زاد الاردن الاخباري -
حذر المهندس سمير الحباشنة وزير الداخلية الأسبق من أنّ المخاطر الصهيونية ومؤامرة التهجير التي تستهدف الجميع باتت قريبة ووشيكة مطالبا بضرورة الاستعجال بتحصين الجبهة الداخلية الأردنية بخطوات عملية وحقيقية على رأسها إعادة التجنيد الإجباري وخدمة العلم وتمتين الموقفين الشعبي والرسمي على قواعد ثلاثة: "حماية الوطن ونصرة أهلنا في فلسطين وتوجيه رسائل للاحتلال المجرم ومستوطنيه التلموديين المتوحشين بأنّ الأردن ليس لقمة سائغة لهم.
ووجه الحباشنة خلال حوار خاص معه أجراه الزميل بسيم الصعوب في "استوديو اليرموك" رسائل لصنّاع القرار في الأردن من خطورة الاستماع لمن وصفهم بـ "خائني الأمانة" الذين تحدث عنهم الملك عبدالله الثاني سابقا والذين أسهموا من خلال عملهم الدؤوب كـ "خفافيش ظلام" في الغرف المغلقة بإجهاض مشاريع كانت ستقوي جبهتنا الداخلية وتجعل شبابنا الأردني قويا وقادرا على استخدام السلاح ومستعدا لأي مخاطر يمكن أن تواجه الأردن إذا وجد نفسه أمام "حالة حرب" كما هو اليوم.
وقال الحباشنة إنّ أهلنا في فلسطين يخوضون معركة بقاء وإن نجح الاحتلال بمهمته القذرة لن يسلم أحد، معبرا عن أسفه من أن الذين يلومون المقاومة لما قامت به قبل السابع من أكتوبر.. نسألهم هل كان الوضع قبل ذلك "قمرة وربيع"؟
ولفت إلى أنّ التراكم الكمّي سيؤدي إلى تغيّر جذري.. وتراكم الاضطهاد والذبح سيؤدي للإنفجار والتغيير الذي عبّرت عنه معركة طوفان الأقصى والسابع من أكتوبر، مضيفا أنّ الذي يجري ليس ضربًا للمقاومة بل هو محاولة لجعل الحياة مستحيلة في فلسطين وخلق بيئة للتهجير وطرد أهل فلسطين لخارجها.
وشدد الحباشنة على أنّ "ما قامت به المقاومة في السابع من أكتوبر رد طبيعي وحق مشروع".
وأضاف الحباشنة: أنّ ما يتحدث به الصهاينة من "حق الدفاع عن النفس" أمرٌ مضحكٌ مبكي فمتى كان للمحتل هذا الحق؟
وأكد أنّ مشروع تحرير فلسطين مشروع تحرير قيمي عربي كبير ومن الظلم ترك الفلسطينيين لوحدهم ليقوموا بهذا المشروع في مواجهة كل هذه المؤامرة الدولية.
وشدد الوزير الأسبق على أنّ "إسرائيل" هي سفارة وحاملة طائرات غربية وهي مشروع يجب أن يواجه بمشروع مثله لاقتلاعه، محذرًا في الوقت ذاته من أنّ مشروعهم التلمودي يمتد من النيل إلى الفرات والمستهدف ليس فلسطين لوحدها بل جميع الدول العربية.
كما أكد الحباشنة أنّ الأردن اليوم مهدد أكثر من قبل بالتهجير وهو الخطوة الثانية في المشروع الصهيوني الذي يعتقد أنّ الأردن هي جزء من أرضهم وعبروا عن ذلك صراحة.
وطالب بضرورة أن نرتقي بتحصين الدولة الأردنية لمرحلة تصل إلى مرحلة حالة الحرب والتحضير لها، لا سيما وأن الخطر على الأردن وشيك وإن نجحت حربهم بغزة فليس المطلوب رأس المقاومة بل تهجير الفلسطينيين جميعا من أرضهم للدول العربية حولهم.
وحذر من أنّ أنه إذا نجحت مؤامرتهم بغزة فإنهم سيعيدون مشاهد التدمير والقتل وترسيخ استحالة الحياة في الضفة لتهجيرهم نحو الأردن.
وشدد الحباشنة على أنّ الأردن ليس "حبة ملبس حلوة" على حد وصفه؛ بل هو مر وسيذيق الاحتلال مرارة الهزيمة التي أذاقه إياها من قبل.
ولفت الحباشنة إلى أنّ الاجتماع الأخير لجمعية العلوم والثقافة التي يرأسها صاغت وثيقة تدعو لحماية الأردن وتحصينه بناء على ثلاثة قواعد: القاعدة الأولى حماية الأردن والقاعدة الثانية الوقوف إلى جانب أشقائنا في فلسطين والقاعدة الثالثة توجيه رسالة للصهاينة أننا لسنا لقمة سائغة لهم.
وعبر الوزير الأسبق عن أسفه من أنّ "الأردن وحده في الساحة ولا يقف لجانبه أحد لا عراق ولا سوريا ولا غيرها من الدول العربية".
ولفت الحباشنة إلى أن من وصفهم الملك عبد الله الثاني من قبل بـ "خائني الأمانة" هم من أحبطوا إعادة خدمة العلم بمزاعم عدم توفر الأموال اللازمة لذلك.
وأكد بالقول: إنّني ما زلت أطالب بجيش رديف لجيشنا العربي وتدريب الشباب الأردني على حمل السلاح بدون أي حجج ليس لها أي صلة بالواقع.
وشدد على أنّه "إذا كان الوطن يعيش في حالة إعلان حرب يجب أن تتغير أولوياتنا لصالح حماية الوطن والنظام السياسي".
وحول الناقل الوطني كبديل استراتيجي ومشروع سيادي يمكن أن يعوض الأردن عن اتفاقية الطاقة والماء التي أوقفها مع الاحتلال قال الحباشنة: إنّ "الناقل الوطني" مشروع سيادي علينا فتحه للمواطنين للمساهمة العامة إن لم نجد دعما عربيا.
وأكد أنّ "الناقل الوطني" مشروع يمكن تنفيذه بأيدي أردنية خالصة وشركاتنا ومؤسساتنا الوطنية الكبرى وسيحقق لنا الأمن والسيادة الوطنية.
وقال الحباشنة: نحن معنيون أردنيا بتنويع تحالفاتنا وفتح خطوط مع الصين وروسيا والبرازيل وأوروبا.
وختم حديثه بالتحذير من أنّه "لا زالت قوى الشد العكسي وخفافيش الظلام في الغرف المغلقة موجودة ويجب أن تنتبه الدولة لهم"، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تحصين الدولة سياسيا وأمنيا وشعبيا وليس هذا الكلام "مزاودة على أحد بل خوفا على بلدنا ولحمايته من المخاطر المحدقة"، على حد وصفه.