فايز شبيكات الدعجه - ها قد عاد القصف بعد الهدنه الخاطفة.
ليس من الحكمة بعد هذا، الظن ان العدو الاسرائيلي سوف يتراجع عن تحقيق اهدافه في غزه.
من ينتظر وحده عربية مفاجأة، وموقف عربي رادع، واهم اشد الوهم، ومن لا زال يعتقد، سواء علت مكانته او تدنت من انه قدم، او يقدم الان، او سوف يتمكن مستقبلا من تقديم خدمة فعلية لانقاذ غزة من هذا الواقع، من يعتقد ذلك عليه الاجتماع بعقله على انفراد ومحاورته بعمق عل وعسى يخلص نفسه من هذا الوهم وليعلم ان بيت الامة العربية اوهى من خيط العنكبوت.
هذا مخطط غربي صهيوني مسلح تتزعمة امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا يستهدف اعادة احتلال الوطني العربي سياسيا وعسكريا، وقد وضعوا في سبيل تحقيق ذلك كما هو واضح كل امكانياتهم العسكرية مدعومة بضغوطات سياسية متواصلة، ونجحوا في استقطاب مواقف اكثر الدول حيادا وحشدوها لصالحهم.
مخطط يجري عسكريا وسياسيا مقابل مواقف عربية لفظية ساخرة لا تتعدى الاجتماعات والشجب والاستنكار والمساعدات المعيشية والمسيرات، ومحاولة استعطاف مجتمعات الارض لم تفض ولن تفضي لنتيجه حاسمه في الحرب ولا تقترب منها حتى.
الكثير من العرب أيدوا العدوان رغم انوفهم إما سرا وإما علانية، لكن الحقيقة الكاملة سوف يكشف عنها التاريخ.
ثمة اصرار على الاستمرار والمضي قدما حتى لو دمرت كل غزه وقتل شعبها أمام حالة الهزال والضعف العربي المؤبد.
قرار عدواني صلب غير قابل للتفاوض وليس ضمن بنودة العواطف والرحمة ، ولا في حساباته مراعاة القواعد الانسانية وحقوق الانسان.
لا معنى للهدن. والهدنه هنا مجرد تكتيك، وتأجيل مؤقت لايصال قليل من المساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع، والمسألة مسألة وقت ليس إلا. ولا ضمانات تمنع العدو من اعادة اعتقال الاسرى المفرج عنهم مستقبلا كما فعل ذلك فيما مضى .
موضوعيا وبلا روحانيات يبدو المشهد على درجة عالية من البؤس ويدعو للتشاؤم. ومن يتفائل تفائلا موضوعيا علية ان يقدم لنا دليل عقلاني مقنع، ونقبل بجزء من الدليل.
الحديث عن تحولات في المواقف الشعبية الدولية ورفض مواقف القادة والزعماء سيبقي في دائرة المشاعر ايضا، ولن يزخزح ارادتهم لسحق الامة العربية عن بكرة ابيها، ويسيرون فى هذا الاتجاه بقوة ونجاح وبخطى قاتلة.
هذا عسكريا بمعايير القوة والسياسة، أما روحانيا فيبقى ذلك مرهونا بارادة الله تعالى وما شاء فعل، ولا احد يمكنه الجزم بتحقيق انتصار عربي راهن استنادا الى الدعاء وتوقع استجابة إلهية عاجلة تنهي العمليات الحربية ووقف القتل والتدمير تتجاوز السنن الكونية بمدد من الله سبحانه وتعالى لا ندري كيف ومتى ستكون. فاستجابة الدعاء إما فورية كما يقول العلماء او مؤجله لأمد قريب او بعيد او انها مرتبطة بثواب وأجر يوم القيامة.
هذا تحليل واقعي موضوعي يستند الى قراءة ما يجري على ارض الواقع وليس إترجاف، وتهم التثبيط الواردة في خطب وخطابات البعض المؤسفة .