زاد الاردن الاخباري -
كايد الركيبات
تحمست الحكومة كثيرا وأعلنت ان الانتخابات البلدية ستُجرى قبل نهاية العام، وتعهدت الحكومة بان هذه الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، ثم حددت موعدا لبداية تسجيل الناخبين، فجاء الرد سريعا من أهم أحزاب المعارضة في الساحة الأردنية الذي بدورة قدم شروط وان كانت للوهلة الأولى شروط معقولة، إلا انها بالنسبة للظروف الحالية التي تمر بها المملكة هي شروط تعجيزية، لن تستطيع الحكومة ان تحقق منها شيء، وبذلك أعلنت جماعة الإخوان المسلمون عدم مشاركتها بالانتخابات البلدية، وهذا القرار رغم انه ليس في صالح الحكومة إعلاميا، إلا انه في الحقيقة وفر عليها المجهود الذي كانت ستبذله لإفشالهم فيما لو قبلوا بالمشاركة بالانتخابات البلدية.
وما ان باشرت اللجان أعمالها إلا والاعتراضات والسخط الشعبي تثور ثائرته عليهم، فمن اعتراض على عدم فك دمج بعض البلديات، إلى اعتراض على آليات التسجيل في كشوفات الناخبين، فبدأ الخلاف سيد الموقف على المستوى الشعبي في مناطق الاستهداف بعمليات الدمج من جهة، ومناطق فك الاندماج، فبعض البلديات التي عانت من تردي الخدمات أبان فترة الدمج تعمل جاهدة لانتزاع قرار رئاسي من حكومة البخيت التي بدأت تتعثر في إدارة هذا الملف بفك الارتباط عن البلديات الأم وتعود لما كانت علية قبل عقد من الزمان وهي فترة عمر مرحلة الدمج.
أما الطرف الأخر فهي البلديات التي خسرت المشروعات الإستراتيجية التي نفذت في فترت الدمج وأصبحت لبلدية دون أخرى، مما يعني ان بلدية لديها موارد استثمارية وبلدية تنسلخ عنها ستكون مواردها محدودة ومقتصرة على المورد الداخلي فقط.
ومن ناحية الكلفة على خزينة الدولة فحدث ولا حرج، فمطلوب آليات خدمية، ومطلوب تأثيث مكاتب، واستئجار مباني للبلديات الجديدة، ورواتب وحوافز لرؤساء هذه البلديات الذين سيباشرون أعمالهم، وتنقلات في صفوف موظفي البلديات الأم لتغطية الشواغر في البلديات المستحدثة.
أما من وجهة نظر مهندسي الدمج وفك الارتباط فالوزير السابق عبدالرزاق طبيشات مهندس فكرة الدمج للبلديات يرى ان قرار حكومة البخيت لا يحتكم لمبادئ التخطيط الاستراتيجي وانه جريمة بحق الوطن أشعلت ثورة، وانه يتخذ من استرضاء المتنفذين منهجا لعملة في فك الارتباط للبلديات ويقترح ان تتم الانتخابات حسب التقسيم الحالي الموجود للبلديات بدون الحاجة إلى فك دمجها ويتم تشكيل لجنة مختصة لدراسة واقع البلديات ومعالجة الاختلالات التي تكتشف بطريقة إدارية سليمة بعيدا عن الارتجال والتخبط.
وفي الطرف الأخر فان معالي وزير البلديات الحالي حازم قشوع مهندس فك الارتباط، يرى ان فكرة الدمج واجهتها ست عقبات أساسية أدت إلى إفشالها، وهي عدم الاستئناس بآراء المجتمعات المحلية مما افقدها القبول لديهم وجعلتهم يعارضونها، وأيضا عدم وضع آلية مناسبة لمسائلة ومحاسبة رؤساء المجالس البلدية من قبل الجهات المعنية، كما أدى الدمج إلى عدم التطوير في الهيكل التنظيمي بما ينسجم مع المسؤوليات والمهام الجديدة للبلديات المدمجة، كما و يرى قشوع بان عملية الدمج لم تراعي وضع معايير واضحة لتوزيع المخصصات ومشاريع التنمية والتطوير على مناطق البلدية الواحدة، ويرى أيضا ان عملية الدمج لم تراعي تعيين حدود مناطق البلديات بما ينسجم مع التقسيمات الإدارية في المملكة، وأخيرا يرى ان عملية الدمج لم تأخذ بالاعتبار البعد الجغرافي والوضع الاجتماعي والاقتصادي لبعض المناطق التي تم دمجها مع بعض البلديات ما اضعف قدرة هذه البلديات على خدمة المجتمعات المحلية في مناطقهم.
فملف الانتخابات البلدية أصابه الإعياء وهو يدور بين رئاسة الوزراء ووزارة البلديات من كثرة التعديلات علية فالشارع لا يزال يطالب بأكثر مما تقدمه الحكومة وخصوصا في البلديات التي تعتبر مناطق تركز سكاني كبير، واهدأ ما يكون الوضع في المناطق الريفية والبادية والمدن المركزية المستقرة التي لم يطالها فكر الوزيرين لا بدمج ولا بفك ارتباط لبلدياتها.
بالتالي نجد ان ملف الانتخابات البلدية بحاجة إلى مزيد من الدراسة المتأنية والدقيقة ليتسنى إقامة انتخابات نزيهة تعكس مصداقية وسمعة جيده لان هذه الانتخابات ستكون مرآة للانتخابات النيابية المرتقبة.
kayedrkibat@gmail.com