زاد الاردن الاخباري -
دخل علاج السمنة عصراً جديداً بفضل أدوية مصممة أساساً ضد السكري لكنها تساهم أيضاً في خفض الوزن.
هذه الأدوية تعتمد على مكوّن شبيه بهرمون الغلوكاجون أو "جي إل بي-1" (GLP-1) الناجم من الأمعاء، والذي يعزز إفراز البنكرياس الأنسولين، ويرسل إشارة شبع إلى الدماغ بعد تناول الطعام.
وأظهرت الدراسات أن هذه الأدوية فعالة في خفض الوزن، حيث يمكن أن تصل إلى فقدان 15% من الوزن في غضون عام.
هذا المعدل من فقدان الوزن يقارب ما يمكن تحقيقه من خلال جراحة السمنة.
رغم فعاليتها، إلا أن هذه الأدوية قد تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان والقيء واضطرابات الجهاز الهضمي.
كما أنها لا تعالج السمنة بشكل نهائي، بل يمكن أن يؤدي وقف العلاج إلى معاودة اكتساب الوزن.
وتوصي المؤسسات الصحية بوصف هذه الأدوية بحذر، ولفت انتباه المرضى إلى الآثار الجانبية المحتملة. كما تشدد على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، حتى بعد فقدان الوزن.
وساهم تناوُل عدد من المشاهير ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم فوائد هذه الأدوية في إنقاص الوزن، في تعزيز الإقبال الكبير عليها، لاقتناع كثيرين بأنها الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة.
وقالت أستاذة التغذية في مستشفى بيتييه - سالبيتريير ومديرة وحدة أبحاث التغذية والسمنة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية كارين كليمان "نلمس تأثيرات على فقدان الوزن لم نشهدها سابقاً مقارنة بأدوية أخرى، وهذه النتائج قد تقارب جراحة السمنة".
ووصفت ذلك بأنه بمثابة "تغيير حقيقي" في هذا المجال، لكنها أكدت أن هذه الأدوية "لا تُعالج المرض" على الإطلاق، إذ إن وقف العلاج يؤدي إلى معاودة اكتساب الوزن.
شددت البروفيسورة كارين كليمان على أن هذه الأدوية "يجب أن توصف بحكمة وبطريقة منظمّة، لأنه مجال حساس شهد إخفاقات عدة في الماضي".
وأضافت "المسألة الحقيقية هي المدى الطويل جداً". ولاحظت أن "أشخاصاً يستجيبون لهذه العلاجات، والبعض الآخر لا، لسبب غير مفهوم".