زاد الاردن الاخباري -
قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله إن معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة.
وبين نصر الله خلال الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة، مضيفاً أن المعركة مع الصهاينة لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي.
وقال إن هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال منذ سنوات طويلة دون أن يحرك أحد ساكنا، مضيفاً ان الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وبين نصر الله أن هناك مخاطر عديدة تهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة، مشيراً الى أن أكثر من مليوني إنسان يعيشون منذ 20 عاما في حصار خانق بغزة دون أن يحرك أحد ساكنا، وأن القضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها من ملفات كانت منسية وفي آخر اهتمامات العالم
وقال:" إن عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة في المئة، والسرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهرة من خلال عامل المفاجأة".
ونوه إلى أن إخفاء عملية 7 أكتوبر لا تأثير له مطلقاً على أي من جبهات المقاومة الأخرى، وأن أداء حركة حماس ثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى، وهذه المعركة من خلال قرارها الفلسطيني تثبت أنها فلسطينية بالكامل.
وأشار إلى القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قيادات حركات المقاومة وإيران تتبنى وتدعم وتساند، وطوفان الأقصى معركة فلسطينية بالكامل وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي.
وأضاف نصر الله أنه يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية، وأن إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة.
وبين أن معركة طوفان الأقصى أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن عملية الأقصى كانت لها نتائج استراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان.
وقال نصر الله، إن ما فعلت حكومة العدو لن تستطيع أن تغير من تداعيات معركة طوفان الأقصى على مستقبل إسرائيل ، منوهاً إلى أن طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان وأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، موضحاً أن الإسرائيليين باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.
ونوه إلى أن السرعة الأمريكية في احتضان إسرائيل ودعمها وإسنادها كشف وهن وفشل هذا الكيان، مضيفاً أن إسرائيل طلبت من أمريكا أسلحة وأموالا منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى.
وأشار إلى أن حكومة العدو احتاجت منذ اليوم الأول للمعركة إلى البحرين المتوسط والأحمر للدعم العسكري، مؤكداً أن التضحيات بغزة أسست لمرحلة تاريخية جديدة في مصير الشعب الفلسطيني ومصير المنطقة وشعوبها.
وبيّن نصر الله أنه كان واضحا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان ضائعاً تائهاً، منوهاً إلى أنه عندما ذهبت قوات الاحتلال لاستعادة المستوطنات هي التي ارتكبت المذابح بحق المستوطنين.
وأضاف أنه سيكتشف العالم أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي.
وقال نصر الله:" من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس، مضيفاً أن العدو أعلن سابقا في عام 2006 أن هدفه هو القضاء على حزب الله وهو ما لم يتحقق، مشدداً على أن ما يجري في غزة يكشف غباء وحمق وعجز الإسرائيلي.
وأضاف أنه لا حرمة لشئ لا لدم ولا لمؤسسة بغزة، والاحتلال يدمر أحياء بكاملها على مرأى من العالم، منوهاً إلى أن شهر بكامله لم يستطع جيش العدو أن يقدم إنجازا واحدا في غزة، ولم يستطيع تقديم إنجاز عسكري واحد بعد شهر من المعركة في غزة، وأن جيش العدو لا يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاماً.
وشدد نصر الله على أن كل الذي يجري في غزة يكشف من جديد الطبيعة المتوحشة لهذا الكيان الغاصب، ونقول للعدو:" إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة".
وقال إن شهداء غزة يكشفون ويسقطون كل الأقنعة الكاذبة في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع، مؤكداً أن 30 يوما تسحق غزة أمام المجتمع الدولي ودول العالم دون أن يحرك أحد ساكنا.
وشدد نصر الله على أنه يجب أن نعرف أن أمريكا هي المسؤولة بالكامل عما يجري بغزة وإسرائيل مجرد آداة تنفيذية، ويجب أن تحاسب أمريكا عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب، والولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان.
وبين أن القواعد الأمريكية في العراق وسوريا تتعرض لهجمات المقاومة، وهذا قرار حكيم وشجاع، مضيفاً أن واجب كل حر وشريف في العالم أن يبين هذه الحقائق في معركة الرأي العام، مؤكداً على أن الرأي العام العالمي بدأ ينقلب على الطغاة.
وأوضح أن الدفاع اليوم عن شعب غزة هو مقتضى إنسانية الإنسان، وأن الكيان نشأ عام 1948 حينما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني.
وقال إن ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية، مشيراً إلى أن ما قبل الحرب في غزة ليس كما بعدها.
وأكد نصر الله، أن الهدف الأول الذي يجب العمل من أجله ليل نهار هو وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة، مشيراً إلى أن انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى والضفة والأسرى، وانتصار لكل دول المنطقة ومصلحة وطنية للجميع.
وبين أن الدول والحكومات العربية والإسلامية يجب أن تبذل جهدها لوقف العدوان على غزة، وعلى الدول والحكومات العربية والإسلامية قطع العلاقات ووقف النفط والغاز إلى إسرائيل.
ونوه نصر الله، إلى أنه يجب ألا نيأس من المطالبة بالقيام بالمسؤولية تجاه ما يحدث في غزة، موضحاً أن المقاومة الإسلامية في العراق بدأ تتحمل مسؤوليتها وأعلنت أنها قد تدخل مرحلة جديدة .
وقال:" نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من تشرين الأول، ولو نظرنا إلى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده مهما وكبيرا جداً، وما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال، وعملياتنا على الحدود تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو"