الثوار الليبيون يهاجمون المربع الأخير لأنصار القذافي في سرت

زاد الاردن الاخباري -

بات المقاتلون الليبيون قاب قوسين او أدنى من السيطرة على المربع الأخير لأنصار معمر القذافي الذين ما يزالون يقاومون بإدارة العديد من رموز نظام القذافي مدينة سرت .

وينتظر المجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح بنظام القذافي سقوط سرت لإعلان "التحرير التام" للبلاد ما سيفتح المجال امام تشكيل حكومة انتقالية تكلف إدارة الفترة الانتقالية حتى تنظيم انتخابات مجلس تأسيسي (مؤتمر عام).

وتركز قصف المقاتلين الليبيين في سرت على منطقة مساحتها نحو ثلاثة كيلومترات مربعة مكونة من ثلاثة احياء بينها حي الدولار الذي اطلقت عليه هذه التسمية بسبب فيلاته الفخمة التي يسكن فيها مسؤولو النظام السابق.

وتوغل المقاتلون القادمون من الغرب كيلومترين داخل المنطقة بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية وسيطروا على حي الدولار الذي تقطنه غالبية من افراد قبيلتي القذاذفة وورفلة التي عرفت بولائها للنظام السابق.

واضاف المراسل ان مقاتلي المجلس الانتقالي مشطوا الحي ومبانيه وأسروا العديد من الأشخاص.

وقال مصطفى حديد احد مقاتلي المجلس "عثرنا على انواع عديدة من الاسلحة". وفي فيلا مجاورة دل كأس شاي نصف ممتلئ على فرار من كان فيها على عجل.

وفي حديقة الفيلا قبع رجل جاثيا على ركبتيه ويداه موثوقتان الى ظهره. وقال ايوب بازينة احد مقاتلي المجلس الانتقالي "كان بحوزته سلاح وبندقيتا كلاشنيكوف. نعتقد انه مركز القيادة التابع للقذافي". في الاثناء تم استجواب الرجل بعنف ورمي في شاحنة.

وكان مقاتلون على الجبهة الشرقية اوضحوا سابقا أنهم "بدأوا عملية تطهير للمنطقة" .

واوضح زبير البكوش القيادي في قوات المجلس الانتقالي "كل جبهاتنا الآن قائمة والمنطقة محاصرة تماما" مضيفا ان الجبهة الشمالية من جهة البحر اصبحت تحت السيطرة التامة للمقاتلين الثوار.

واضاف "إنها نهاية القصة. المدينة تحررت باستثناء هذا الحي. لكننا نتوقع مقاومة عنيفة جدا. لم يعد بإمكانهم (انصار القذافي) استخدام المدفعية لم يعد امامهم الا قتال الشوارع. إننا ازاء آخر المخلصين للنظام السابق وهم على استعداد للموت دفاعا عنه".

وقال البكوش ان المعتصم نجل معمر القذافي والكثير من رموز نظامه بينهم بالخصوص ابو بكر يونس جابر احد رفاق القذافي ومسؤول جبهة سرت واحمد ابراهيم وزير التربية السابق، يقودون العمليات في سرت.

والثلاثاء زار رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل وسط سرت حيث توقفت ضربات الحلف الاطلسي منذ الاثنين، وذلك لدعم مقاتليه الذين خسروا اكثر من 80 عنصرا في مواجهات سرت.

وعلى المستوى الانساني واصل مقاتلو المجلس الانتقالي امس اجلاء المدنيين. وقال وسام بن حريد "نواصل إخراج الأسر لكن عددها اقل من الامس".

ومن جهتها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش امس اطراف النزاع في سرت الى تفادي المدنيين وطلبت من قوات المجلس الانتقالي نقل كافة الأسرى بسرعة الى بنغازي او طرابلس لتفادي عمليات الانتقام.

وقال فراد ابراهامز المستشار الخاص للمنظمة في بيان "يجب معاملة كافة المساجين بشكل انساني ونقلهم الى سلطات المجلس الانتقالي لضمان أمنهم". وفي مقر قيادة الشرطة حيث تمركزت قيادة الجبهة الشرقية للمجلس الانتقالي كان هناك اربعة اشخاص سود البشرة معتقلين قال احدهم إنه سوداني والبقية ماليون.

وبالتوازي مع ذلك حث المصري ايمن الظواهري القائد الجديد لتنظيم القاعدة الليبيين على تبني الشريعة الاسلامية قاعدة للنظام الجديد الذي سيحل محل نظام القذافي.

وقال خليفة اسامة بن لادن إن اول ما سيطلبه الحلف الاطلسي من الليبيين هو التخلي عن الاسلام، على حد قوله ووصف التحالف الذي دعم المجلس الانتقالي الليبي بـ "العصابة الغربية".

وعلاوة على سرت يحاصر مقاتلو المجلس الانتقالي بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس التي يأملون السيطرة عليها في خضم سقوط سرت.

وفر عشرات المدنيين من المدينة الثلاثاء قبل سيطرة دبابات وشاحنات صغيرة مسلحة وسيارات إسعاف على الطريق الواقع على بعد 30 كلم من المدينة.