زاد الاردن الاخباري -
غزة، أرض العزة عرين الأسود، يا دار الرّجولة، نفتخر بك جِيلًا بعد جيل، انت الشريط الساحلي الصغير الذي يقض مضجع ما يسمى دولة إسرائيل قاتلت الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يعرف بـ"النكسة" أو "هزيمة حزيران" عام 1967، وهزمته في معركة السابع من أكتوبر في عمليّة طُوفان الأقصى، انزلت الرّعب في قلب الكيان الصهيوني المحتل، ولكن مع كل آسف ان كل من لديه ضمير يصاب بالغثيان وهو يرى التعاطف الحالي الذي تحظى به إسرائيل في عملية القتل والاباده الجماعية في قطاع غزة، إن ما يحصل الآن في قطاع غزة يكشف مدى النفاق الغربي و يكشف الكثير من الحقائق ومن أهم تلك الحقائق أن الولايات المتحدة تطبق معايير مزدوجة وتتعامل مع الشعوب بتحيز وعنصرية وكذلك كافه حكومات العالم الغربي الذين يمنحون الاحتلال الإسرائيلي تفويضا مطلقا لارتكاب جرائم حرب مروعة تحمل سمات الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. أميركا تستطيع أن تساعد في وقف حرب الابادة الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها لم تفعل، ولم تحاول إدانة القصف الذي يدمر المستشفيات والمدارس ويقتل الاطفال والنساء، ولم تبدي أي تعاطف مع أهلنا في غزة.
غزة المحاصره منذ 17 عام انتفضت في السابع من أكتوبر في عمليّة طُوفان الأقصى، واليوم ال30 من بداية عمليّة طُوفان الأقصى وغزة معزولة عن العالم، في ضوء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، لا حياة في غزة ولا كهرباء ولا ماء ولا علاج ولا طعام ولا مستقبل ينتظره اكثر من مليونين انسان يعيش في هذا القطاع المنكوب بعد أن خذلهم الجميع.
لقد فقدت الإنسانية مضمونها، ما يحدث في قطاع غزة من قصف مستمر ليل نهار ادى حسب آخر إحصاءات إلى اكثر من 9500 شهيد، بينهم اكثر من 3900 طفلا و اكثر من 2400 من النساء، بالإضافة إلى اكثر من 23 ألف مصاب، وأكثر من ألفي مفقود و دمرالقصف المتواصل اكثر من 180,000 من المنازل و31 مسجد ولم تكتف إسرائيل بكل ذلك حيث قامت بقصف و شل حركة سيارات الإسعاف حتى لا تتمكن من القيام بواجبها فى إنقاذ المرضى والجرحى وأخرج القصف المتواصل 25 مستشفى عن الخدمة من اصل 35 مستشفى موجود في القطاع واستهدف اكثر من 25 سيارة إسعاف.
أن استمرار معاناة اهل غزة جراء القصف المتواصل الذي يهدد الأمن الإنساني بينما يراقب العالم وبدعم من العديد من الحكومات، للعقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيين من أهل غزة و خاصة الأطفال والنساء وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ومن خلال الرفض الاسرائيلي بوقف إطلاق النار وبدعم من زعماء العالم المتواطئون في هذه الجرائم منع مجلس الأمن من فرض وقف إطلاق النار.
ال30 يوم الماضية أثبتت أن المقاومة وأهلنا في غزة لن يخضعوا ويستسلموا، ولم تنكسر ارادتهم أمام صواريخ ودبابات وطائرات العدو الصهيوني، اهل غزة قدموا الكثير من صور البطولة والمقاومة، والتي تستحق التمجيد والفخر بها في صمودهم وتحديهم لحرب الابادة الإسرائيلية، إن معركة طوفان الاقصى هي حرب التحرير من المحتل وتعتمد على تضحيات الرجال الذين يؤمنون بحقهم في الحرية، ويكافحون لتحرير وطنهم وانتزاع حقوقهم من الطغاة والمستبدين الصهاينه.
اللهم إني أستودعك أهل غزة وكُل أهلنا في فلسطين المحتلة، اللهُم كُن لهم عونًا ونصيرًا يا رب العالمين.
حفظكم الله يا أهلنا في غزّة.
كابتن أسامه شقمان