أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الشرطة البرازيلية تتهم بولسونارو رسميا بالتخطيط لانقلاب رئيس وزراء المجر يتحدى الجنائية الدولية : سأدعو نتنياهو لزيارة البلاد الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام إنذارات إسرائيلية بإخلاء منطقتين في صور جنوبي لبنان الخيرية الهاشمية : إرسال 57 ألف طن من المساعدات لغزة منذ بدء العدوان الاحتلال ينشر معلبات سامة بغزة عمدة مدينة أمريكية : سنعتقل نتنياهو وغالانت الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام اشــتري دمعـــاً .. فـمـــن يـبـيـع؟

اشــتري دمعـــاً .. فـمـــن يـبـيـع؟

08-11-2023 06:28 AM

خاص – عيسى محارب العجارمة - ما اجمل قول محمود درويش في الماضي، " الانتفاضة ليست مهنة ، فعلى ما يبدو أننا نحن حزب المتفرجين العرب قد هالنا حجم الدمار الهائل في غزة للبشر والشجر والحجر، فرحنا نهيل الدموع على مصابنا الوطني والقومي، على حال أهلنا ومصابنا في غزة العزيزة ، فالدموع" بأيامنا هذه هي السلعة الأكثر ندرة، نظراً إلى كوننا استهلكنا في المصائب القوميّة كل الآبار الجوفية لدموعنا العربية، ولم يبق أمامنا بعد الآن إلاّ أن نذرف نفطاً، إن سمحت لنا بذلك أمريكا التي باتت تتولى كل شؤوننا، بما في ذلك تقنين دموعنا، ووضع لائحة بالأسباب المسموح بها للعربي بالبكاء .

وهذا ما يذكّرني بجاهلية ما قبل الإسلام، إذ جرت العادة أن يستأجر ذوو الفقيد ميسور الحال، ندّابات ونائحات ليبكين فقيدهم الغالي بمقدار الكراء وسخاء العائلة المفجوعة، وهي عادة ظلّت حتى زمن قريب، جارية في بعض البلاد العربية، حيث تتبارى الندّابات في المبالغة في تمزيق ثيابهن ونتف شعورهن، ولطم خدودهن على ميّت لا قرابة لهن به .

ولكن أبو فراس الحمداني، الذي كأي عربي قح، أعلن أنه سيصون كرامة دمعه، حتى وإن كان في جفاف مآقيه هلاكه


إن لم تكن هذه الحرب إهانة للعرب جميعاً، واستخفافاً بهم، فما الذي يمكن أن يكون هذا الذي يحدث في غزة ، على مرأى من عروبتنا المذهولة؟ كما تقول أحلام مستغنامي .

وإن لم تكن هذه جرائم حرب، تُرتكب باسم السلام، على أيدي مَن جاؤوا بذريعة إحلاله، فأحلّوا دمنا، واستباحوا حرماتنا، وعاثوا خراباً وفساداً وقصفاً ودماراً في وطن ادَّعوا نجدته، فما اسم هذا الموت إذن؟ ولِمَ كلّ هذا الدمار؟
لا تسأل· لا يليق بك أن تسأل· فأنت في كرنفال الحرية، وأنت تلميذ عربي مبتدئ، يدخل روضة الديمقراطية، تنتمي إلى شعوب قاصرة، اعتادت بذل الدم والحياة، ونحر خيرة أبنائها قرباناً للنزوات الثورية للحاكم، ودرجت على تقديم خيراتها للأغراب·
مَن يأتي لنجدتك؟ وإلى مَن تشكو مَظلَمتك؟

الشعوب التي لا قيمة للإنسان فيها، التي تفتدي “بالروح وبالدم” جلاَّديها، لن يرحمها الآخرون·
والشعوب التي لا تُحاسب حاكمها على تبذيره ثروتها، وعلى استحواذه هو وأولاده على دخلها، تُجيز للغرباء نهبها·
والأُمم التي ليست ضدّ مبدأ القتل، وإنما ضدّ هويّة القاتل، يحقّ للغزاة الذين استنجدت بهم، أن يواصلوا مهمة الطُّغاة في التنكيل بها، والتحاور معها بالذخيرة الحيَّة
·
هي ذي دولة تبدأ أولاً باحتلالك، لتتكرَّم عليك، إن شاءت، بالحريّة، وتُباشر تجويعك وتسريحك من عملك، لتمنّ عليك بعد ذلك بالرغيف والوظيفة· لايمكن أن تُشكك في نواياها الخيرية· لقد باعت ثرواتك من قبل أن تستولي عليها، وتقاسمت عقود المنشآت حتى قبل أن تُدمّرها
·
أنت مازلت تحبو في روضة الحرية، تعيش مباهج نجاتك من بين فكّي جلادك، لا تدري أنّ فرحتك لن تدوم أكثر من لحظة مشاهدتك سقوط صنمه ذاك، وأنّ عليك الآن أن تدفع ثمن سقوط الطاغية، بعد أن دفعت مدّة ثلاثين سنة ثمن صعوده إلى الحكم·

وهكــذا يكون طُغاتنا، وقد أهدروا ماضينا، نجحوا في ضمان كوارثنا المستقبلية، وجعلونا نتحسّر عليهم ونحنُّ إلى قبضتهم الحديدية، ونشتاق إلى قبوِ مُعتقلاتهم وبطش جلاّديهم، ونُقبِّل صورهم المهرَّبة على الأوراق النقدية، نكاية في صورة جلاَّدنا الجديد·· وأعلامه المرفوعة على دبابات تقصف بيوتنا
·

منذ الأزل، لننجو من عدو، اعتدنا أن نتكئ على عدو آخر، فنستبدل بالطغاة الغزاة، وبالاستبداد الإذلال الأبشع من الموت·

ذلك أنّ الغزاة، كما الطُّغاة، لا يأتون إلاّ إلى مَن يُنادي عليهم، ويهتف باسمهم، ويحبو عند أقدام عرشهم، مُستجدياً أُبوّتهم وحمايتهم·

بعضنا صدّق دعابة السيد بــاول، وهو يُصرِّح ليتامى صدّام، يوم سقوط الصنم: “حياة أجمل تنتظر العراقيين·· نحنُ هنا جئنا بالحرب لنهيئ السلام .

وهي نكتة زاد من سخريتها السوداء، تصريح بوش، رئيس معسكر الخير، ونائب السيد المسيح على الأرض، حين بشَّر سكَّان الكرة الأرضية، بلهجة تهديدية، قائلاً، وهو واثق الخطوة يمشي ملكاً: “نحنُ مَن يقود العالم إلى مصير أفضل”·

في الواقع، كان صدّام أكثر منه ثقة ومصداقية، حين قال وهو يلهو بإطلاق رصاص بندقيته في الهواء: “مَن يريد العراق سيأخذه منا أرضاً بلا بشر .

اما الدكتاتور العربي في بإمكانه أن يضحك مــلء شاربيه، على شعب تمرَّد على أُبوّته، ويتخبّط الآن في وحول الحرية ومذابح الديمقراطية، يترك أبناؤه دمهم عالقاً بشاشاتنا في كل نشرة أخبار، وتبقى عيون موتاه مفتوحة، حتى بعدما نطفئ التلفاز، تنظر إلينا سائلة “لماذا؟”·.

هل بينكم من مازال في مآقيه دموع.. فيدركني بها؟
issa








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع