يعد فصل الشتاء في الأردن فترةً تحملُ معها تحدياتٍ فريدة، خاصة بالنسبة للأفراد ذوي الدخل المحدود، الذين يجدون انفسهم وسط معاناةٍ مزدوجة، حيث يواجهون معضلات اقتصادية تتفاقم وتلقي بظلالها في هذا الوقت من العام. يشكل الاقتصاد المترهل إحدى الضغوط الرئيسية على المواطن الأردني، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
إن أحد أبرز التأثيرات السلبية تتمثل في ارتفاع تكاليف التدفئة، حيث يجد الأفراد أنفسهم عالقين بين حاجة ملحة للحفاظ على درجات حرارة منازلهم من اجل توفير بيئة صحية ومناسبة لاطفالهم، وبين الاعباء المالية الناتجة عن فاتورةِ الطاقة المتزايدة. يضطر البعض إلى اتخاذ تدابير تقشفية، مثل تقليل ساعات التدفئة او حصرها في مكان محددٍ داخل المنزل، مما يتسبب في ظروف حياتيةٍ قاسية. قد يضطربعض محدودي الدخل إلى شراء ملابس دافئة ومعدات إضافية للتكيف مع الظروف الجوية القاسية والتي تشكل ضغوطاتٍ إضافيةٍ على ميزانياتهم الضعيفة ويضعهم امام تحديات اضافية في العيش الكريم.
فيما يواجه بعض الاردنيون صعوبات اضافية في فصل الشتاءِ بسبب قضية البطالة وقلة الفرص الاقتصادية، مثل الفرص في قطاعي السياحة والباعةِ المتجولين، مما يجعل العديد من المواطنين يعيشون في حالةٍ من عدم الاستقرار المالي.
ترتبط معاناة الفقراءِ في الشتاء بتأثيراتٍ سلبيةٍ على الصحةِ نتيجةَ الامراضِ الموسمية. قد يعجز البعض عن تأمين الرعاية الصحية اللازمة أو شراء الأدوية الأساسية، مما يؤثر بشكل كبيرعلى قدرتهم على العمل وحقهم في حياةٍ صحية ومناسبة للعيش في ظل مجتمع متماسك وحيوي.
الأردن بلدٌ لديه تحدياتٍ اقتصاديةٍ كبيرة - خاصة بالنسبة لموقعه في منطقة الشرق الأوسط ولمحدوديةِ موارده الذاتية. ترتب على تلك الظروفِ الاقتصادية الصعبةِ والسياسيةِ المتقلبة ارتفاعٍ ملحوظٍ ومتسارع في معدلات البطالة والفقر في السنوات الأخيرة. حيث بلغت نسبة الفقراء في الاردن 35% من عدد السكان، ما يعادل 3.980 مليون فقير وفقا "أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام “2023. ان الإصلاحات الاساسية في السياسات المالية والضريبية والتحديات التي تواجه الاستثمار في القطاع الخاص، أضافت صعوبات اقتصادية اخرى الى المشاكل التي يواجهها المواطن الأردني.
في ظل تلك المعضلات المتعددة التي يواجهها محدودي الدخل. يستدعي الامر تضافر الجهودِ من قبل الحكومة والمجتمع المحلي والمنظمات الخيرية لتقديم الدعم اللازم. ويمكن أن يشمل هذا الدعم مساعداتٍ مالية، وتوفير الملابسِ الشتوية، وبرامجِ توفير الطاقة، بهدف تخفيف الأعباءِ المالية عن كاهلهم.
في الختام يظل الشعب الأردني يحمل آمالًا في تحسين أوضاعه الاقتصادية، ويبقى متمسكاً بكرامته ومتضامنا مع افراد مجتمعه. إن التفاؤل والإصرار على تحقيق تقدم اقتصادي يشكلان الدافع لتحمل المزيد من الصعاب. يتطلب الأمر تكثيفَ الجهودِ الحكومية وتوجيه الاستثماراتِ نحو تحفيزِ النمو الاقتصادي لايجاد فرصِ عملٍ مناسبة لتخفيف الاعباءِ المالية عن المواطن.