بن غفير يعتبر أن ساعة اسرائيل الكبرى قد دقت. و ان انبياء التوراة خاطبوا حكام تل ابيب. و ابلغوهم ان يهجروا فلسطينيي غزة والضفة الغربية. و لا مجال لمعارضة حاخامات يهود، ولا مجال عن مشروع جعل الاردن وطنا بديلا. و من بعد غزة، سوف يتنقل الحاخامات في سفرهم التوراتي الى الضفة الغربية.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله ماذا يملك؟ والرئيس عباس من وارثي اوسلو وعرابها، وكان مستشارا لياسر عرفات لشؤون العلاقة مع اسرائيل . ياسر عرفات بعد اوسلو وضع البندقية على الصندوق. اوسلو انقذت اسرائيل من انتفاضة الحجارة.
و في اوسلو تم دفن القضية الفلسطينية تحت اردام من الاتربة والحجارة، والسقوف المنهارة، والمهترئة.
اسرائيل تدفع سنويا ملايين الدنانير رواتب لموظفي سلطة رام الله، وذلك بدل ضرائب تجنيها حكومة تل ابيب بموجب اتفاقية اوسلو. بني اسرائيل سينقلون معركة مستنقع الدم من غزة الى الضفة الغربية.
و في مرويات التوارة يريدون تنفيذ
تعاليم ووصايا الرب يهوه، وارض الميعاد واسرائيل الكبرى.
75 عاما على ولادة الكيان العدو، ومن مؤتمر بال في سويسرا عام 1898، والعقل اليهودي يعيش في متاهات الجغرافيا. اسرائيل تصاب بتوهج استراتيجي، وتصاب في هستيريا وجنون استراتيجي، و تكشف عن انيابها ومخالبها واضراسها المتوحشة في القتل والتدمير، والابادة اليومية. العرب يواجهون الجنون والتوهج الاستراتيجي الاسرائيلي في الاستنكار والكلام عن السلام وحل الدولتين، وايمان العرب الاستراتيجي بان المشاريع الاقتصادية الكبرى في الاقليم سوف
تخمد جنون وشر اسرائيل.
ماذا بقى لسلطة رام الله ؟ سألت سياسيا فلسطينيا مقربا من حكومة رام الله، وفتحاويا متقاعدا.. قال لي : واشترط ان لا اكشف عن هويته ان السلطة الوطنية انتهت وبات حتميا اعلان وفاتها. ووجهة نظره تتقاطع مع آراء فلسطينية وعربية تتفق على نهاية حكومة رام الله.
كيف وصلت القضية الفلسطينية ومنظمات التحرير الى هذا الحال المنحدر والمتهاوي ؟ و الطامة الكبرى والخارقة كانت من اوسلو، ومن وافق على أوسلو كان يعلم الى اي مستوى من الحضيض سوف تصل القضية الفلسطينية بعد ربع قرن.
من يوم ما راج فلسطينيا لغة ايدولوجيا الواقعية السياسية وسيطرت على عقول السياسيين الفلسطينيين، ودشنت اذرعا وحوامل للترويج عن الاستسهال الايدولوجي للواقعية السياسية والبراغماتية، وزرع قيم وافكار السلطة ومحو اي اثار للمقاومة والنضال السياسي وحتى السلمي. و اليوم غزة تحرق ويتم ابادتها من الجيش الاسرائيلي المدعوم من امريكا والغرب، وهناك من يروج للانفصال الفلسطيني، ويروج الى ان حماس عدو لفتح والعكس، ويروج لاستحالة التصالح الوطني الفلسطيني.
و في حوار لصحيفة بريطانية مع رئيس وزراء فلسطيني سابق : طالب اسرائيل بابادة وتدمير حركة حماس.
غزة يوميا تبعث رسائل قوة وصمود وتحد للاحتلال الاسرائيلي واعوانه واصدقائه، ورسائل تقول : انهم باقون وصامدون حتى اخر نعش واخر شهيد واخر غزاوي، واخر حجر في بيوت غزة المردومة.
و ما لا يدركه قادة الحرب في تل ابيب ان حرب غزة اول ما اعلنت وفاة سلطة رام الله، واطلاق رصاص الرحمة على مومياءات التطبيع والسلام.. وهذه رسالة احفاد احمد ياسين وجيل واعد وثائر لم يعرف عن أوسلو غير انها اوراق يجب ان تحرق وتمزق.