حسن محمد الزبن - على مر السنوات من وجود دولة "إسرائيل"، والصراع العربي-الاسرائيلي، لا يزال العالم يستمع للكذب على لسان زعماء هذه الدولة، وسرعان ما تسقط الرواية تلو الرواية، عفوا أقصد مسلسل الكذب، وآخر الأحداث منذ طوفان 7 أكتوبر، نراها تتفنن بصنع الكذب على لسان "نتن ياهو" وزمرته في مجلس أركان الحرب على غزة، وناطقها الإعلامي، فما هي رواية "احتفال راعيم" بغلاف غزة؟.
آخر الحقائق التي وارتها وأخفتها "إسرائيل" عن العالم هي حقيقة صادمة لرواية كانت مفبركة وقلب للوقائع لما جرى في أول ساعات طوفان 7 أكتوبر، فالحقيقة تقول إن طائرة حربية للجيش الإسرائيلي، انطلقت من القاعدة العسكرية "رمات دافيد" وأطلقت النار وقذائفها باتجاه موقع "احتفال راعيم" المعروف بـ "نوفا" في غلاف غزة بالمنطقة الجنوبية من إسرائيل وتحديدا في صحراء النقب، التي راح ضحيتها 364 معظمهم من الشباب الإسرائيلي وبعض الجنسيات، ومن ضمنهم عدد من مسلحي المقاومة المكلفون بمهمة طوفان الأقصى، وهذا يعني أن منفذي عملية الطوفان ليس لهم علاقة بهذه المذبحة التي ارتكبت على يد حكومة تل أبيب بحق مواطنيها والمقيمين على الأرض التي تحتلها في موقع مهرجان "حفل كيبوتس راعيم" كما يسمونه.
فالتغيير في موعد مهرجان الحفل الموسيقي الذي كان مقررا أن يكون يوم الخميس والجمعة، تم تأجيله ليوم السبت بموافقة إدارة الجيش الإسرائيلي، وعلمه، ولم يكن واردا في خطة 7 أكتوبر لدى العقل المخطط لعملية الطوفان وجود هذا الاحتفال في "مهرجان راعيم"، ولا بحسبانه هذا الحضور من المشاركين فيه والذي قدر بـ 4400 شخص، وقد فرّ منهم الغالبية العظمى بعد أول طلقات للرصاص من أسلحة أتوماتيكية بيد أبطال الطوفان بعد توجيههم إلى الموقع باستخدام نظام اتصالات خاص بهم، حسب تصريحات وترجيحات لقادة في المؤسسة الأمنية الاسرائلية لصحيفة هآرتس الإسرائيلية ، في حين أن عددا من رجال المقاومة في أماكن أخرى لأداء المهمة حسب لحظة الصفرتنفيذا للعملية العسكرية، والمؤكد، والحتمي، لو لم تسبق هذه الرشقات وصوتها مسامع المحتفلين لما نجا أحد منهم إلا القليل أو العشرات، وقت تحليق الطائرة الحربية الإسرائيلية التي قصفت موقع الاحتفال، ولكانت الكارثة طامة ومجلجلة على حكومة إسرائيل في تفحم وقتل أعداد كبيرة من رقم المحتفلين إلى ذكرناه آنفا بجريمة طالت مواطنيها تكشفت خيوطها بعد شهر وأكثر من الحرب على غزة.
المحتفلون كانوا من جنسيات إسرائيلية وجنسيات دول أجنبية أخرى، وحسب التحقيقات حينها تم العثور على 260 جثة بعد الهجوم، ليس بفعل ما نفذه رجال المقاومة كما ادعت الرواية اليهودية الصهيونية، بل بفعل قصف الطائرة التي أوكلت بمهمة القصف من إدارة الجيش الإسرائيلي؛ فحسب خدمات الطوارئ في "زاكا" لموقع واينت الإخباري الإسرائيلي تصريحا يقول إضافة لعدد الجثث السابق أنها ساعدت في جمع بعض جثث القتلى الذين تم العثور عليهم في مكان الحادث، ما يعني أن عدد القتلى أكثر، فيما لا يزال هناك المزيد من الجثث التي لم يتم جمعها بعد، وهذا ما يؤكد إجمالي الضحايا بلغ في النهاية 364 حصيلة الضربة الجوية الإسرائيلية.
والمثل يقول (حبل الكذب قصير).