-ملاحظة أخيرة : ما هو مذكور أعلاه سيناريوهات حرب بحسابات بشرية، أما الحسابات الربّانية فانها تختصر كل ذلك بقوله تعالى»إن ينصركم الله فلا غالب لكم».