وزير الدفاع الامريكي من بداية حرب غزة قال : لن نسمح لحركة حماس وبوتين بالانتصار، ولن نسمح لاعدائنا بتقسيمنا واضعافنا.
و في تصريح الوزير الامريكي ربط بين حربي امريكا في اوكرانيا وغزة.
و اتى ذلك تأكيدا على ان امريكا قادرة على دعم حلفائها والوفاء بالالتزامات وارسال المساعدات العسكرية والمالية في وقت واحد وفي ساحتي حرب مفتوحتين: اوكرانيا وغزة. و في العقلية الامريكية تزاحمت الالويات الاستراتيجية ما بين اوكرانيا واسرائيل. وطبعا، العقل الامريكي في لحظة لاوعي وانهيار غرائزي، فانه اكثر انجذابا وطواعية لاسرائيل واللوبي الصهيوني.
تابعت سياسيا امريكيا يعلق على شاشة «سي ان ان» عن حربي غزة واوكرانيا، ويقول : انهما حربان بلا افق، ولا نعلم في واشنطن، كيف ستكون الخاتمة والنهايات». و في حرب اوكرانيا ودوامة الدم وما انفق من مليارات على الحرب، ماذا جنت امريكا والناتو ؟ اوكرانيا من الصعب والمستحيل ان تنضم الى حلف الناتو وتنصب صواريخ كروز على اراضيها، وذلك لمحاصرة روسيا.
الرئيس الامريكي بايدن من بداية اندلاع حرب اوكرانيا كان يراهن على خلع الرئيس بوتين واسقاط نظامه السياسي وتأخذ روسيا كما يتصور الامريكان الى سيناريو التقسيم و التفكيك، ولكن الى اين انتهت حرب اوكرانيا، واين وصلت حرب امريكا والناتو على روسيا ؟ أليس الفشل، هو الجواب ؟!
و من حرب غزة عادت واشنطن الى الشرق الاوسط، ولتبحث في اقليم : النفط والغاز والرسل والاديان عن خاصرة رخوة في عالم تتصارع به الامبراطوريات الكبرى. في بحر الصين اقتربت امريكا لتحارب التنين في الشرق الاسيوي، وفي شرق اوروبا اقترب الناتو وامريكا من خط الموت مع روسيا، وفي الشرق الاوسط فتح نتنياهو خط بداية النهاية، وليجر واشنطن وبايدن « الاب الكبير» الى الانزلاق نحو حرب كبرى في الشرق الاوسط. و هل من فوضى العن من سياسة امريكا في العالم، انقلاب وانفجار في المعادلات الدولية، والشيطان يسكن في رأس بايدن وبلينكن وكبار قادة واشنطن العسكريين والامنيين؟
و في حرب غزة امريكا اليوم اشد حرجا، وان اصرت امريكا على التزامها في مواصلة مساعدة اسرائيل ودعمها عسكريا ولوجستيا .
و استمرار حرب غزة، هل يمكن ان يمنع اندلاع حرب اقليمية كبرى ؟ والى اي مدى سوف تنجح سياسة امريكا في لجم وردع واحتواء جبهات المقاومة المتفاعلة والناشطة اقليميا ؟ و هل سوف يصمد الغطاء العربي لمحور الاعتدال واصدقاء امريكا ؟ واذا ما استمرت حرب غزة، وهل سوف تفرض ذات المعادلة بالحفاظ على مصالح امريكا واسرائيل مع دول عربية.
بوتين يزور الشرق الاوسط. وان تأخرت الزيارة. ولكن بوتين يقف اليوم على بوابات الشرق الاوسط ليوقف نزيف الدم واحتمال توسع الحرب، وليرفع الغطاء عن الفشل الاستراتيجي الامريكي في الشرق الاوسط.
زار بوتين ايران والسعودية والامارات العربية. وزيارة يوتين لطهران والرياض ستحمل رسائل تفاهم وشراكة لما بعد اتفاق البلدين تحت الرعاية الصينية، وذلك في ضوء متغيرات الاقليم وحرب غزة، وجبهات الحرب المفتوحة من اليمن الى جنوب لبنان، ومخاطر الامن البحري والملاحة التجارية ومصادر الطاقة، ولربما نشهد ولادة محور اقليمي تحت الرعاية الروسية.
و من بدايات حرب غزة رفضت موسكو ادانة حركة حماس، واعتبرتها حركة وطنية تحررية، وما وقع في 7 اكتوبر عمل نضالي طبيعي في مواجهة الاحتلال. و روسيا في موقفها من حماس والمقاومة تقف على مستوى من العلاقات الاستراتيجية مع ايران وسورية وحزب الله.. واضافة الى دور روسيا في تسليح حركات المقاومة ومنها حماس وتزويدها باسلحة متطورة وحديثة.. وفي تطور ترسانة المقاومة العسكرية تحدث مراقبون بصراحة عن لمسة وتأثير روسي .
استراتيجيا واضح ان الدور الروسي بعد زيارة بوتين الى الشرق الاوسط سوف يتغير. والروس في هذه اللحظة معنيون في مواجهة وملء الفراغ والفشل الاستراتيجي الامريكي، وتثبيت وقائع اقليمية لتفكيك الاحادية الامريكية ونحو بناء نطام عالمي جديد .
و ذلك سواء ما يتعلق في محاولة لاستصدار قرار من مجلس الامن لادنة اليمن تحت عنوان تهديد الامن البحري، وايضا حركة حماس وحرب غزة، وما بعد وقف اطلاق النار واليوم التالي، وتعطيل اي سيناريو امريكي واسرائيلي للتعديل على تطبيق قرار 1071 بخصوص ترسيم الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين المحتلة.